يعلق عمال قطاع البناء في قطاع غزة، آملاً كبيرةً على فتح المعابر المغلقة وإدخال مواد البناء وإعادة اعمار ما دمره الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوان الأخير، الذي استمر لواحد وخمسين يوماً في غزة.
محمد صلاح(28عاماً) من حي الشجاعية شرق مدينة غزة، يقول لـ”شاشة نيوز”:”أعمل في قطاع البناء منذ عشر سنوات، وانتظر على احر من الجمر فتح المعابر وإدخال مواد البناء من أسمنت وحديد وشيد وكل مستلزمات البناء، للعودة إلى العمل كما كنا قبل الحرب”.
“نحن أصبحنا عمال بطالة بلا عمل منذ سنوات طوال من عمر الحصار المفروض أصلاً على غزة، والذي حرم شريحة العمال في كافة القطاعات من الحصول على رزقهم وإعالة أطفالهم، رغم متطلبات الحياة الكبيرة، في ظل وضع متردي وصعب للغاية في غزة، التي لا تعرف إلا الكوارث بفعل الإنسان، كارثة وراء كارثة، والضحية هم المواطنون العاديون من عمال ومستخدمين وباعة وتجار”.يضيف صلاح.
وأكد “أنه مع الحديث عن قرب التوصل لحلول لفتح المعابر وبدء إعادة إعمار ما دمره الاحتلال في القطاع نأمل الحصول على فرصة عمل في مجالنا بالبناء، والذي حرمنا منه منذ سنوات بفعل الإغلاق المحكم المفروض على غزة”.
أما شقيقه الأكبر يوسف(46عاماً) يقول:”أنا عاطل عن العمل منذ نحو ثمان سنوات وكنت قبل ذلك أعمل في إسرائيل بقطاع البناء، لكن أملي اليوم أن أحصل على فرصة عمل مع بدء إعادة الإعمار في غزة، التي إن شاء الله تتم في الوقت القريب”.
ويتمنى عمال البناء العيش الكريم بحصولهم على فرص عمل، سيما بعيد إبرام اتفاق وقف إطلاق النار في26آب/أغسطس الماضي، في القاهرة برعاية مصرية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
ويعاني قطاع غزة من حصار إسرائيلي فرض عليه بعيد أحداث 14حزيران/يونيو2007، حينما سيطرة حركة حماس على غزة، وتم تشديد الحصار وإغلاق كافة المعابر، وتدهورت الأوضاع الاقتصادية والمعيشية لسكان القطاع.
من جهته، وزير الأشغال العامة والإسكان، مفيد الحساينة، دعا إلى “فتح المعابر بصورة عاجلة أمام مواد ومستلزمات الاعمار، خاصة أن قطاع غزة بحاجة ماسة في هذه الأيام إلى هذه المواد”.
وأشار الحساينة، إلى أن هناك “قرابة 20 ألف أسرة بمعدل 130 ألف نسمة تواجه مصيرها الآن في العراء وهي بحاجة إلى تضافر الجهود من أجل أغاثتها وتوفير المأوى لها”.
ودمرت إسرائيل في حربها الأخيرة على غزة، نحو خمسين ألف وحدة سكنية تدميراً جزئياً وكلية، وشردت قرابة نصف مليون مواطن في القطاع(365كيلومتر مربع يعيش فيه مليون وثمانمائة نسمة).
وأضاف الحساينة،” نحن في حكومة الوفاق الوطني تابعنا عن كثب تداعيات هذا العدوان والذي بلغت خسائره في بعض القطاعات أضعاف مضاعفة عن العدوان الإسرائيلي عام 2008م-2009م، وأن قيمة الخسائر في قطاع الإسكان والعمران بلغت مليار ونصف المليار دولار”.
من ناحيته، قال رئيس المجلس الاقتصادي الفلسطيني(بكدار)، محمد اشتية:”إن إعادة إعمار قطاع غزة يحتاج مدة زمنية سقفها خمس سنوات في حال رفع الحصار كاملاً عن القطاع، وإن إجمالي الخسائر في البيوت والأبراج والأحياء السكنية تقدر ب 1.38 مليار دولار حيث طال الدماء 60 ألف وحدة سكنية من بينها 20 ألف وحدة لم تعد صالحة للسكن تماماً”.
ويعقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية في السابع من الجاري، اجتماعاً في القاهرة يحضره الرئيس محمود عباس، يبحث الأوضاع في قطاع غزة، سيما بعد العدوان الإسرائيلي الشرس، الذي أتى على كافة مناحي الحياة في غزة، إضافة إلى إعادة الإعمار.
الخبير والمحلل الاقتصادي، ماهر الطباع، يشير إلى أن “قطاع غزة يحتاج إلى ما يزيد عن10مليار دولار لإعادة إعمار ما تم تدميره خلال ثمان سنوات من الحصار وما تتخللها من حروب، حيث تعرض إلى حرب شرسة شنت على قطاع غزة بتاريخ 27/12/2008 وحرب أخرى شنت بتاريخ14/11/2012 والحرب الأخيرة التي شنت بتاريخ7/7/2014 وتكبده خسائر فادحة مباشرة وغير مباشرة في كافة القطاعات الاقتصادية, بالإضافة إلى ما يحتاجه من مشاريع تنموية توقفت خلال الحصار وتسببت في عجز في الوحدات السكنية والمدارس والمستشفيات والبنية التحتية والطاقة والكهرباء وكافة مناحي الحياة التنموية”.
وأكد الطباع لـ”شاشة نيوز”، أن الحرب تركت خلفها العديد من التساؤلات، التي من أهمها:”متى سيتم إيجاد منازل بديلة لمن تدمرت منازلهم بشكل كلى؟ متى سيتم تعويض المتضررين عن خسائرهم في تلك الحرب؟ متى ستبدأ عملية الإعمار الفعلية لما تم تدميره على مدار ثمان سنوات؟”
ويقول محمد أبو زور عامل طبار من حي الزيتون في مدينة غزة لـ”شاشة نيوز”:”الوضع المعيشي في غزة سيء والناس عايشة على الكبونة(طرد غذائي من مؤسسات وجمعيات خيرية)، أنا حابب أعيش بكرامة، والحصول على قوت أولادي من عرق جبيني”.
وتؤكد نقابة العمال في غزة، إلى أن 250ألف عاطل عن العمل في القطاع نتيجة الحصار يعيلون نحو مليون مواطن.
ويعتمد قطاع غزة بشكل أساسي على إدخال مواد البناء والبضائع والمساعدات الإنسانية، على معبر كرم أبو سالم (جنوب شرق مدينة رفح)، والذي يسيطر عليه جيش الاحتلال الإسرائيلي، ويغلقه بشكل متكرر، ويحرم أهالي القطاع من أبسط الحقوق الإنسانية وهي إدخال المساعدات الإنسانية. clamida pills online.