عودة كرة القدم الإنكليزية: ضحايا “كوفيد-19” وفلويد… واعتذار تقني

عادت عجلة الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم للدوران من دون جمهور بعد توقف نحو 100 يوم بسبب فيروس كورونا المستجد، في استئناف طبعته تحيات التضامن مع ضحايا “كوفيد-19” والمواطن الأميركي الأسود جورج فلويد… واعتذار لافت من شركة تقنية خط المرمى.

وأقيمت الأربعاء مباراتان مؤجلتان من المرحلة الثامنة والعشرين، انتهت الأولى بالتعادل السلبي بين أستون فيلا وضيفه شيفيلد يونايتد، والثانية بفوز مانشستر سيتي، بطل الموسمين الماضيين، على ضيفه أرسنال 3-صفر.

وعادت كرة القدم الإنكليزية الى ملاعبها بعد تعليق منافساتها منذ آذار بسبب “كوفيد-19″، لكن في غياب المشجعين، وفي ظل إجراءات صحية صارمة للحد من تفشي عدوى الفيروس.

وتمكن سيتي الثاني، من تقليص الفارق مع ليفربول المتصدر الى 22 نقطة، وضمن بذلك ألا يتوج الفريق الأحمر بطلا عندما يحل ضيفا على غريمه إيفرتون ضمن المرحلة 30 (من أصل 38) الأحد. لكن ليفربول الباحث عن لقب أول في البطولة منذ ثلاثة عقود، يحتاج الى فوزين فقط من مبارياته التسع المتبقية، لرفع الكأس الغالية للمرة الأولى منذ العام 1990.

والبطولة الإنكليزية هي الثالثة بين كبار القارة الأوروبية تعود الى أرض ملعب بلا جمهور، بعد البوندسليغا الألمانية التي عادت في 16 أيار، والليغا الإسبانية الأسبوع الماضي، على ان تلحق بها “سيري أ” الإيطالية في نهاية الأسبوع الحالي.

وعلى رغم تفاوت نتيجة مباراتي الامس، لكنهما تشابهتا في العناوين العريضة: غياب المشجعين، دقيقة الصمت بداية حدادا على ضحايا “كوفيد-19″، وركوع الجميع على ركبة واحدة على أرض الملعب، في تحية للمواطن الأميركي الأسود فلويد الذي توفي بعد توقيفه من قبل شرطي أبيض في مينيابوليس في أيار/مايو.

وأثارت وفاة فلويد بعدما ركع الشرطي لدقائق بركبته على عنقه، احتجاجات واسعة مناهضة للعنصرية في الولايات المتحدة، لقيت صداها في مختلف أنحاء العالم. ولم تخلُ ملاعب الكرة من حركات التضامن، لاسيما من خلال هذه الحركة التي أداها عدد من اللاعبين أثناء احتفالهم بتسجيل أهداف.

وستحل عبارة “بلاك لايفز ماتر” (“حياة السود تهم”) بدلا من أسماء اللاعبين على الجهة الخلفية من قمصانهم، في المباريات الـ12 الأولى بعد العودة.

وانتهت المباراة الأولى بين أستون فيلا وشيفيلد يونايتد بالتعادل السلبي، ولم تقدم أداء يليق بموعد مرتقب لعودة المنافسات بعد توقف لأكثر من ثلاثة أشهر.

لكن المباراة قدمت محطة جدلية غير مسبوقة متعلقة بتقنية خط المرمى.

ففي الدقيقة 43، نفّذ لاعب شيفيلد أوليفر نوروود ركلة حرة مباشرة، أخطأ حارس أستون فيلا النروجي أوريان نايلاند في التعامل معها، اذ أمسكها وتراجع الى الخلف نحو مرماه.

وأظهرت لقطات الإعادة التلفزيونية ان النروجي تجاوز خط مرماه مع الكرة بالكامل، لكن الحكم مايكل أوليفر أوضح للاعبي شيفيلد المعترضين، ان تقنية خط المرمى لم تؤشر الى دخول الكرة، ولذلك لم يتم احتساب هدف.

وأكدت شركة “هوك آي” (“عين الصقر”) المشغلة للتقنية، في بيان، ان عدم إشعار الحكم بالهدف ليس خطأ تقنيا.

وأوضحت “الكاميرات السبع الموضوعة في المدرجات حول منطقة المرمى، أعاقها الحارس، مدافع، والقائم”، مؤكدة ان إعاقة مجال الرؤية الى هذا الحد “لم تسجل مطلقا في أكثر من تسع آلاف مباراة” استخدمت خلالها التقنية.

