منذ أن حصل الزلازال الكبير في تركيا وسوريا وراح ضحيته آلاف القتلى والمصابين، تحدث هزات أرضية في فلسطين، ويكون مركزها تحديدًا في منطقة نابلس، في ظل تساؤلات من إمكانية حدوث زلزال خلال الفترة المقبلة، فهل من توقعات فعلية بحدوثه؟.
أمر غير مستبعد
من غير المستبعد حدوث زلزال قوي في فلسطين، وفق ما يؤكده لـ”القدس” دوت كوم، مدير مرصد الزلازل الفلسطيني التابع لجامعة النجاح، د رضوان الكيلاني، ويقول: “نحن ننقل بشفافية، وبشكل علمي، لا نريد أن نخوف الناس ولا نريد أن نطمئنهم، فعلميًا من غير المستبعد وقوع زلزال قوي في فلسطين قد تصل قوته إلى 7 درجات على مقياس ريختر، وقد تتأثر به فلسطين التاريخية بدرجات متفاوتة”.
ويضيف الكيلاني، “إن حدث الزلزال فإن بؤرته إما أن تكون جنوب البحر الميت إلى وادي عربة، أو في منطقة صدع الكرمل – وادي الفارغة والذي يمتد من حيفا إلى شمال البحر الميت”.
وبحسب الكيلاني، فإن الزلزال الذي حدث في تركيا وسوريا يعد من بين أكبر 20 زلزالاً حدثت في العالم، وكان بقوة 7.4 درجات، ومنذ أن وقع الزلزال ت حدثت له ارتدادات وصلت 320 هزة.
ويتابع الكيلاني، إن الزلازال الرئيسي له انعكاسات سلبية على نفس البلد التي يحدث فيها الزلزال والبلاد المجاورة، والقوية أو الكبيرة وحتى الزلازل المتوسطة يمكن أن يكون لها ارتدادات، وتبدأ قوتها تقل تدريجيًا حتى تصل إلى نصف قوة الزلازال الرئيسي، وتصنف الزلازل، وفق الكيلاني، إلى خفيفة (بين 1-5 درجات)، ومتوسطة (بين 5-6 درجات)، قوية (بين 6-7 درجات)، وكبيرة (بين 7-8)، وعنيفة أو رهيبة (أكثر من 9 درجات).
من جانبه، يقول مدير وحدة علوم الأرض وهندسة الزلازل في جامعة النجاح د. جلال الدبيك لـ”القدس” دوت كوم: “لا أحد يعرف إن كان سيحدث زلزال في فلسطين أم لا؟ وعالميًا هذا التنبؤ افتراضي والإنذار لحدوثه يأتي قبل (3-15 ثانية فقط)”، فيما يلفت الدبيك إلى أن من يقتل ليس الزلزال بل البناء غير المعتمد على التصميم الزلزالي.
يؤكد د. مروان غانم، أستاذ الجيولوجيا في جامعة بير زيت في حديث لـ”القدس” دوت كوم، أن كل البحوث العالمية حتى الآن أخفقت بتحديد موعد حدوث أي زلزال، وأجهزة الرصد تتنبأ بحدوثه قبل دقائق معدودة.
وينوه غانم إلى أنه في حال حوث الزلزال في فلسطين قد يكون مدمرًا، لكن لا أحد يعرف متى سيحدث، ولكن مركزه “غور الأردن، والبحر الميت بالضفة الغربية”، لكن الهزات التي حدثت خلال اليومين الماضيين، ومركزها نابلس، لأنها تقع على الصدع الممتد إلى الاغوار، ومن الاستقراء الزلزالي فإن الزلازل في فلسطين تحدث في فترة كل 85 سنة.
زلزال تركيا وسوريا هل يصل فلسطين؟
عن علاقة زلزال تركيا وسوريا بالهزات التي حدثت في فلسطين، يوضح د. رضوان الكيلاني أنه زلزال ربما يكون محفزًا لحدوث زلازل أخرى بالمنطقة، فيما يدعو الكيلاني إلى حشد جميع الطواقم المختصة والمتطوعين للاستعداد لمواجهة أية أمور قد تحدث.
في المقابل، يوضح د.جلال الدبيك أن الهزات التي تحدث في فلسطين حاليًا، لا علاقة لها بزلزال تركيا، ويقول: “نعم صحيح هو قد يؤدي إلى تنشيط الزلازل، لكن لا علاقة له بتلك الهزات، والاحتمالات كلها واردة، لكن المهم أن ندرك أن سقف الزلازل في فلسطين بين (6-7 درجات) في أقصى حد.
أما د. مروان غانم، فإنه يشير إلى أن الصفيحة التي تقع عليها فلسطين وسينا ولبنان وسوريا تحركت بفعل ارتدادات زلزال تركيا، ومن المحتمل أن يحدث زلزال كون منطقتنا نشطة زلزالياً، والهزات التي حدثت قد تكون كذلك مقدمة لزلزال خفيف أو ضخم.
ويضيف غانم، لكن كل الدراسات التاريخية أكدت على أن الزلازل التي حدثت في فلسطين تكون أقل من 7 درجات، ومن غير المستبعد حدوث زلزال قوي سواء في هذه الفترة أو الفترات المقبلة، خاصة مع تكرار الهزات الأرضية، مشيرًا إلى أن الهزات الارتدادية لزلزال تركيا وسوريا لم تنته من منطقة الأناضول، وسيعود الوضع طبيعيًا إن انتهت الهزات الارتدادية في تلك المنطقة.
إشاعات
يشدد الدبيك على أن من يتحدثون عن تحديد موعد للزلزال في فلسطين هم يعتمدون على أخبار كلها إشاعات وغير صحيحة، وقامة على الترهيب، والهزات الحالية في فلسطين ضمن وضعها الطبيعي الموجود أصلاً، وصحيح أن هنالك احتمالات لحدوث زلزال لكن ليس شرطاً حدوثه.
ووق الدبيك، فإن الزلزال إن حدث في فلسطين التاريخية، فهناك مراكز قد تكون مركزه، وهي: منطقة البحر الميت، والمنطقة الممتدة بين الفارغة والكرمل، ومنطقة شمال طبريا، وجنوب طبريا وصولاً إلى الأغوار، منطقة وادي عربة، منطقة العقبة.
في حين، يؤكد د. مروان غانم، أن معظم بيوتنا تتحمل زلزالًا قد تصل قوته إلى 7 درجات خاصة البناء الحديث، أما الأبنية التي لا تعتمد البناء السليم فإن زلزالاً بقوة 5 درجات قد يؤثر عليها.
ويرى غانم أنه من الأفضل أن يكون هنالك دور فاعل للحكومة والجهات المختصة بالتوعية من خطر الكوارث الطبيعية، من أجل تقليل الخسائر البشرية، وكذلك يجب أن تعمل الجامعات والمدارس بتعزيز التوعية بهذا الشأن.
المصدر: صحيفة القدس