العيساوي: مخطط اسرائيلي لابتلاع 520 دونم وهدم 70 منزلا في القدس

5 يناير 2024آخر تحديث :
العيساوي: مخطط اسرائيلي لابتلاع 520 دونم وهدم 70 منزلا في القدس

نجح أهالي العيسوية وعناتا ورأس خميس – شعفاط ومخيم شعفاط بمساعدة جمعية “بمكوم- مخططون من أجل حقوق التخطيط” بعد سنوات طويلة في تقليص مخطط الاحتلال عمل مكب الأتربة في وادي المقلق إلى خُمس الحجم المخطط له في المخطط الأصلي الذي وضعته سلطات الاحتلال، وبذلك تم إلغاء هدم اكثر من ٧٠ منزل في القدس المحتلة وباديتها “مضارب البدو” في المنطقة .

وبحسب المخطط الأصلي، كان من المفترض بعملية المكب الطمر لمخلفات المستوطنات أن تستمر لمدة تبلغ نحو عشرين عاما، وعلى مسافة أمتار معدودة من منازل سكنية مأهولة. ولإتاحة تطبيق هذا المخطط، سعى المخطط الإسرائيلي إلى هدم أكثر من ٧٠ مبنى تشمل منازل سكنية مأهولة. أما الأراضي المشمولة في المخطط وتزيد عن ٥٢٠دونم فهي في غالبيتها أراضٍ مملوكة ملكا خاصا.

لدى نشر المخطط الأصلي، توجه أصحاب الأراضي من أحياء العيساوية، وعناتا، ورأس شحادة إلى جمعية “بمكوم- مخططون من أجل حقوق التخطيط” لتمثيلهم في إجراءات التخطيط أمام السلطات. ومنذ المداولات الأولى المتعلقة بالمخطط سنة 2012، قالت جمعية “بمكوم- مخططون من أجل حقوق التخطيط‘ بأن موقع مكب الأتربة التابع لمشاريع التطوير الخاصة بالاحتلال لا يجب أن يكون في الأراضي المحتلة عام ١٩٦٧، خلف الخط الأخضر في القدس الشرقية المحتلة، حيث التنمية قليلة ومحدودة، ولذلك فإن هذه المنطقة لا تقوم تقريبا بإنتاج فضلات أتربة.

وصرّح هاني العيساوي، عضو لجنة الدفاع عن اراضي العيسوية لـ(القدس) “كنا نطمح ونريد ان يتم شطب هذا المخطط ولكن لم نتمكن”. واضاف العيساوي “كان هذا النضال طويلا، وكنا نأمل بإلغاء المخطط الذي – في المقام الأول – يسلب أراضي الناس، ويسبب إزعاجا لعدة أحياء. ورغم عدم نجاحنا في الحؤول التام دون إقامة هذه المَكرهة، إلا أننا رغم كل شيء نجحنا في تقليص المساحة التي يمتد عليها المخطط، وهذا ما يؤدي بدوره إلى التقليل من حجم الخطر المتأتي منه. الإنجاز الأهم يتمثّل في أن منازل جيراننا البدو لم تعد مشمولة في المخطط، ولذا فإنها لم تعد مُهدّدة بالهدم”.

وقالت إفرات كوهين بار، المديرة العامة لجمعية بمكوم، مُعلِّقة على القرار: “إن فضلات الأتربة الناتجة عن المشاريع التنموية في المستوطنات الإسرائيلية، تعد بمثابة استهزاء بالمواطنين الفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة الذين لا تخدمهم هذه المشاريع.

واضافت “تفرض إسرائيل بصورة مُشدّدة قيودا على التنمية والبناء في الأحياء الفلسطينية في القدس المحتلة، والنفايات الوحيدة الناتجة في هذه الأحياء هي تلك الناتجة عن هدم المنازل، لا عن التنمية. لم يكن أصلا من الصحيح التخطيط لمثل هذا المشروع الباعث على التلوث على أراض خاصة في القدس الشرقية المحتلة، وقريبا من منازل سكنية. احترامي للسكان الذين لم يكلّوا على طريق تحقيق هذا الإنجاز الهائل المُتمثِّل في التقليص شبه التام للضرر”.

