“داعش” و”النصرة” يغادران اليرموك

26 ديسمبر 2015آخر تحديث :
“داعش” و”النصرة” يغادران اليرموك

كشفت الساعات الأخيرة أن ما تناقلته طوال أسابيع وسائل الإعلام عن اتفاق سيفضي لانسحاب تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من مخيم اليرموك، لم يكن مجرد تصريحات إعلامية تلقيها أطراف مقربة من النظام السوري أو السلطة الفلسطينية. المشهد في منطقة القدم المحاذية لمخيم اليرموك جنوب العاصمة السورية “يبشر” بتطور سياسي وعسكري غير مسبوق في عمر الحرب السورية بشكل عام، وفي عمر أزمة مخيم اليرموك المحاصر منذ ثلاث سنوات بشكل خاص.

منذ صباح الخميس، بدأت حافلات خضراء قدر ناشطون في حديثهم لموقع عرب 48 عددها بأكثر من 10، بالوصول إلى منطقة القدم التي كانت شهدت اشتباكات بين التنظيم من جهة، وحركة أجناد الشام من جهة أخرى، أفضت إلى توقيع هدنه بينهما. الحافلات من المقرر أن تنقل أكثر من 500 من عناصر التنظيم وأسرهم ومن يرغب بمغادرة المخيم، والصورة الوحيدة التي بثت من الموقع، نشرتها وسائل إعلام تابعة للنظام السوري، وحتى مساء الخميس لم تعرف الجهة التي من المقرر أن تقصدها الحافلات، إلا أن أنباء سابقة تحدثت عن الرقة في شمال شرقي البلاد، كوجهة محتملة لذلك، فيما قالت مصادر أخرى أن بعض العناصر سيتجه لدير الزور حيث جاء منها.

في الترتيب الزمني للاتفاق الغامض، يأتي أولاً ما أعلن في دمشق، عن انسحاب أكثر من 150 من الجرحى أسر أعضاء التنظيم عن طريق حاجز منطقة السبينة المجاورة للمخيم والتي يسيطر عليها حزب الله. الخبر نشرته صحفات مقربة من النظام السوري في الثامن من الشهر الحالي، وأكدت فيه تنفيذ البند الأول من الاتفاق غير المعلن، لكن ناشطين في داخل المخيم، نفوا بشكل كامل لصحيفة ‘العربي الجديد’ أن تكون أي دفعة قد غادرت المخيم، سواء أكانت من العناصر أو من عوائل ينتمي بعض أفرادها للتنظيم المتشدد.

في الأثناء، تشير المعلومات التي نشرتها صحف لبنانية إلى أن 126 عنصراً من مقاتلي داعش، غادروا المخيم بالفعل في ذلك اليوم. الصحيفة قالت إن العناصر خرجوا من منطقة القدم، المحاذية لليرموك من جهته الشرقية، مشيرة إلى أن اتجاه الحافلة التي شاركت في تأمين مسارها الأمم المتحدة، قد توجهت إلى منطقة القلمون بريف دمشق، وهي المتاخمة للحدود اللبنانية السورية، وليس إلى الرقة كما كان مقرراً ومعلناً، الأمر الذي عطل اكمال تنفيذ بنود الاتفاق حتى يوم الخميس 24 كانون الأول.

7000 اسم ينتظر المغادرة

best place to buy fast viagra.

اكدت مصادر صحفية أن التنظيم ومنذ الأول من هذا الشهر، بدأ بجمع وتسجيل أسماء من يرغب بمغادرة المخيم عبر مكاتبه في الحجر الأسود، ما يعني أن التنظيم على علم فعلي بالاتفاق، إلا أنه لا يعطي أي تفاصيل عنه داخل المخيم، ومن داخل اليرموك، قال مصدر خاص بعرب 48 إن أكثر من سبعة آلاف مدني قد سجل اسمه بالفعل ضمن مكاتب التنظيم، كي يغادر ضمن اتفاق اخلاء المخيم من القوى العسكرية المتطرفة.

وكانت منظمات فلسطينية حقوقية قد حذرت من قيام المدنيين بتسجيل اسمائهم على قوائم التنظيم، لأن ذلك سيعني أن القوائم والاسماء، ستصبح ضمن قوائم المطلوبين دولياً، فيما يسعى كثير من المدنين المحاصرين منذ ثلاث سنوات داخل المخيم إلى المغادرة بأي ثمن كان، مغادرة ليس للمخيم فقط بل لكل البلاد، وفيما تأتي الأخبار أن المنتقلين مع التنظيم، سيصلون إلى الرقة، يفكر الكثيريون منهم، أن الانتقال إلى شمال البلاد سيعني الاقتراب من الحدود التركية، التي يعني دخولها، الاقتراب أكثر من أروربا، والهجرة غير الشرعية إليها.

واضافت المصادر انن المدنين وجدوا حلاً لمشكلة الأسماء وإمكانية أن يكونوا مستقبلاً مطلوبين لكافة أجهزة أمن العالم، وذلك من خلال تسجيل الألقاب وليس الأسماء الكاملة، إذ عمد كثيرون من المدنيين في المخيم، إلى تسجيل أنفسهم حسب ألقابهم المعروفة، وليس وفق ما تنص عليه بطاقاتهم الشخصية.

نحن هنا… جاهزون

سواء تم الاتفاق واكتمل أم لا، فإن القوى العسكرية المتواجدة في المخيم ومحيطه، تتعامل مع أخبار الاتفاق، بجدية بالغة، جبهة النصرة التي تسيطر على أجزاء من المخيم، نفذت عرضاَ عسكرياً سمحت لبعض الناشطين بتصويره، أرادت منه الإعلان عن استعدادها لملء الفراغ العسكري في المخيم بعد التنظيم، لتلحق بها بعد أيام أكناف بيت المقدس، التي قدمت عرضاَ هي الأخرى في بلدة يلدا المجاورة، أعلنت من خلاله الجاهزية للانتشار في اليرموك في حال خروج التنظيم المتطرف منه.

المشهد القلق والمتوتر بين المدنيين في المخيم، يأتي بالتزامن مع الذكرى الثالثة، لما اسماه السكان بالـ’اليوم الأسود لليرموك’ والذي بدأ بضرب الطيران الحربي السوري لمركزي إيواء في مخيم اليرموك واجتياح قوات المعارضة له، ظهر السادس عشر من كانون الأول عام 2012 ليكون صباح اليوم التالي، يوم نزوح تراجيدي لمئات الالاف من سكان مخيم اليرموك الفلسطينين والسوريين إلى مناطق عدة في دمشق ومحيطها ومخيمات فلسطينية أخرى ودول مجاورة.