أكسيوس: إدارة بايدن تأمل بصفقة تطبيع بين السعودية وإسرائيل في نهاية العام الحالي

18 مايو 2023آخر تحديث :
أكسيوس: إدارة بايدن تأمل بصفقة تطبيع بين السعودية وإسرائيل في نهاية العام الحالي

نشر موقع “أكسيوس” تقريرا لمراسله في تل أبيب رافيد باراك، قال فيه إن إدارة بايدن تدفع لتطبيع العلاقات السعودية- الإسرائيلية بحلول نهاية العام الحالي. وقال إن البيت الأبيض يريد أن يدفع بصفقة بين السعودية وإسرائيل خلال الستة أو سبعة أشهر المقبلة، قبل أن تأخذه الحملات الرئاسية وتهيمن على أجندته، بحسب مسؤولين أمريكيين على معرفة بالموضوع.

ويعلق الكاتب أن أي تطبيع بين السعودية وإسرائيل برعاية أمريكية سيشمل تحديثا في العلاقات الأمريكية- السعودية، والتزامات ملموسة من الحكومة الأمريكية. إلّا أن أي صفقة قد تكون غير شعبية وسط أعضاء الحزب الديمقراطي، وربما تكلف بايدن الكثير من رأسماله السياسي.

وتعهد بايدن سابقا أن يجعل السعودية دولة “منبوذة” بسبب سجلها في حقوق الإنسان ومقتل الصحافي في “واشنطن بوست” جمال خاشقجي.

إلا أن صفقة كهذه قد تكون اختراقا تاريخيا، وستخلف أثرا مثل الدومينو في دول العالم ذات الغالبية المسلمة، وتعيد العلاقات الأمريكية- السعودية إلى مسارها. والتقى مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان الأسبوع الماضي في جدة، ومن بين القضايا التي نوقشت، إمكانية تطبيع العلاقات السعودية مع إسرائيل، بحسب مسؤولين أمريكيين.

صفقة كهذه قد تكون اختراقا تاريخيا، وستخلف أثرا مثل الدومينو في دول العالم ذات الغالبية المسلمة، وتعيد العلاقات الأمريكية- السعودية إلى مسارها

وبعد اللقاء، سافر منسق شؤون الشرق الأوسط بريت ماكغيرك وعاموس هوكشتاين مستشار بايدن إلى إسرائيل لإطلاع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على المحادثات مع بن سلمان. وبحسب مسؤولين أمريكيين، فقد أخبر سوليفان ولي العهد السعودي أن الولايات المتحدة تعتقد أن هناك فرصة لتحقيق اتفاقية سعودية- إسرائيل بنهاية العام الحالي.

ويُعتقد أن محمد بن سلمان لا يريد اتخاذ خطوات تدريجية باتجاه تحسين العلاقات مع إسرائيل، وبدلا من ذلك، فإنه يعمل على حزمة تقدمها الولايات تضم تعاونا عسكريا قويا، بحسب مسؤول أمريكي. ورفضت السفارة السعودية التعليق على أسئلة محددة تتعلق بالقصة.

وعلّق مسؤولان أمريكيان بارزان، أن التطبيع أثناء رئاسة بايدن ليس في مصلحة إسرائيل؛ لأنه سيحظى بدعم واسع من الحزبين وشرعية في واشنطن، خاصة إذا تضمن خطوات باتجاه السعودية لا تحظى بشعبية. وفي الوقت الذي يدعم فيه الجمهوريون بالكونغرس أي صفقة، إلا أن الكثير من الديمقراطيين الناقدين للمملكة، لن يدعموا اتفاقا كهذا لو تم في ظل رئاسة بايدن، كما قال المسؤولان.

وزار السناتور الجمهوري ليندزي غراهام، السعودية وإسرائيل قبل عدة أسابيع من رحلة سوليفان، والتقى محمد بن سلمان في جدة، وحمل معه نفس الرسالة بشأن تحقيق صفقة مع بايدن. وفي بيان لغراهام عقب لقائه مع نتنياهو بعد أيام من لقائه محمد بن سلمان، قال: “أخبرت ولي العهد أن هذه هي المرة الأنسب لتحسين العلاقات الآن. وأن الرئيس بايدن مهتم جدا بتطبيع العلاقات مع السعودية مقابل اعتراف المملكة بإسرائيل”.

وأضاف: “أعتقد أن الحزب الجمهوري سيكون سعيدا للعمل مع الرئيس بايدن لتغيير العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية”. ولم يعلق المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي على محتويات النقاشات الدبلوماسية الخاصة. وأضاف: “تلتزم الولايات المتحدة بشكل كامل بتقوية وتوسيع اتفاقيات إبراهيم ودعم دمج إسرائيل في الشرق الأوسط”. و”هذا مجال للتأكيد والتركيز لنا في الفترة المقبلة ونحن نحاول تحقيق مزيدا من الاندماج، ومنطقة أكثر ازدهارا واستقرارا، وتخدم مصالحنا ومصالح شركائنا على المدى البعيد”.

وأخبر مسؤول بارز الموقع بأنه يوافق على هذا التحليل، وأكد أن من صالح السعوديين عقد صفقة مع الرئيس الديمقراطي. وقارن مسؤول إسرائيلي الأمر بقرار نتنياهو مع إدارة باراك أوباما لعقد صفقة أمنية في عام 2016، وعدم انتظار نصر انتخابي محتمل لدونالد ترامب.

تنظر إسرائيل إلى السعودية مثل “الكأس المقدسة” في محاولاتها لتوسيع مجالها في العالم العربي، فهي تريد تطبيع العلاقات مع المملكة

وتنظر إسرائيل إلى السعودية مثل “الكأس المقدسة” في محاولاتها لتوسيع مجالها في العالم العربي، فهي تريد تطبيع العلاقات مع المملكة، خاصة بعد توقيع اتفاقيات إبراهيم عام 2020.

ويقول المسؤولون إن أكبر عقبة أمام صفقة التطبيع هي المطلب السعودي بتحديث علاقات الرياض بواشنطن والحصول على ضمانات أمنية وأسلحة متقدمة لا تملكها السعودية الآن.

وتريد السعودية شراء ذخيرة لجيشها بعدما علّق الكونغرس مبيعات كهذه عندما دخل بايدن البيت الأبيض، فهي تحتاجها في اليمن. إلا أن المسؤولين الأمريكيين والسعوديين يقولون إن الهدنة في اليمن، والتي عززت التقارب السعودي- الإيراني، وخلقت مساحة لتحسين العلاقات الأمريكية- السعودية، تدعم التحرك باتجاه هذه الصفقة.

والعقبة الثانية لصفقة كهذه، هي مطلب السعودية المساعدة في مشروع نووي يشمل تخصيب اليورانيوم. إلا أن إمكانية تطوير السعودية طاقة نووية تشمل على تخصيب اليورانيوم تظل محل قلق إسرائيلي، مع أن المسؤولين الإسرائيليين يتحدثون عن عدة حلول لتخفيف انتشار السلاح النووي.

كما أن أي صفقة تطبيع ستشمل على “مكون فلسطيني” يجب أن توافق عليه إسرائيل. ويقول المسؤولون السعوديون إن أي صفقة تطبيع لن تأخذ مكانها قبل تحقيق تقدم على المسار السلمي. وليس من الواضح ما سيطلبه السعوديون، وما يشترطه الأمريكيون، والمدى الذي ستتمكن من خلاله حكومة نتنياهو المتطرفة من تأمين الصفقة.