واوضحت “بمكوم”، فقد تم اختيار الموقع لأسباب غير موضوعية(سياسية)، على افتراض أن السكان الفلسطينيين (مستضعفين) لن يعارضوا على هذا المخطط الذي يبتلع مساحات واسعة من اراضيهم، أو أنه سيكون بالإمكان تجاهل معارضتهم من قبل القوى القائمة بالاحتلال.

واكدت “بمكوم “إن الظلم الكامن في هذا المخطط هو بيئي أيضا. إذ اقترح المخطط تدخلا جريئا في أنظمة بيئية أولية، من خلال ملء قاع الجدول وتحويل طبوغرافية الموقع من وادٍ عميق إلى جبل.

وقالت :”لقد كانت أمام من روّجوا للمخطط الكثير من الفرص، على مدار العقد الماضي، للتراجع عن هذا المخطط المؤذي سياسياً وبيئياً للمواطنين الفلسطينيين. لكنهم أصروا على الدفع قدما بالمخطط في ظل تجاهلهم للقضايا البيئية والصحية، إلى جانب المخططات القطرية التي لم تتح عمليا، إقامة مكب، في قلب الوادي.

واضافت بمكوم لقد تجاهل هؤلاء أيضا أصحاب الأراضي الفلسطينيين، وتجمع بدوي صغير يقطن في المكان، وهددوا بهدم منازله وطرده. واشارت إلى أن المخطط لم يُلغ تماما، لكنه قد تم إيداعه في صيغة مقلصة جدا، بموجب البند 106 ب. وأشارت إلى المخطط صغير، ولا ينطوي على غالبية الأذى الموصوف أعلاه.

وقالت “بمكوم “رغم أن الأمور كانت معروفة وواضحة منذ البداية، إلا أنه قد تم الترويج للمخطط على مدار أكثر من عقد من الزمن، وتم في إطار التحضير له تبديد أموال عامة طائلة، لغرض تمويل أعمال طواقم التخطيط، ومؤسسات التخطيط، ولجان الاستئناف، والمستشارين والخبراء المختلفين.

وقالت “بمكوم” أمس بعد نضال دام لأكثر من عقد من الزمن، نجح المواطنون في القدس الشرقية من تقليص مخطط لإنشاء موقع مكب للأتربة قرب منطقة سكنية في القدس الشرقية، بصورة كبيرة.

ويهدف المخطط إلى إنشاء مكب أتربة في منبع وادي مقلق في القدس الشرقية ، حيث سيكون حجم المكب أصغر من الحجم المُحدّد في المخطط الأصلي والصيغ اللاحقة منه.

وقد تم إيداع المخطط مؤخرا من قبل سلطات التخطيط في بلدية الاحتلال بالقدس لغرض التقدم في تطبيقه.

وبحسب المخطط الجديد، فإن مساحة المكب ستنتشر على مساحة 109 دونما فقط، وهي مساحة تشكل ربع المساحة المُخصّصة للمكب في النسخة السابقة من المخطط للعام 2022، ونحو خمس هذا الحجم من المخطط الأصلي للعام 2012، حيث كان من المُفترض بالمكب أن يمتد على نحو 520 دونما. إلى جانب ذلك، يفرض المخطط الجديد ألا يزيد حجم النفايات عن 350 ألف مترا مكعبا فقط، وهي كمية تشكل ما بين 4 -7 في المائة من حجم الأتربة المخطط له في نسخ سابقة، تراوح ما بين 5 -8 مليون مترا مكعبا.

ووفق “بمكوم”؛ اشتمل المخطط الأصلي على وادٍ مفتوح يحد المنطقة المبنية لعدد من الأحياء الفلسطينية في القدس الشرقية المحتلة، وبضمنها العيساوية، وعناتا، وراس شحادة. وهي قريبة من كل من مخيم شعفاط للاجئين، ورأس خميس، التي يعيش فيها معا عشرات الآلاف الفلسطينيين. ويوجد بالقرب من الموقع أيضا مستوطنة التلة الفرنسية.

وكشفت سلطات الاحتلال ان هدف المخطط إتاحة إقامة مكب ضخم للأتربة الزائدة التي سيتم نقلها إلى المكان عبر الشاحنات من جميع أنحاء القدس المحتلة. وقد شمل المقترح سعيا إلى سد وادي المقلق بالتراب الزائد وتحويل قناة الوادي إلى تلة.