أزمة إيواء متفاقمة في غزة: عائلات بلا مأوى تلجأ للأرصفة والمباني المتضررة

12 ديسمبر 2025آخر تحديث :
أزمة إيواء متفاقمة في غزة: عائلات بلا مأوى تلجأ للأرصفة والمباني المتضررة

في مشهد يعكس حجم المعاناة، يقوم علي الضبة بتجهيز رصيف مدرسة غربي غزة لإقامة خيمة تأوي أسرته المكونة من 11 فردًا، بعد أن طُلب منه إخلاء المخزن الذي كان يقيم فيه.

فقد الضبة منزله قبل أكثر من عامين بسبب موقعه القريب من الحدود الشرقية لغزة، ومنذ ذلك الحين، نزح عشرات المرات، وشهد مأساة فقد ابنته برصاص قناص إسرائيلي في أحد مراكز الإيواء.

يصف الضبة حاله بأنه سيئ الحظ لعدم تمكنه من الحصول على مكان في مراكز الإيواء التابعة للأونروا أو المؤسسات الخيرية الأخرى، التي اكتظت بالنازحين.

لذلك، اضطر كغيره للبحث عن رصيف فارغ لإقامة خيمته عليه، ويعتزم تركيب ألواح خشبية وتغطيتها بغطاء بلاستيكي، رغم عدم امتلاكه ثمنه.

يواجه الضبة صعوبات في توفير الحماية لأسرته من مياه الصرف الصحي المتدفقة بجوار الرصيف، ويشكو من رفض السكان إقامة خيام النازحين أمام منازلهم.

يشير الضبة إلى أن الإقامة خارج مراكز الإيواء تحرمهم من المساعدات، ويقول: “نحن منسيون، ولا أحد يبحث عنا هنا، علما أنني بلا مصدر دخل منذ فقدت متجري بسبب الحرب”.

بجوار هؤلاء، يعيش آخرون في مبانٍ رسمية كالمدارس والوزارات، لكنهم يعانون من الاكتظاظ وغياب الخدمات الأساسية.

أسرتي كبيرة، فلدي 9 أبناء، وأذهب لمراكز الإيواء وللمدارس، ولغيرها، لكن لا أجد متسعا داخلها، لذلك جئت هنا لنصب الخيمة.
يقول محمد عابد، أحد سكان مبنى نقابة الموظفين، إن نحو 15 عائلة تقيم في المبنى، ويعانون من الازدحام الشديد ونقص الخدمات، ويضطرون لجلب المياه من مناطق بعيدة.

يأمل مئات الآلاف من النازحين في غزة أن تبدأ عملية إعادة الإعمار قريبًا لتعويضهم عن منازلهم التي فقدوها.

ويقدر مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة، عدد من هُدمت منازلهم بنحو مليون ونصف المليون شخص، ويعيش نحو 1.37 مليون شخص في مخيمات إيواء رسمية أو عشوائية.

ويوضح الثوابتة أن قرابة 620 ألف شخص يعيشون في منازل آيلة للسقوط، بينما يقيم 48 ألف شخص في مبانٍ حكومية ورسمية.

ويشير إلى أن 125 ألف خيمة من أصل 135 ألفًا دخلت غزة منذ بداية الحرب قد اهترأت وخرجت عن الخدمة، وأن القطاع يحتاج إلى 300 ألف خيمة بشكل عاجل.

ويؤكد الثوابتة أن الاحتلال يرفض إدخال البيوت المتنقلة الجاهزة ومواد البناء، مما يعيق جهود ترميم المنازل المتضررة وتحسين ظروف الإيواء.