وشددت على ان “النظام تم اختباره والتأكد من جاهزيته قبل انطلاق المباراة”، متقدمة “باعتذار من الدوري الممتاز، شيفيلد يونايتد، وكل من تأثر بهذه الحادثة”.

وبهذه النتيجة، بقي أستون فيلا في المركز التاسع عشر قبل الأخير مع 26 نقطة، بينما تقدم شيفيلد الى المركز السادس مع 44 نقطة.

ولم يخف مدرب شيفيلد كريس وايلدر خيبة أمله مما جرى، لاسيما وان فريقه خسر نقطتين مهمتين في السباق نحو مركز مؤهل الى المسابقتين القاريتين.

وقال وايلدر “بالطبع أنا أشعر بالاحباط. سبع كاميرات لم تلتقط (الهدف). في الدوري الأفضل تقنيا في العالم، نرى كل شيء من كل زاوية، لكن لم ترَ الكاميرات هذا الهدف”.

وأكد وايلدر انه لا يعرف ما اذا كان عليه “البكاء أم الضحك”.

وعلى استاد الاتحاد في مانشستر، خرج المضيف سيتي بقيادة مدربه الإسباني جوسيب غوارديولا، متفوقا بسهولة على ضيفه أرسنال الذي يتولى إدارته الفنية مساعده السابق ومواطنه ميكل أرتيتا.

وأمام مدرجات طبعتها الشاشات العملاقة التي تعرض متابعة المشجعين للمباراة من منازلهم، قدم لاعبو غوارديولا أداء صلبا أفادوا فيه من خطأين فادحين للمدافع البديل البرازيلي دافيد لويز.

ودخل لويز في الدقيقة 24 بدلا من الإسباني بابلو ماري المصاب. لكن الدولي البرازيلي فشل في إبعاد كرة في الدقيقة 45+2، ما سمح لرحيم سترلينغ بتسجيل الهدف الأول لسيتي بتسديدة قوية من داخل المنطقة.

وفي مطلع الشوط الثاني، عرقل لويز الجزائري رياض محرز داخل المنطقة، ليمنح سيتي ركلة جزاء نفذها البلجيكي كيفن دي بروين بنجاح على يسار الحارس الألماني بيرند لينو (51)، ويغادر البرازيلي بطرد مباشر.

وصمد لينو خلال الشوط الأول في وجه محاولات متكررة لسيتي، لاسيما ركلة حرة من دي بروين (4)، وثلاث فرص متتالية من داخل منطقة الجزاء عبر تسديدة لسترلينغ (34)، والإسباني دافيد سيلفا (35)، وبعدها انفراد محرز (37).

وفي الوقت بدل الضائع من الشوط الثاني، أضاف فيل فودن الثالث لسيتي عندما تابع الكرة داخل المرمى، بعد ارتدادها من القائم إثر محاولة الأرجنتيني سيرخيو أغويرو (90+1).

وبحسب موقع أوبتا للاحصاءات، بات لويز أول لاعب في البطولات الأوروبية الكبرى منذ العام 2011، يطرد ويتسبب بهدف وركلة جزاء بعد دخوله بديلا.

وواصل أرسنال الذي تجمد رصيده عند 40 نقطة في المركز التاسع، أداءه المتواضع في مواجهة الخمسة الكبار في الدوري، اذ فشل في تحقيق الفوز خارج ملعبه ضد أحدهم في آخر 26 مباراة (16 خسارة و10 تعادلات). ويعود الفوز الأخير الى كانون الثاني 2015 ضد سيتي (2-صفر).

وتوقفت المباراة زهاء عشر دقائق في مراحلها الأخيرة، لعلاج لاعب سيتي الإسباني إريك غارسيا، إثر اصطدام قوي بحارس مرماه البرازيلي إيدرسون الذي خرج من منطقته لقطع كرة.

وتنطلق المرحلة الثلاثون الجمعة بمباراتي نوريتش سيتي وضيفه ساوثمبتون، وتوتنهام هوتسبر وضيفه مانشستر يونايتد، على ان تختتم الإثنين بلقاء مانشستر سيتي وبيرنلي.

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

مبابي يكسر صمته ويرد على عرض الهلال

مازح نجم فريق ميلووكي باكس لكرة السلة يانيس أنتيتوكونمبو، متابعيه في تدوينة على موقع “تويتر” …