مفوّض أونروا: تفكيك الوكالة يعني التضحية “بجيل كامل من الأطفال” والأسوأ لم يأتِ بعد

5 مارس 2024آخر تحديث :
 مفوّض أونروا: تفكيك الوكالة يعني التضحية “بجيل كامل من الأطفال” والأسوأ لم يأتِ بعد

 أكّد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (“أونروا”)، فيليب لازاريني، الإثنين، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن تفكيك الوكالة، يعني التضحية “بجيل كامل من الأطفال”، مشيرا إلى أن “الأسوأ لم يأتِ بعد” في قطاع غزة.

وتأتي تصريحات لازاريني بعد اتهامات لموظفي الوكالة، بالتورط في هجوم حماس على في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. وكانت آخر الاتهامات الإسرائيلية للوكالة، الإثنين، حينما زعم الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيليّ أن 450 من موظّفي الوكالة، هم عناصر في حركتَي “حماس” و”الجهاد الإسلامي”.

وشدّد لازاريني على أن الوكالة “أمام لحظة حاسمة في تاريخ الوكالة منذ إنشائها قبل 75 عاما”، مضيفا أنه “يجب تسوية الأزمة المالية التي تواجه الأونروا، حتى تستطيع مواصلة عملها في إغاثة اللاجئين الفلسطينيين”.

وذكر أن “الأونروا تواجه حملة متعمدة ومنسقة هدفها تقويض مهمتها”، مشيرا إلى أنه “من دون تمويل إضافي، سنكون في وضع مجهول له تداعيات خطيرة على السلم والأمن الدوليين”.

وقال إن “الحديث عن وقف عملنا، يعزز الاعتقاد بأن الوكالة يمكن تفكيكها دون مساس بحقوق الفلسطينيين”. وتابع: “الحملة ضدنا هدفها تغيير المعايير القائمة منذ فترة طويلة للسلام في الأراضي المحتلة”.

وأضاف أن “الوكالة وحدها التي لها القدرة على تقديم العديد من الخدمات على نطاق واسع في غياب سلطة الدولة بغزة”.

وقال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، إن “الحديث عن تفكيك الأونروا قصر نظر لأنه لو حدث ذلك فنحن نضحي بجيل كامل من الأطفال ونزرع بذور الكراهية”.

وأضاف أن “الهجوم على الأونروا يسعى للقضاء على دور الوكالة في حماية حق اللاجئين الفلسطينيين”.

وأوضح أن “ولاية الأونروا تجسد وعدا بحل سياسي منصف ومستدام، وتفكيك الوكالة يخدم فقط من يعارضون هذا الحلّ”.

وفي ما يخصّ الادعاءات الإسرائيلية بشأن موظّفي الوكالة، قال لازاريني إن “إسرائيل لم توفر أي معلومات إضافية بشأن ادعاء مشاركة موظفين من الأونروا في هجمات السابع من أكتوبر”.

وفي حين شدّد على أن “حصيلة الضحايا جراء الحرب في قطاع غزة صادمة”، أشار لازاريني إلى أن “الهجوم على رفح يبدو أنه بات وشيكا، وما من مكان آمن للغزيين يذهبون إليه، والأسوأ لم يأت بعد”.

وقال: “نواجه تقييدا على حركة موظفينا في الضفة الغربية ويمنع موظفونا من دخول القدس الشرقية”، مشددا على أن “إسرائيل تواصل ضم أراض في الضفة الغربية من أجل توسيع الاستيطان”.

وطالب مفوّض الوكالة “الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، بتيسير عملية سياسية تأتي بالسلام للفلسطينيين والإسرائيليين”، وناشد “الجمعية العامة بضمان أن يصل الدعم المالي للوكالة للقيام بدورها المنوط بها”.

وشدّد على أنه “دون حل سياسيّ، فإن الحروب ستتكرر، وسيعاني أجيال وأجيال من الفلسطينيين والإسرائيليين”.

في السياق، ذكر رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن “الأونروا على وشك الانهيار، ويجب استمرار دعمها لضمان مواصلة عملها”.

مندوب فلسطين: الأونروا ليست هدية ولا يمكن مسح حقوق اللاجئين

من جانبه، قال مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة، رياض منصور: “لم يكن لنا أن نتخيل تمكين المجتمع الدولي لإسرائيل بارتكاب جرائم ضد الفلسطينيين”.

وأضاف أن “هجمات إسرائيل ضد الأونروا ليست جديدة، واللاجئون الفلسطينيون لا يمكن مسح حقوقهم”.

وقال إن “الأونروا ليست هدية وإنما هي مسؤولية دائمة للأمم المتحدة لحين التوصل إلى حل شامل وعادل”.

وطالب الجمعية العامة “بالحفاظ على وكالة الأونروا، لضمان استمرار عملها”.

وشدّد على أن “الأولوية القصوى تتمثل في وقف إطلاق النار في غزة، لحماية المدنيين ودخول المساعدات الإنسانية”.

مصر والأردن تحذّران من توقّف عمل أونروا

بدوره، قال ممثل مصر في الأمم المتحدة، إنه “لا يمكن أن نقبل بعقاب جماعي ضد الأونروا، بسبب مزاعم لا أساس لها ضد عدد من موظفيها”.

وأضاف أن “هناك دولا تكيل بمكيالين بإعلان تعليق تمويلها للأونروا، وفي المقابل تدفع المليارات لإسرائيل”.

وحذّر ممثل الأردن في الأمم المتحدة، “من النتائج الكارثية في قطاع غزة ومناطق عمل الأونروا، نتيجة وقف تمويل الوكالة”.

وشدّد على أن “أكثر من مليون من سكان غزة لجأوا لمنشآت الأونروا”، للاحتماء من الهجمات الإسرائيلية.

من جانبها، أدانت المجموعة العربية في الأمم المتحدة، “بشدة محاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلي تفكيك وكالة الأونروا”.

وأكّدت المجموعة العربية على “ضرورة استمرار الأونروا في تقديم عملياتها للاجئين الفلسطينيين”، مطالبة سلطات الاحتلال الإسرائيلي “بوقف كل الإجراءات العقابية التي تمارسها ضد الأونروا”.