محمود أبو عواد- لم يستغرب الفلسطينيون اغلاق إسرائيل ملف التحقيق في المجزرة المروعة التي ارتكبها جنودها في مدينة رفح خلال اللعدوان الذي شنته على قطاع غزة واسفر عن أكثر من 2200 شهيد فلسطيني واصابة نحو 11 ألفا آخرين.
وائل النملة 27 عاما، واحد من بين الآلاف الذين عاشوا تفاصيل مجزرة رفح الدموية في الأول من آب/أغسطس 2014، التي راح ضحيتها أكثر من 180 شهيدا وأصيب المئات في ساعة ونصف فقط من “هجوم إجرامي إسرائيلي”..
وشنت إسرائيل هجومها برا وجوا وبحرا على المدينة الحدودية وحاصرتها من كل الجهات بحثا عن الضابط هدار غولدن، “الذي نجحت المقاومة في أسره خلال الحرب وقال الجيش الإسرائيلي حينها أن العملية انتهت بقتله والخاطفين”. وادعى المدعي العام العسكري منذ أيام قليلة أن التحقيقات أفضت إلى أن الجيش عمل وفقا للتعليمات المحددة، ولم يكن هناك مبالغة في الهجمات ضد “الإرهابيين” وأُعلن عن إغلاق التحقيق.
عائلة النملة كانت إحدى ضحايا تلك المجزرة، حيث استشهد عدد من أفرادها وأصيب آخرون، وبقيت صور الجريمة عالقة في ذهن وائل حتى بات ذاك الجريح شاهدا على مجزرة إسرائيلية جديدة سجلت بحق الفلسطينيين.
وعن تفاصيل اليوم الدامي، قال وائل انه كان في منزل عائلته في حي “التنور” شرق رفح حين سمعوا دوي انفجارات هائلة بشكل مفاجئ، قبل أن ينظر من نافذة المنزل ليرى القذائف تتساقط من كل مكان على المنطقة، والناس تهرب من منازلها. وقال: “أسرعت فورا بالمناداة على العائلة للتجهز فورا والخروج من المنطقة”.
وأضاف: “ما لبثنا أن خرجنا من المنزل حتى عاجلتنا طائرات الاستطلاع بصاروخ، ولم أرى حينها سوى أن الجميع أصيبوا وسقطوا على الأرض”.
عائلة النملة … الشاهد والشهيد
عائلة النملة … الشاهد والشهيد
ويقول الوالد أبو وائل، بأن عائلته كانت تحاول الهرب من تحت نيران المدفعية الإسرائيلية التي كانت تقصف بشكل عشوائي في المناطق الشرقية من رفح متجهين إلى غرب المدينة التي كانت تشهد كثافة نارية أقل بكثير من شرقها، لكن طائرات الاستطلاع التي كانت تستهدف كل هدف متحرك لم تفرق بين مدني ومقاوم، فقضت بأحد صواريخها على العائلة التي سقط أفرادها ما بين شهداء وجرحى.
وأشار إلى أن جميع أفراد العائلة أصيبوا وأغمي عليهم قبل أن يتم نقلهم لمستشفى أبو يوسف النجار، مبينا أن نجله وائل أصيب بجروح بالغة حيث اضطر الأطباء لبتر قدمه اليمنى، فيما اضطر الأطباء لبتر قدمي زوجته إسراء (20 عاما)، وبتر القدم اليسرى لطفلهما شريف (3 أعوام).
ولفت الوالد إلى أن اثنين من أبنائه هما أنغام (14 عاما) وشقيقها يوسف وزوجته ولاء قد استشهدوا في ذات القصف، وأصيب الرضيع قصي (3 شهور) نجل يوسف بحروق جراء القصف ذاته، فيما أصيبت الطفلة عبير (سنتين) وهي ابنة وائل بحروق في أكثر من مكان بجسدها، كما أصيبت شهد (10 أعوام) وهي ابنة شريف بحروق من الدرجة الثالثة بنسبة 30%.
ويقول أبو وائل أنه يعمل على مساعدة ابنه وزوجته وطفلهما على استعادة حياتهما وقضاء حوائجهما، مشيرا إلى أنه يسعى عبر أكثر من جهة لتركيب أطراف صناعية لهما في ظل حاجتهم لها، والتعود على استخدامها في تحركاتهما، كما أنه يرعى أطفال عائلته ونجل ابنه الذي بقي وحيدا بعد ان استشهد والديه.
ونفى ادعاءات الجيش الإسرائيلي الأخيرة بأن التحقيقات أظهرت أن القصف تركز فقط على المقاومين، مشددا على أن القصف كان يطال المدنيين بالدرجة الأولى وكان واسعا وعشوائيا.
وبين أنه سيتوجه لرفع قضايا في كل المحاكم الممكنة ضد الاحتلال الإسرائيلي للدفاع عن حقوق عائلته والفلسطينيين. buy xenical online australia.