شهد البيت الأبيض حفل إفطار محدود، بعد أن رفض بعض المدعوين تلبية دعوة الرئيس الأميركي جو بايدن احتجاجًا على سياسته تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة.
والتقى جو بايدن وزوجته ونائبته كامالا هاريس، بقيادات الجالية الإسلامية، قبل تناول الإفطار مع كبار المسؤولين المسلمين في إدارته.
وتعبّر أوساط المسلمين الأميركيين عن إحباطها من سياسة الإدارة الأميركية ودعمها غير المشروط للاحتلال الإسرائيلي، في وقت تترقب الولايات المتحدة الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
تجاوب محدود مع إفطار البيت الأبيض
وقالت كارين جان بيير السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض لوسائل الإعلام، إن الرئيس بايدن “عقد اجتماعًا مع زعماء الجالية الإسلامية لمناقشة القضايا التي تهم المجتمع”.
وأوضحت جان بيير أن هؤلاء الزعماء فضلوا عقد اجتماع على تناول الإفطار، وأن البيت الأبيض “استجاب لرغبتهم”.
في هذا الإطار، كشف طبيب غرفة الطوارئ ثائر أحمد الذي أمضى 3 أسابيع في غزة لشبكة “سي إن إن” أنه انسحب من الاجتماع الذي دُعي عليه أمس الثلاثاء، قبل أن ينتهي.
وأردف الأميركي الفلسطيني الوحيد الذي حضر الاجتماع: “احترامًا لمجتمعي، واحترامًا لجميع الأشخاص الذين عانوا والذين قتلوا في هذه العملية، تعين علي الانسحاب من الاجتماع”.
فقد كشف الطبيب أحمد أنه “لم يكن هناك الكثير من الردود” من بايدن، ما اضطره إلى المغادرة وفق ما قال للشبكة.
ويتناقض هذا الحفل بشدة مع حفل استقبال استضافه بايدن في مايو/ أيار الماضي بمناسبة عيد الفطر، ما يدل بشكل واضح على سخط كثير من المسلمين والعرب والناشطين المناهضين للحرب من سياسة الإدارة الأميركية.
بدورها، كشفت مجموعة “إمجيدج أكشن” المناصرة للمسلمين الأميركيين، أنها رفضت دعوة الإفطار بسبب “استمرار مساعدات بايدن العسكرية غير المشروطة لإسرائيل”، والتي تقول إنها أدت إلى “كارثة إنسانية مروعة”.
بايدن يدعو لتحقيق سريع ومساءلة
في المقابل، يحاول الرئيس الأميركي جو بايدن رفع سقف الخطاب بوجه تل أبيب على وقع الضغط الشعبي المتزايد عليه.
حيث انتقد بايدن إسرائيل بشدّة إثر الغارة الجوية التي استهدفت عمال الإغاثة بالمطبخ المركزي العالمي في قطاع غزة، وتسببت بقتل 7 منهم.
فأكد بايدن في بيان أن إسرائيل “لم تفعل ما يكفي لحماية المتطوّعين الذين يمدّون يد العون للفلسطينيين الذين “يتضوّرون جوعًا”.
وتابع أنّه يشعر “بالغضب والحزن” لمقتل عمّال الإغاثة الـ 7 من منظمة “وورلد سنترال كيتشن” غير الحكومية، ومقرّها الولايات المتحدة.
كما رأى الرئيس الأميركي أنّ “حوادث مثل ذلك الذي وقع بالأمس لا ينبغي أن تقع. إسرائيل أيضًا لم تفعل ما يكفي لحماية المدنيين”.
وشدد بايدن على أنّ التحقيق الذي وعدت إسرائيل بإجرائه لجلاء ملابسات الغارة “يجب أن يكون سريعًا، ويجب أن يؤدّي إلى المساءلة، ويجب أن تُنشر نتائجه على الملأ”.
وأضاف بايدن أنّ الولايات المتّحدة ستواصل الضغط على إسرائيل للسماح بدخول مزيد من المساعدات إلى غزة، والتوصل إلى “وقف فوري لإطلاق النار في إطار صفقة رهائن”.