كشف تحقيق عسكري إسرائيلي تفاصيل جديدة حول معركة كيبوتس صوفا التي وقعت في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ضمن الهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس على مستوطنات “غلاف غزة”.
ورغم فشل الجيش الإسرائيلي في صد الهجوم بشكل فوري، فإن التحرك السريع لفرقة الحراسة المحلية، بدعم من مدنيين مسلحين وقوات عسكرية لاحقة، ساهم في منع كارثة أكبر وإنقاذ أرواح كثيرة، على ما أفادت صحيفة “هآرتس”، الإثنين.
وأظهر التحقيق أن تصدي جنود من وحدة “ناحال” عند موقع صوفا أعاقت تقدم الدفعة الأولى من مقاتلي حماس نحو الكيبوتس، وأخرت وصول تعزيزات فصائل المقاومة، مما قلل من عدد المتسللين وأثر بشكل كبير على سير المعركة.
ورغم وجود إخفاقات في الجاهزية والانتشار المسبق، خلص التحقيق إلى أن “شجاعة فرقة الحراسة، والمدنيين المسلحين، وقوات الجيش الذين قاتلوا في ظروف صعبة، منعت وقوع كارثة أكبر في كيبوتس صوفا”.
بدأ الهجوم فجرا عندما تسلل نحو 50 مقاتلا من حركة حماس عبر الحدود باتجاه كيبوتس صوفا. فرقة الحراسة المكونة من أربعة أفراد فقط في بداية اليوم كانت أول من اشتبك مع المهاجمين، وتمكنت من صد الموجة الأولى بمفردها. لاحقًا، انضم إليهم مدنيون مسلحون وسرعان ما وصلت تعزيزات عسكرية من لواء ناحال، والفرقة 80، وسلاح المدرعات.
تمكن بعض المقاتلين من اختراق السياج المحيط بالكيبوتس والوصول إلى منازله. في الساعة 6:52 صباحا، وصل أربعة مقاتلين إلى البوابة الغربية على متن دراجتين ناريتين وقتلوا أحد أفراد فرقة الحراسة، ثم دخلوا الكيبوتس وبدأوا حملة إطلاق نار.
بعد وقت قصير من بدء الهجوم، تقدمت دبابة من سلاح المدرعات إلى موقع قرب السياج، وأطلقت النار بشكل مستمر على المقاتلين لمدة ثلاث ساعات. قدر طاقم الدبابة لاحقا أنهم قتلوا نحو 200 عنصر من حماس، كانوا يتحركون بسيارات ودراجات نارية.
كما ساهمت مروحية هجومية كانت في المنطقة بقتل عدد كبير من المهاجمين، وشاركت في وقف إطلاق النار على الكيبوتس.
أسفرت المعركة عن مقتل 14 جنديا وإصابة 50 آخرين في محيط الكيبوتس، فيما قتل ثلاثة مدنيين، بينهم اثنان من فرقة الحراسة. ومنع عناصر فرقة الحراسة تسلل المهاجمين إلى معظم المنازل، رغم التفوق العددي الكبير للمهاجمين. وقد كانت فرقة الحراسة تعمل بنصف طاقتها المعتاد، لكنها تمكنت من احتواء الهجوم بمساندة المدنيين وتعزيزات الجيش.
في الساعة 10:30 صباحًا، بدأ هجوم جديد من البساتين شمال الكيبوتس، حيث فتح نحو 30 مقاتلا النار على المنازل. ردت فرقة الطوارئ الموسعة على الهجوم، وأُصيب في هذه المواجهة أحد أفراد الفرقة، بجروح بالغة، وتوفي لاحقا رغم محاولة والده، الذي يعمل مسعفًا، إنقاذه.
قرب الساعة 12 ظهرا، وصلت تعزيزات عسكرية إضافية، وتمكنت في قتل عدد من المسلحين وإنهاء الهجوم. وأشار التحقيق إلى أن وصول هذه القوات في توقيت حاسم كان له دور كبير في إنقاذ الكيبوتس.
في صباح اليوم ذاته، وقعت معارك عنيفة في مناطق قريبة، خاصة في موقع صوفا العسكري القريب، حيث تمكنت حماس من السيطرة مؤقتًا على أجزاء منه، ما أسفر عن مقتل تسعة جنود وإصابة 30 آخرين.
وفي منطقة نصب نيريم، قتل أربعة من مقاتلي دورية ناحال، بينهم قائد السرية وقائد فصيل، كما قتل نائب قائد الدورية على طريق الوصول إلى الموقع.