أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، في تقرير أصدرته اليوم الأربعاء، أن إدارة السجون تمعن في انتهاك الأسرى المرضى طبيًا، فهي تستهدفهم بشكل واضح وصريح وذلك بتجاهل أوضاعهم الصحية والمماطلة في تقديم العلاج اللازم لهم الأمر الذي أدى إلى تفاقم الأمراض داخل أجسادهم.
وفي هذا السياق، وثقت الهيئة عقب زيارة محاميها كريم العجوة، أبرز الحالات المرضية ومنها حالة الأسير موسى صوفان والمحكوم بالسّجن المؤبد والقابع في سجن “عسقلان”، حيث يعاني من وجود ورم ومشاكل صحية في الرئة.
وبينت أن الأسير صوفان ليلة أمس تعرض لوعكة أدت إلى تدهور على وضعه الصحي، حيث حصل ارتخاء بجسمه وآلام بالظهر والصدر واصبح يعاني من هزال وارتفاع بدرجات الحرارة وتقيؤ بشكل مستمر، وأبقوه ما يقارب الساعة حتى سمحوا له بالذهاب إلى عيادة السجن.
وأشارت الهيئة إلى أنه توجد مماطلة في كل ما يتعلق بتقديم العلاج له وإجراء الفحوصات اللازمة وأن هذا الأمر سيفاقم وضعه الصحي.
أما عن حالة الأسير سامر العياط / مخيم طولكرم والمتواجد في سجن عسقلان تم إجراء فحص للأسير عياط من قبل طبيب مختص، وأوصى بأن يتم إعطائه حقنتين في الرجل اليمنى والرجل اليسرى، وتابع أنه تم إعطائه الحقنة الأولى بعد انتظار لمدة طويلة، وتم إبلاغه بأنه سيتم إعطائه الحقنة الثانية بعد أسبوع، ولكن حسبما أفاد الأسير فإن فترة الأسبوع التي يتم التحدث عنها من قبل الطبيب في عيادة السجن من الممكن ان تأخذ اشهر نتيجة لسياسة المماطلة التي تنتهجها إدارة السجون.
وأدنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين استمرار كافة الجرائم التي تمارسها دولة الاحتلال الاسرائيلي بحق الأسرى والمعتقلين، معتبرةً إياها تتنافى مع كافة المعاهدات والمواثيق الدولية الحقوقية والإنسانية.
وفي السياق، يواجه الأسير علي الحروب (48 عامًا) من دورا/ الخليل، تدهورًا مستمرًا في وضعه الصحيّ، نتيجة إصابته بورم منذ العام الماضي، وظهور كتل جديدة في أسفل الظهر، والتي ضاعفت من معاناته مؤخرًا.
وبيّن نادي الأسير أنّ الحروب وبعد مطالبات عديدة جرت على مدار الفترة الماضية، بدأت إدارة السجون بنقله بشكل يوميّ من سجن “النقب” إلى مستشفى “برزلاي” الإسرائيليّ، لإجراء جلسات علاج خاصّة.
وكان الأسير الحروب المعتقل منذ عام 2010، والمحكوم بالسّجن 25 عامًا، قد بدأ بمواجهة المرض قبل أكثر من عامين، حيث ماطلت إدارة السّجون في تشخيص حالته الصحية، وبدأ وضعه يتفاقم تدريجيًا، وخضع في شهر نيسان عام 2021، لعملية جراحية خلالها تم استئصال ورم من تحت الإبط والصدر، وفي حينه تعرض لانتهاكات جسيمة خلال تواجده في المستشفى، حيث بقي مقيد القدمين إضافة إلى يده اليمنى، وعانى من أعراض صحية صعبة منها انتشار بقع زرقاء في جسده بحسب وصف الأسير في حينه.
وفي شهر أيّار 2021 أبلغته إدارة السجون أنّ هناك قرارًا بالبدء بإعطائه علاج كيميائي، دون توضيحات دقيقة عن حالته الصحية ومستوى الخطورة التي يواجهها.
يُشار إلى أن الحروب من بين مئات الأسرى المرضى في سجون الاحتلال الذين يواجهون سياسة الإهمال الطبي “القتل البطيء”، والتي تُشكل جزءًا من بنية السجون بما فيها من إجراءات تنكيلية ممنهجة لا نهاية لها، وتمتد عمليات التّنكيل بحقهم داخل مستشفيات الاحتلال، خاصّة من خلال عملية تقييد الأسير المريض بالسرير، واستخدام عربة “البوسطة” لنقله.