محللون يرون استحالة بقاء الوضع في فلسطين على حاله

23 يناير 2015آخر تحديث :
محللون يرون استحالة بقاء الوضع في فلسطين على حاله

side effects prednisone 20 mg. يعتقد عدد من المحللين المهتمين بقضية الصراع العربي الإسرائيلي أن عام 2015 سيختلف نوعياً مع سابقاته بالنسبة لموقف الولايات المتحدة من الصراع حيث يرون أن الوضع الراهن يصعب استدامته، خاصة في أعقاب المحاولة الفلسطينية الجدية الأخيرة من أجل الحصول على قرار في مجلس الأمن لوضع فترة زمنية محددة لإنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، مع العلم أن القرار فشل في الحصول على الأغلبية المطلوبة في مجلس الأمن (حصل فقط على 8 أصوات أي صوت واحد دون المطلوب ).

ويشير هؤلاء إلى أنه وإثر فشل المحاولة الفلسطينية في مجلس الأمن مباشرة وقع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الوثائق المطلوبة للانضمام إلى أكثر من 20 منظمة ومعاهدة دولية، من ضمنها المحكمة الجنائية الدولية التي قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأن الفلسطينيون سيصبحون أعضاء فيها أول نيسان 2015.

وأعلنت المدعي العام للمحكمة فاتو بنسودا يوم 16 كانون الثاني 2015 أنها ستبت في احتمال قيام إسرائيل بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في الحرب التي شنتها على غزة في الصيف الماضي، وتقول ريبيكا فلكوميرسون المدير التنفيذي لمنظمة ( أصوات يهودية من أجل السلام )، ” أعتقد أن النموذج الذي أصرت عليه الولايات المتحدة عبر السنوات الطويلة الماضية بشأن عملية السلام، والذي تم تقويضه مرة تلو الأخرى بسبب استمرار إسرائيل ببناء المستوطنات وتعزيز الاحتلال آخذ بالاقتراب من نهايته”.

واضافت فلكوميرسون: ” إذا ما نظرنا حول العالم نجد أن المزيد من الدول تظهر نفاد صبرها مع إسرائيل واتخاذ خطوات مباشرة لتجاوز جمود المفاوضات، كما تدل اعترافات برلمانات العديد من الدول مثل بريطانيا وفرنسا وأسبانا والسويد والاتحاد الأوروبية بفلسطين”، فيما نرى أنه في الوقت ذاته فان حركة المقاطعة وسحب الاستثمار والعقوبات (BDS) التي أطلقها المجتمع المدني الفلسطيني تندفع قدماً ما دفع برئيس وزراء إسرائيل السابق إيهود باراك الى أن يعبر عن قلقه البالغ من نمو هذه الحركة واصفاً إياها بالصورة القاتمة التي تدل على خيبة أمل العالم من سياسات إسرائيل القمعية.

وتشير فلوكوميرسون إلى أن الاستطلاعات الأخيرة بين الأوساط اليهودية الأمريكية تدل على تباين وجهات النظر بين اليهود الأمريكيين من ذوي الأعمار المتوسطة والشابة تجاه إسرائيل، وأن هذه الفجوة تزداد مع مرور كل عام حيث أظهر استطلاع منظمة “جي استريت” وهي منظمة يهودية أمريكية تعتمد شعار حل الدولتين الذي أجرته في شهر تشرين اول/نوفمبر 2014 الماضي انخفاض نسبة الذين يقولون بأن إسرائيل ” تلعب دوراً مهماً في حياتهم اليومية كمواطنين مقارنة بالعام الذي سبقه”.

يشار إلى أن استطلاع معهد “بيو” الذي أجري حول دعم اليهود الأمريكيين للاستيطان كان قد بلغ 44% في نهاية عام 2013 انخفض عشر درجات (حوالي 35% يؤيدون مع نهاية عام 2014) فيما وجد استطلاع “جي استريت” ارتفاعا في نسبة الذين يؤيدون حركة المقاطعة وسحب الاستثمار والعقوبات إلى 25% بين اليهود الأمريكيين وهي نسبة تعتبر مرتفعة إلى حد ما.

