كشفت مصادر فلسطينية مطلعة عن موعد استئناف المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي منتصف الأسبوع الجاري للنظر في القضايا العالقة وهي الإفراج عن الأسرى وإعادة بناء المطار المدني والميناء كما ستتاح الفرصة لمناقشة ما يستجد من أعمال.
ومن المقرر حسب اتفاق وقف النار، أن تستمر هذه المفاوضات لمدة شهر بين الطرفين للتوصل إلى اتفاق نهائي لوقف إطلاق نار دائم، حيث ستجري هذه المفاوضات التي وصفتها غعدة جهات فلسطينية وإسرائيلية بـ”القاسية” بناء على 3 محاور بعد الاتفاق على رفع الحصار عن القطاع وإعادة الإعمار حدد هذه المحاور المقاومة الفلسطينية.
المحور الأول، المطار الدولي، هذا المحور تحدثت عنه المقاومة منذ الجولة الأولى من المفاوضات التي عقدت بالقاهرة خلال العدوان، حيث وضعت المقاومة شروطها من أجل الموافقة على وقف للنار دائم وطويل الامد، ولا تزال المقاومة متشددة على هذا الشرط، والمحور الثاني، هو الميناء، فهو أيضا من الشروط التي وضعتها المقاومة منذ البداية، ولا تزال مصرة عليه، أما المحور الثالث فهو الإفراج عن الأسرى الذي لاقى قبولا لدى الجانب الإسرائيلي منذا للحظة الأولى لكن الجانب الإسرائيلي اشترط الإفراج عن “جثامين جنودها” المحتجزة لدى المقاومة، إلا أن المقاومة رفضت وبشدة هذا الشرط وقالت “إن موضوع الجنود الأسرى موضوع آخر لا دخل له في اتفاق وقف لإطلاق النار، مما دعا الأطراف كلها لتأجيل النظر في هذا المحور وإحالته لمفاوضات الملفات العالقة.
السؤال المطروح لدى الجمهور الفلسطيني والتي تعلق آمالا كبيرة على هذه المفاوضات للوصول إلى المطالب كلها، وتثق بصلابة الموقف الفلسطيني خلال هذه المفاوضات، فما الذي تملكه المقاومة كأوراق ضغط ستجبر الاحتلال على قبول الشروط جميعها دون تأجيل او تجزيئ؟.
kamagra blue pills thailand. أوراق القوة والضغط
القيادي في حركة حماس يحيى موسى، قال “إن النتائج والإنجازات على الأرض خلال الفترة القادمة تعتمد على التمسك بعناصر القوة التي حققتها المقاومة ومحاولة استخدامها بكل ذكاء وثبات وتراكمها “بعد انتهاء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة”.
وأوضح موسى “إحدى نقاط القوة هو ما تمتلكه المقاومة من جنود أسرى أو جثث أعلنت عن أسرهم خلال العدوان البري على القطاع، وستعمل المقاومة لتوظيف ما لديها من أوراق بكل ذكاء وإبداع وثبات”.
وأكد القيادي في حماس أن “قضية تحرير الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال هدف ومحل إجماع وطني، ولها أولويه كبيرة بهذه المرحلة كما في كل المراحل السابقة”.
وأضاف “اعتقد ان الصراع مستمر وهذه جوله من جولات الصراع والمواجهة بين الشعب الفلسطيني والعدو، لذلك ما سيحسم هذه الحالة هو الثبات والاستنهاض والتمسك بعناصر القوة”.
وحول قدرة الطرف الفلسطيني على فرض ما يريد بتحقيق إنجاز الميناء والمطار خلال الفترة القادمة، أوضح موسي أن “تحقيق كل ما يريده شعبنا، يعتمد على تراكم عناصر القوة وعلى رأسها وحدة الشعب الفلسطيني ووحدة قواه السياسية”.
مفاوضات قاسية
من جانبه قال النائب، قيس عبد الكريم “أبو ليلى”، عضو الوفد الفلسطيني لمفاوضات التهدئة في القاهرة ونائب أمين عام الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، “إن أمام الفلسطينيين شهر من مفاوضات قاسية في القاهرة تتعلق بكافة القضايا ورفع الحصار كليا عن غزة”.
وأضاف النائب أبو ليلى في تصريحات صحفية” أن هناك إجماعا فلسطينيا بين كافة الفصائل والحركات الفلسطينية على اتفاق وقف إطلاق النار”، مؤكدا في الوقت ذاته على أن ما تم يعتبر نصف نجاح، مشيرَا إلى أن المعركة التفاوضية التي ستبدأ الشهر المقبل لتحقيق سائر المطالب والحقوق الفلسطينية ستكون شاقة جدا.
