تصاعدت حدة النقاشات بين قادة الحريديم في الآونة الأخيرة، حيث تزايدت الدعوات لاتخاذ إجراءات جذرية ردًا على قانون التجنيد. وقد أظهرت التقارير أن بعض المقترحات تشمل شل البنوك من خلال سحب أموال ضخمة، بالإضافة إلى مقاطعة الشركات الكبرى.
أعلن عضو الكنيست مئير بوروش عن بدء إضراب عن الطعام أمام مكتب المستشار القانوني للحكومة، احتجاجًا على إصدار أوامر اعتقال بحق الحريديم الذين لم يحضروا. تأتي هذه الخطوة في وقت حساس حيث تتزايد الضغوط على المجتمع الحريدي.
لماذا وثقتم به؟ إنه ملحد، ولماذا تصدقون أنه سينفذ ما وعد به؟
في هذا السياق، شن الحاخام إسحاق يوسف هجومًا حادًا على قادة الفصائل الحريدية، متهمًا إياهم بالانجرار وراء وعود رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وأكد أن الاتفاق الائتلافي كان ينص على تمرير قانون التجنيد قبل إقرار الميزانية الأولى.
انتقد يوسف قادة الحريديم لتأجيلهم المطالب المتعلقة بالقانون، متسائلاً عن سبب ثقتهم بنتنياهو، الذي وصفه بأنه ملحد. واعتبر أن هذه الثقة أدت إلى الأزمة الحالية التي يواجهها المجتمع الحريدي.
واصل الحاخام إسحاق يوسف انتقاداته، مشيرًا إلى ما وصفه بتطبيق انتقائي للقانون ضد المتهربين من الضرائب، وخاصة بين السفارديم. واعتبر أن الاعتقالات تستهدف هذه الفئة بشكل أساسي بسبب ضعف أوضاعهم الاقتصادية.
شبه يوسف تلك الممارسات بالأنظمة الشيوعية، متسائلاً عن منطق اعتقال طلاب المدارس الدينية في منتصف الليل. ودعا الطلاب إلى عدم فتح الأبواب أمام قوات إنفاذ القانون، مؤكدًا أن الله سيساعدهم في تجاوز هذه المرحلة الصعبة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يدعو فيها الحاخام إسحاق يوسف إلى رفض قانون التجنيد. فقد أثار غضبًا واستنكارًا قبل نحو أربعة أشهر عندما دعا الجيش الإسرائيلي إلى تمزيق أوامر التجنيد.
كما انضم حاخامات آخرون من القيادة الأرثوذكسية المتشددة إلى هذه الدعوات، حيث أدلى الحاخام إسحاق كولديتسكي بتصريح مثير للجدل حول جيش الاحتلال، معتبرًا أن مطالب الأرثوذكس المتشددين بالتطوع فيه تُعادل حرب إبادة ضد الشعب اليهودي.