عملية القتل الجماعي في سان برناردينو الأمريكية التي نفذها أمريكي من أصول باكستانية يدعى سيد فاروق برفقة زوجته، أدمت قلوب الكثيرين وأثارت قلقا لدى المسلمين في الولايات المتحدة.
-
لكن تلك الهجمات أفرحت أنصار تنظيم”داعش” معبرين عن سعادتهم بالهجوم عبر هاشتاغ انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي # أمريكا_تشتعل.
ورغم عدم تبني أي جهة المسؤولية عن الهجوم الذي أودى بحياة 14 شخصا وجرح أكثر من 20 آخرين، بالإضافة إلى منفذي الهجوم وهما فاروق وزوجته تشفين مالك، إلا أن ذلك لم يمنع أنصار “داعش” من الإشادة بما حدث في الولايات المتحدة.
وانتشر وسم #أمريكا_تشتعل بحسابات أنصار “داعش” يوم الخميس 3 ديسمبر/ كانون الأول للاحتفاء بعملية القتل الجماعي التي وقعت في سان برناردينو، حيث رصد موقع “فوكاتيف” الأمريكي حسابات البعض منهم.
وعلق حساب حمل اسم أبو مصعب المصري قائلا: لتعلم أمريكا أننا في زمان جديد.
ويعتبر هجوم كاليفورنيا من أبشع الجرائم التي شهدتها الولايات المتحدة منذ مذبحة مدرسة ساندي هوك الإبتدائية عام 2012.
بيد أن مجزرة كاليفورنيا “ألهبت” بدورها مواقف متطرفة ومعادية للمسلمين بعد كشف هوية منفذ الهجوم الأمريكي الباكستاني الأصل سيد فاروق 28 عاما.
وأورد موقع “فوكاتيف” مواقف بعض الأمريكيين بينهم سكان كاليفورنيا الذين كشفوا عن معاداتهم للمسلمين، ومنهم من طالب بترحيل المسلمين من الولايات المتحدة وخاصة ولاية كاليفورنيا التي يشكل المسلمون فيها حوالي 1% من سكانها.
وأعرب البعض الآخرعن قولهم إن المسلمين يحملون عقيدة مناوئة للغرب، مؤكدين أن واقعة سان برناردينو هي عمل إرهابي بالأساس، ولا تتعلق بقضية جنائية.
ومنذ الإعلان عن الحادثة، نظم مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية مؤتمرا صحفيا لزعماء المسلمين في لوس أنجلس بحضور شقيق زوجة فاروق السيد لإدانة الاعتداء، خشية من تصاعد موجة العنف والتمييز ضد الجالية المسلمة في الولايات المتحدة الأمريكية.
ونقلت وكالة “رويترز” عن حسام عيلوش وهو مدير تنفيذي بمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية قوله إن المسلمين يقفون جنبا إلى جنب مع مواطنينا الأمريكيين في نبذ أي فهم مغلوط يراد به تبرير أي تصرفات مريضة للعنف.
معاداة المسلمين بعد واقعة سان برناردينو، ألقت الضوء على جرائم الكراهية ضد المسلمين في الولايات المتحدة، إذ وثق مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية في تقريره حول الحقوق المدنية عام 2014، 993 جريمة كراهية ضد المسلمين، وقعت نصفها في “orange county” التي تبعد فقط مسافة ساعة من مكان الحادثة، فيما تم توثيق 4 جرائم كراهية في سان برناردينو كاونتي و38 بالقرب من ريفرسايد، ووفقا للمعلومات الأولية تشير إلى أن المهاجمين عاشا في مدينة كورونا، وتقع في ريفرسايد كاونتي.
سيد فاروق رضوان البالغ من العمر 28 عاما ولد في إلينوا بالولايات المتحدة، ووالداه من أصول باكستانية، أب لطفلة (6 أشهر)، متخرج من ثانوية لا سييرا في بلدة ريفرسايد عام 2003، زوجته هي تاشفين مالك شريكته في الهجوم والتي تصغره بعام واحد عادا مؤخرا من السعودية بعد تأديتهما مناسك الحج.
صحيفة دايلي نيوز، التقت بوالده الذي أعرب عن صدمته مما قام به ابنه، وقال أن فاروق كان شخصا متدينا ولم يؤذ أحدا في حياته، حياته منحصرة بين عمله كفني في مجال الصحة والعبادة.
زملائه في العمل، أعربوا بدورهم عن دهشتهم لدى سماعهم صلة زميلهم فاروق بالاعتداء لأنه كان إنسانا هادئا ومهذبا من دون أي أحقاد أو ضغائن، هكذا وصفه الجميع.
وأجمع الكل على أن فاروق كان متدينا إلا أنه نادرا ما ناقش الأمور الدينية أثناء عمله.
هذا وتواصل السلطات في ولاية كاليفورنيا تحقيقاتها الخاصة بعملية إطلاق النار وتسعى للتأكد من طبيعة العملية التي نفذها سيد فاروق وزوجته تاشفين مالك وتحديد ما إذا كان الهجوم هو رد فعل عنيف ضد زملاء فاروق في العمل أم عملا إرهابيا.
وأعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي أن الأسلحة التي استخدمت تم شراؤها بطريقة قانونية، وعثر على بندقيتين من الطراز العسكري ومسدسين وكمية كبيرة من الذخيرة في مقر سكن المهاجمين.
وصرح الرئيس الأميركي باراك أوباما الخميس أنه “من الممكن” أن يكون لإطلاق النار في كاليفورنيا دوافع إرهابية “لكننا لا نعرف بعد”.