وشدد النائب أبو ليلى على أن الجانب الفلسطيني نجح في إحباط العدوان الإسرائيلي وأهدافه السياسية ، كما “إننا نجحنا في التصدي من خلال وحدتنا الوطنية التي تعززت في إطار هذا التصدي وفي إطار ردع هذا العدوان، وان ذلك كله سيكون لصالح الوفد الفلسطيني خلال تلك المفاوضات”.
المقاومة ورقة ضغط
الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري اكد أن “إمكانية انطلاق هذه المفاوضات من أساسها ضئيلية جدا بالبناء على النوايا المعلنة من الجانب الإسرائيلي المسبقة بعدم الاستجابة لمطالب المقاومة والتي هي بالأساس مطالب الشعب الفلسطيني، وحتى إذا ما وافقت على المشاركة في هذه المفاوضات فإنها ستعمل على رفض هذه المطالب، أو المماطلة ووضع الشروط التي كانت تضعها في البداية وهي نزع سلاح المقاومة على أساسها الأمر المفروض فلسطينيا”.
وأبدى المصري موقفا متشائما إلى حد ما فيما يتعلق ببعض القضايا العالقة في المفاوضات التي من المتوقع انطلاقها، عازيا هذا التشاؤم إلى “أن الوضع الداخلي في الوفد الفلسطيني غير مطمئن، نظرا لحالة التحادد في الكلام والتناقض في المواقف، محذرا الوفد الفلسطيني من حالة تشرذم قد تطغى على أركانه، الأمر الذي سينسف ما قد انجز ويدمر الموقف الفلسطيني من الأساس”.
وقال المصري في تصريحات لـ”شبكة قدس”: “الجانب الفلسطيني يمتلك العديد من أوراق الضغط التي سترغم الاحتلال على القبول ولو بالحد الأدنى من الشروط، اهم هذه الاوراق، جثامين الجنود الأسرى لدى المقاومة، والتي سيكون لها بكل تأكيد دور في إنجاز احد شروط المقاومة وهو إطلاق سراح الأسرى”.
واوضح “الأوراق الثانية التي يمتلكها الوفد المفاوض لا يمكن أن تكون ناجعة إلا إذا ما تم تصحيح مسار الوفد الفلسطيني، وتعزيز الوحدة التي بدأت في الميدان إلى داخل الغرف المغلقة، بهذا فقط يمكن لبقية العناصر التي تملكها المقاومة أن تكون عنصر ضغط على إسرائيل لقبول الشروط، ومنها النصر الذي حققته المقاومة وهو الدعامة التي يمكن البناء عليها في أية مفاوضات”.
وقال: “المقاومة خرجت من هذه الحرب، منتصرة، وهي قادرة على تعزيز هذا النصر وتكراره، فهزيمة إسرائيل داخليا وعسكريا واقتصاديا في هذه الحرب، كلها أوراق مجتمعة يمكن استغلالها لتحقيق شرطي المطار والميناء، وبغير الوحدة الوطنية فلن يكون لهذه الاوراق نجاعة”.
وفيما يتعلق بالوسط المصري اوضح المصري انه بالإمكان أن يكون لمصر دور مهم في توجيه دفة الغلبة للجانب الفلسطيني، وإنما ذلك يتحقق من خلال تصحيح العلاقات مع حماس، فالمطلوب من حماس ومصر على حد سواء تصحيح العلاقات الثنائية بينهما، من أجل إيجاد موقف موحد في وجه الاحتلال الإسرائيلي.
كما أكد المصري على ضرورة وجود ظهر عربي داعم للمقاومة في أية خطوة من الممكن أن تقدم عليها في وجه التعنت الإسرائيلي المتوقع، فالمقاومة وحدها هي الضامن لأي نجاح لأية مفاوضات متوقعة، والدعم يكون بكافة الأشكال، الدعم المادي والمعنوي والمساهمة في إعمار ما دمره الاحتلال، وحتى الدعم الشعبي”.
من الممكن أن تكون هذه المفاوضات المنتظرة قاسية وصعبة، لكن صلابة الموقف الفلسطيني المعلن حتى اللحظة، وإصرار المقاومة على شروطها سيكون عنصر طمأنينة للجماهير الفلسطينية التي تنتظر إنجاز اتفاق يضمن لهم حقوقهم في العيش بكرامة وحرية، كما أن الوفد الفلسطيني لن يغادر القاهرة دون تحقيق أي إنجاز فيما يتعلق بالشروط الثلاثة، ويبقى مطلب تعزيز الوحدة الفلسطينية داخل الغرب المغقة هو الضامن لثبات الموقف الفلسطيني على صلابته ويمنحه القوة لفرض شروطه ثانية.