الموقف الأميركي غير كافٍ لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة

حديث القدس …

لا شك بأن موقف الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة الرئيس بايدين هي أفضل بالنسبة لقضية شعبنا من الادارة السابقة برئاسة ترامب، الذي هو صهيوني أكثر من الصهيونية نفسها، والتي نقلت السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس واعترفت بالمدينة عاصمة لدولة الاحتلال، وأغلقت القنصلية الاميركية في القدس الشرقية، والتي افتتحت قبل احتلال عام 1967م، وطرحت مبادرة صفقة القرن سيئة الصيت والتي هي عبارة عن تصفية لقضية شعبنا… الخ من قرارات واجراءات ضد شعبنا وقضيتنا وارضنا.

غير أن موقف الادارة الاميركية الجديدة رغم استئنافها للمساعدات المالية للسلطة الفلسطينية ولوكالة الغوث، واعلانها في كل مناسبة بأنها مع حل الدولتين لشعبين، وانها تعتبر القدس الشرقية مدينة احتلتها اسرائيل وان وضعها يتقرر في مفاوضات الوضع النهائي، إلا أن هذا الموقف او المواقف لا تصل الى مستوى الحد الأدنى المطلوب من الولايات المتحدة التي تعتبر القوة الاولى في العالم وبامكانها ارغام دولة الاحتلال على وقف جرائمها وانتهاكاتها اليومية بحق شعبنا وارضنا وقضيتنا الوطنية، وفي المقدمة مدينة القدس التي هي عاصمة الدولة الفلسطينية القادمة والتي ناضل ولا يزال شعبنا يناضل من اجل الوصول الى هذا الهدف العادل والمشروع.

صحيح ان الولايات المتحدة أعربت عن قلقها بشأن ما يجري في مدينة القدس ودعت سلطات الاحتلال الاسرائيلي الى حماية المقدسيين، الا أن ذلك غير كاف، ولا يمكنه ان يضع حدا لانتهاكات الاحتلال.

ان باستطاعة الولايات المتحدة الاميركية، التي تعتبر دولة الاحتلال حليفتها الاستراتيجية في المنطقة وتقدم لها كافة سبل ووسائل الدعم العسكري والسياسي والاقتصادي والدبلوماسي، ان تضغط على دولة الاحتلال من اجل تنفيذ التزاماتها الدولية تجاه شعبنا.

فالولايات المتحدة، ومعها الاتحاد الاوروبي وجميع دول العالم المناصرة لقضية شعبنا، والمعنيين بالحفاظ على الأمن والسلم العالميين، عليها ان تتخذ خطوات عملية وعلى أرض الواقع للجم الاحتلال الاسرائيلي الذي يعتبر نفسه فوق القوانين والأعراف الدولية.

فعجز هذه الدول بما فيها دول مجلس الأمن الدولي عن تنفيذ القرارات المتعلقة بقضية شعبنا وبالرؤية الدولية لحل الدولتين يدفع ثمنه شعبنا من دماء ابنائه الشهداء والجرحى الى جانب اسرى الحرية.

المطلوب ليس فقط تقديم المساعدات واصدار البيانات الرافضة والتي تنتفد بحياء دولة الاحتلال، بل الى جانب ذلك فرض عقوبات على دولة الاحتلال وارغامها على الانصياع للقرارات والقوانين والاعراف الدولية.

انه بدون ذلك، فإن المنطقة ستبقى تعيش حالة من عدم الاستقرار، وان شعبنا الذي قدم التضحيات الجسام على مذبح قضيته الوطنية سيواصل النضال حتى تحقيق كامل أهدافه الوطنية في التحرر والاستقلال واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

كما ان ما حدث ويحدث منذ بداية رمضان في الأراضي الفلسطينية المحتلة بسبب جرائم الاحتلال وقطعان مستوطنيه قد يكون شرارة تحذر العالم مما هو قادم، وان عليه التحرك العاجل لوقف عنجهية الاحتلال الغاشم.

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

العرب وإسرائيل وبناء السلام الإيجابي

بقلم:د. ناجي صادق شراب الفرضية الرئيسية التي يقوم عليها البناء الإيجابي للسلام، هي العمل على …