أرجع الرئيس التونسي قيس سعيد مساء يوم الاثنين، تدني نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية المُبكرة التي انتهى الدور الثاني منها أمس الأحد إلى انعدام ثقة التونسيين في المؤسسات، بما في ذلك البرلمان.
وقال في كلمة مُصورة خلال اجتماعه مع رئيسة الحكومة نجلاء بودن، جاءت في مقطع فيديو بثته الرئاسة التونسية في ساعة متأخرة من مساء الاثنين، “اليوم أريد أن أكون في القصبة (مقر الحكومة) لا في قرطاج (مقر الرئاسة) لأقول إننا متمسكون بالدولة ومؤسساتها، وأن هذه المؤسسات تعمل في انسجام”.
وأضاف، في تعليقه على تدني نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية، “نحن في حاجة لقراءة هذه الأوضاع، …البعض سيعلق على الأرقام بطريقته، لكن لا يعنينا في شيء، ولا يُثير ذلك إلا الازدراء والاحتقار”.
وتابع أن “90 بالمائة من التونسيين لم يشاركوا في الانتخابات لأن البرلمان بالنسبة إليهم لم يعد يعني شيئا… نقرأ الأرقام بالنسبة للعزوف وليس بالمشاركة… العزوف سببه أنه خلال العشر سنوات الأخيرة، البرلمان كان مؤسسة عبثت بالدولة ولذلك كانت ردة الفعل هي نسبة المشاركة الضعيفة في الدورتين”.
وأردف أن “هذه النسبة تُؤكد أن التونسيين لم تعد لهم ثقة في مثل هذه المؤسسات”، مُشددا في المقابل، على أن “أهم شيء هو احترام جميع المواعيد التي تم تحديدها مسبقا”.
وأضاف “احترمنا جميع المواعيد رغم أن هناك تواريخ لم تكن في توقيت مناسب مثل الاستفتاء الذي كان ثالث يوم عطلة”، ثم اتهم أطرافا معارضة لم يذكرها بالاسم، بـ “الخيانة العظمى للوطن”.
وقال في هذا الصدد إن “عمقنا الشعبي مرة أخرى أكبر من عمقهم كما يتصورون، وما يقومون به اليوم بمثابة الخيانة العظمى للشعب التونسي هذا فضلا عن ارتمائهم في أحضان الأجانب”.
وأكد أن تونس “ليست ضيعة يرتع فيها من يشاء كما يشاء، وسيتحمل هؤلاء مسؤولية خيانتهم لتونس وسنواصل العمل من أجل الشعب التونسي”.
وكان فاروق بوعسكر، رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس، قد أعلن مساء يوم الاثنين، عن ارتفاع طفيف في نسبة المشاركة العامة في الدور الثاني من الانتخابات التشريعية المُبكرة التي جرت يوم الأحد، لتبلغ 11.40 بالمائة، مقابل 11.30 بالمائة كان قد أعلنها أمس.
وقال بوعسكر خلال مؤتمر صحفي عقده مساء الاثنين بمقر المركز الاعلامي للهيئة العليا المستقلة للانتخابات بتونس العاصمة، إن هيئته سجلت قيام 895 ألفا وناخبين اثنين بالإدلاء بأصواتهم في الدور الثاني من الانتخابات التشريعية التي جرت يوم الأحد، أي بنسبة إقبال تقدر بـ 11.40 بالمائة.
ومساء الأحد، كان بوعسكر قد أعلن بعد ساعتين من غلق صناديق الاقتراع للدور الثاني من هذا الاستحقاق الانتخابي، أي في الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي، أن نسبة المشاركة في هذه الانتخابات بلغت 11.30 بالمائة.
وأشار إلى أن 887 ألفا و638 ناخبا وناخبة أدلوا بأصواتهم خلال الدور الثاني من هذا الاستحقاق الانتخابي، وذلك من أصل 7 ملايين و853 ألف و447 ناخبا وناخبة مسجلين في بيانات الهيئة العليا المستقلة للانتخابات.