مصر تستأنف مساعي وقف إطلاق النار في غزة.. وبدء محادثات “تمهيدية”

13 أغسطس 2025آخر تحديث :
مصر تستأنف مساعي وقف إطلاق النار في غزة.. وبدء محادثات “تمهيدية”

أعلن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي عن استئناف مساعي القاهرة بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة لإحياء مقترح “هدنة الستين يوما” بين المقاومة الفلسطينية ودولة الاحتلال، في ظل تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة المحاصر.

خلال مؤتمر صحفي في القاهرة، أوضح عبد العاطي أن الهدف هو العودة إلى “المقترح الأول” الذي ينص على وقف إطلاق النار لمدة شهرين، يتخلله الإفراج عن عدد من الأسرى الإسرائيليين مقابل الإفراج عن معتقلين فلسطينيين، بالإضافة إلى إدخال المساعدات الإنسانية والطبية إلى قطاع غزة دون عوائق أو شروط.

حركة حماس تؤكد استعدادها للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين مقابل إنهاء الحرب.

في بيان لها، أشارت حركة حماس إلى وصول وفد قيادي برئاسة خليل الحية إلى القاهرة بدعوة مصرية، لإجراء محادثات مع المسؤولين المصريين حول آخر التطورات المتعلقة بحرب الإبادة في غزة والأوضاع في الضفة الغربية المحتلة والقدس المحتلة.

لفت القيادي في الحركة طاهر النونو، المتواجد في القاهرة، إلى أن الوفد بدأ محادثات تمهيدية للقاءات التي سوف تبدأ الأربعاء، وستركز على سبل وقف العدوان على القطاع وإدخال المساعدات وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني في غزة، بالإضافة إلى العلاقات الفلسطينية الداخلية للوصول إلى توافقات وطنية.

تقدّر سلطات الاحتلال وجود نحو 50 أسيراً إسرائيلياً في غزة، بينهم 20 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجون الاحتلال أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني، وسط تقارير حقوقية وإعلامية توثق تعرضهم للتعذيب والإهمال الطبي، مما أدى إلى وفاة العديد منهم.

المقترح الذي كان محور جولة مفاوضات غير مباشرة في الدوحة بين حركة حماس ودولة الاحتلال انتهى في 24 تموز/يوليو الماضي دون اتفاق، وكان يتضمن إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين أحياء على مرحلتين، وإعادة جثامين 18 آخرين على ثلاث مراحل، مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين وزيادة حجم المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.

على الرغم من ذلك، انسحب الاحتلال من المفاوضات بسبب رفضه الانسحاب من غزة ووقف العدوان، بالإضافة إلى خلافات بشأن ملف الأسرى وآلية توزيع المساعدات.

في سياق متصل، أفادت مصادر دبلوماسية بأن وفداً من حركة حماس برئاسة خليل الحية وصل إلى مصر، في إطار مساعٍ مصرية مكثفة لإقرار هدنة الشهرين، وسط انقسام داخل فريق التفاوض الإسرائيلي حول جدوى التقدم نحو اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.

تتوقع المصادر أن يضاعف الوسطاء ضغطهم على الطرفين في الأيام المقبلة، بينما تتوسط في المفاوضات كل من مصر وقطر بدعم أمريكي.

من جانبها، تؤكد حركة حماس استعدادها للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة، مقابل إنهاء الحرب وانسحاب جيش الاحتلال من غزة والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.

في المقابل، يتهم معارضون وعائلات الأسرى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالسعي لصفقات جزئية لإطالة أمد الحرب وضمان بقائه في السلطة، خشية انهيار ائتلافه إذا انسحب منه الجناح الأكثر تطرفاً الرافض لوقف الحرب.

يواجه نتنياهو محاكمة بتهم فساد قد تفضي إلى سجنه حال إدانته، فيما تطالب المحكمة الجنائية الدولية باعتقاله بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وبدعم أمريكي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب ما تصفه منظمات دولية بالإبادة الجماعية في القطاع، عبر القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلاً أوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.

أسفرت هذه الجرائم عن استشهاد 61 ألفاً و599 فلسطينياً، وإصابة 154 ألفاً و88 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود ومئات آلاف النازحين، فيما أودت المجاعة بحياة 227 شخصاً، بينهم 103 أطفال.

يواصل الاحتلال الإسرائيلي منذ عقود احتلال الأراضي الفلسطينية وأجزاء من سوريا ولبنان، رافضاً الانسحاب منها أو السماح بقيام دولة فلسطينية مستقلة.