إلا أن الموقف تجاه إسرائيل من قبل القوى السياسية في العاصمة الأمريكية لا يزال ينسجم مع المواقف التقليدية المؤيدة لها، خاصة في أوساط الكونجرس الأمريكي الذي تحدى الرئيس الأمريكي أوباما في اليوم التالي لخطابه عن حالة الاتحاد ووجه دعوة لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو لمخاطبة الكونجرس الأمريكي بشقيه الشيوخ والنواب مطلع اذار حتى دون إعلام الرئيس الأمريكي، وهو ما اعتبره العديد من المحللين في العاصمة الأمريكية أنه بمثابة صفعة ا يوجهها الجمهوريون المقربون من نتنياهو إلى رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما، رغم أن تقارير عدة أشارت الخميس أن جهاز الاستخبارات الاسرائيلي “الموساد ” حذر هؤلاء (أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب) من مغبة الانصياع لرغبات نتنياهو وفرض عقوبات جديدة على إيران في تحد لموقف الإدارة من المفاوضات الدائرة بالنسبة لمفاوضات أعضاء مجموعة الأعضاء الدائمين الخمس في مجلس الأمن الدولي زائد ألمانيا مع إيران”.

يشار إلى أن الكونجرس في رد فعله الأولوى ضد المساعي الفلسطينية في مجلس الأمن كان أقر يوم 14كانون الأول 2014 الماضي في قانون الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة للسلطة الفلسطينية بندا ينص على قطع المساعدات الأمريكية للسلطة الفلسطينية في حال رفعها شكاوى في المحكمة الجنائية الدولية ضد إسرائيل، مما سيضطر الإدارة لقطع المساعدات خاصة وأن ميزانية عام 2015 للمساعدات سحبت “حق الاستثناء من يد الرئيس الأمريكي أوباما كما كان عليه الحال في الأعوام السابقة – أي أن الرئيس كان يحتفظ في الميزانيات السابقة بمرونة محددة تؤهله استخدام ” حق الاستثناء وتقديم المساعدات للسلطة تحت بند الأمن القومي”.

من جهتها تقول فلوكوميرسون أن “حرب الصيف الماضي وموقف الولايات المتحدة الذي أيد بشكل كامل هذه الحرب (الحرب الإسرائيلية على غزة ) التي أودت بحياة اكثر 2000 مدني منهم نحو 500 طفل، وتدمير البنية التحتية تقريباً بشكل كامل في غزة يظهر نفاق السياسة الأمريكية – كما يبين أن هذه السياسة المنافقة – تظهر غياب عواقب أو تداعيات هذه الانتهاكات الإسرائيلية السافرة والقدرة العملية على ثني إسرائيل عن القيام بهذه الانتهاكات”.

وتعتقد فلوكوميرسون أن الفجوة بين مواقف الأمريكيين العاديين وموقف الكونجرس بالنسبة لإسرائيل تزداد يوماً بعد يوم وتبدو وكأن الكونجرس الذي يركز على حظوظه الانتخابية وقدرته على جمع التبرعات (من منظمات مناصرة لإسرائيل مثل إيباك) ليس له علاقة بمشاعر الشعب الأمريكي بشكل عام.

وتؤكد فلوكوميرسون أن منظمتها (منظمة أصوات يهودية من أجل السلام ) تدفع باتجاهه مؤكدة ” نشعر بازدياد الزخم عبر فروعنا المتعددة في الولايات المتحدة وجذب المزيد من الأعضاء الذين بدأوا يشعرون أن هذا الوضع – الوضع القائم تحت الاحتلال ) وعدم حل الصراع الفلسطينية الإسرائيلي هو وضع يستحيل استدامته.