أولا- تشير كل المعلومات غير الرسمية لكنها أقرب إلى المؤكدة، بأن الرئيس بايدن جدد الضوء الاخضر لنتنياهو لإستمرار العدوان على قطاع غزة وإستمرار عملية الإبادة الممنهجة، ولم يلتفت للحظة بأن الحرب قد تتوسع او انها ستؤدي إلى مضاعفة المجازر ضد المدنيين.
ثانيا- يبدو أن الهدف من الإتصال والإعلان عن حيثياته يهدف أيضا للضغط على حماس وفصائل المقاومة لقبول شروط التهدئة وتبادل الأسرى وفقا لرؤيا أقرب للرؤيا الإسرائيلية، وبالذات لما يريده نتنياهو.
ثالثا- طلب الرئيس بايدن ان تكون خطة رفح تحت مفهوم الدقيقة والمخططة، يعني ان تشارك فيها امريكا من حيث التخطيط، او بالحد الادنى ان تتطلع عليها وتبدي ملاحظاتها.
رابعا- أوضح بما لا يدع اي مجال للشك “صدعتنا القنوات الفضائية حول الخلافات بين إدارة البيت الأبيض ونتنياهو وحلل يا…”، بأن امن إسرائيل هو الاولوية، وأن القضاء على حماس “القصد هنا نزع سلاح المقاومة” متطلب امريكي قبل ان يكون إسرائيلي، لذلك كل التسريبات من الصحافة الامريكية او من مسؤولين أمريكيين، نسفها الإتصال التلفوني، ووضع حد للإشاعة، فالعلاقة بين أمريكا وإسرائيل هي في باب “الزواج الكاثوليكي”.
خامسا- ظهر مطلب جديد أعلنه الجيش الإسرائيلي، أن نزوح المدنيين من رفح إلى شمال قطاع غزة يجب ان يكون جزءا من صفقة تبادل للأسرى، وهذا شيء خطير، لأن إسرائيل تقول الآن للوسطاء إضغطوا على حماس لتوافق على الصفقة وفق الرؤية التي نريد، او بالحد الأدنى لتهذيب شروط حماس او ما إسموه “إعادة ضبط الوضع”، وإلا سندخل رفح بوجود المدنيين إذا رفضت، يعني الممر الآمن للنزوح من رفح صار شرط من شروط صفقة تبادل الأسرى، وكما يبدو هذه هي الخطة الدقيقة التي تحدث حولها الرئيس بايدن مع نتنياهو.
بالمجمل نستطيع القول، نجحت سياسة التشدد التي إتبعها نتنياهو، وثبت بالوقائع أنه الوحيد القادر على فهم كيفية التعامل مع الإدارة الأمريكية، وعليه فقد أصبحت الخطط جاهزة ومعركة رفح اصبحت قاب قوسين او ادنى، ومن سيوقفها مؤقتا فقط هدنة مؤقتة وتبادل أسرى ولكن لفترة مؤقتة، وهنا ترى إسرائيل ومعها الوسطاء ووفقا للواقع الميداني من وجهة نظرهم بأن حماس والفصائل ليسوا في موضع فرض الشروط، بل عليهم قبول ما يعرض تجنبا للمذبحة، ولإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
يبقى فقط التفاهم مع مصر لا اكثر هو الذي قد ينسف المناورة الإسرائيلية البرية على رفح ، حيث لا يزال الموقف المصري رافضا لإجتياح رفح، ويرى مخاطر ذلك على امنه القومي، وهذا ما يمكن أن يمنع او يؤجل ذلك بشرط أن يستمر الموقف على حاله ولا يحدث تغييرات او تفاهمات تحقق الحدود الدنيا لما تريده مصر.
نعم هي طبول الحرب يقرعها الرئيس بايدن من جديد، ويعطي ضوءا ما بعد الأخضر ضاربا بعرض الحائط كل التقارير التي تتحدث عن إحتمالية إنزلاق كل الإقليم لمعركة، وأستطيع القول وفقا لذلك، بأن معطيات الوضع الداخلي في أمريكا ليست لصالح الديمقراطيين في إنتخابات الرئاسة، لذلك فالذهاب لحرب في منطقة الشرق الاوسط قد تنقذ الرئيس بايدن وحزبه كما يرى بعض الصقور في إدارته.