مخاوف أخذ اللقاح المضاد لكورونا غير مبررة

حديث القدس

مع بدء حملات التطعيم باللقاحات المضادة لكورونا في مختلف أنحاء العالم، واقتراب عدد من تلقوا اللقاح في اسرائيل من ثلاثة ملايين شخص بينهم مليون شخص تلقوا الجرعة الثانية من لقاح فايزر، ومع اقتراب وصول اللقاحات الى الأراضي الفلسطينية تجتاح المواطنين الكثير من المخاوف التي تستند الى شائعات وأنباء غير صحيحة يتم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كالشائعات غير الصحيحة التي تتحدث عن موت أعداد ممن تلقوا اللقاح أو اصابة آخرين بشلل في الوجه .. الخ.

وفي القدس العربية المحتلة على سبيل المثال، فإن نسبة من تلقى اللقاح من المقدسيين لا زالت ضئيلة مقارنة بنسبة اليهود والمستوطنين الذين يقبلون على تلقيه بأعداد غفيرة. وفي الأردن الشقيق الذي بدأ عمليات التطعيم لا تزال النسبة قليلة أيضا، وهو ما يدفع الى التساؤل: الى متى سنبقى أسرى الشائعات والأنباء غير الدقيقة التي يتم تداولها عبر وسائل التواصل بشأن اللقاحات في الوقت الذي يمضي فيه عشرات الملايين في أميركا وأوروبا وبعض دول الخليج واسرائيل في تلقي اللقاح في الوقت الذي يشكل فيه وباء كورونا خطرا حقيقيا يهدد البشرية؟

إن ما يجب أن يقال هنا أولا ان اللقاحات المضادة لكورونا والتي أجيزت حتى الآن مرت خلال الشهور الماضية بكافة الاختبارات المتعارف عليها لدى الأوساط العلمية وصولا الى التجارب السريرية على البشر، وثبت بما لا يدع مجالا للشك انها آمنة أولا وأنها فاعلة في مواجهة فيروس كورونا. وقد اتضح من نتائج عدة دراسات علمية ان من تلقوا اللقاح باتت لديهم مناعة وعدم قابلية للعدوى مقارنة بفئات أخرى لم تتلق اللقاح.

ومن الجهة الأخرى فإن الدول التي أجازت اللقاحات لم تجزها اعتباطا ولم تعتمد على مواقف الشركات المنتجة، بل ان هيئاتها الطبية والدوائية المتخصصة قامت بإجراء فحوص ودراسات واختبارات دقيقة قبل أن تجيزها.

وإذا ما نظرنا الى اسرائيل على سبيل المثال فهل يخطر ببال أحد أن قياداتها السياسية أو الطبية تسمح لمواطنيها بتلقي لقاح يهدد حياتهم؟ وهو نفس التساؤل الذي يطرح بشأن الدول الأخرى التي أجازت اللقاحات في أميركا وروسيا والصين وأوروبا.

كما ان ما يجب أن يقال هنا على ضوء حقيقة عدم وجود مبرر للمخاوف من أخذ اللقاح ان على الجهات الصحية والاعلامية لدينا القيام بحملة توعية شاملة لتعريف المواطنين بطبيعة هذه اللقاحات وجدوى تلقيها في مواجهة خطر الاصابة والتداعيات المحتملة التي قد تصل حد الوفاة بالفيروس. ولا يعقل أن نبقى نراقب العالم أجمع وهو يخطو خطوات واثقة نحو تحصين نفسه أمام الوباء فيما نتردد نحن في تلقي اللقاح بسبب الشائعات والمعلومات غير الدقيقة.

كما حان الوقت كي تتخذ الجهات المسؤولة الاجراءات اللازمة بحق كل اولئك الذين ينشرون مثل هذه الشائعات، التي لن تسهم سوى في استمرار تفشي الوباء وتهدد الانسان الفلسطيني.

وأخيرا نقول إن من الأجدر تلقي اللقاح على المخاطرة بالاصابة بفيروس كورونا وبالتالي الانهيار أمام تداعياته. ومن الجدير بكل من يتحدث عن فترة الشهور القليلة التي أنتج فيها اللقاح أو عن عدم معرفة أعراضه نقول ان الغالبية الساحقة ممن تلقوا اللقاح لم تظهر عليهم أي أعراض باستثناء زيادة قناعتهم وان حالات الوفاة التي نُسبت زورا للقاح ثبت أن لا علاقة للقاح بها.

كما أن من الجدير التذكير أن جميع اللقاحات السابقة ضد مختلف الأوبئة تم انتاجها وفحصها واستخدامها منذ عشرات السنين مما حمى البشرية من الكثير من الأوبئة.

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

العرب وإسرائيل وبناء السلام الإيجابي

بقلم:د. ناجي صادق شراب الفرضية الرئيسية التي يقوم عليها البناء الإيجابي للسلام، هي العمل على …