online pharmacy reviews no prescription. في البداية لم أفهم لماذا رفض رئيس الوزراء أن يكون البروفيسوران في الآداب، آفنر هولتسمان وارئيل هيرشفيلد، عضوين في لجنة التحكيم لجائزة إسرائيل للآداب، فلا أحد يختلف حول مكانتهما القوية كباحثين، محررين، وأديبين. والى جانب الكاتبة الخصبة غيل هارايفن، فإنهم يشكلون فريقا يصعب على محبي الآدب ان يشككوا في حكمهم. خمنت ان الرفض ينبع من اعتبارات سياسية، ولكن واحدا من الثلاثة فقط، ارئيل هيرشفيلد، معروف كصاحب موقف يساري، فيما لا يُعرف أحد من معارف هولتسمان ما هي آراؤه السياسية وهو أيضا شهد عن نفسه بأنه لم يعبر عنها علنا أبدا.
الناقد الأدبي اوريان موريس اقترح عليّ التفسير التالي: نتنياهو يحمل على هيرشفيلد، ولكن من اجل التغطية على أسباب رفضه تقرر رفض زميله أيضا وتشويش رؤية الجمهور. في تفكير ثانٍ هذه مؤامرة، عرجاء لدرجة ان حتى نتنياهو لن يتورط فيها. فبعد كل شيء، جائزة إسرائيل للآداب ليست “النووي” الإيراني الذي بسببه يجدر التورط مع أميركا. ولعل المحكّمة هي المشكلة، وفي واقع الأمر أراد استبعادها ولكنه لم يعرف كيف سيدفعها الى الاستقالة ففضل طريقا غير مباشر. لا، هذا أيضا ليس معقولا. فلا أعرف ما هي آراؤها السياسية، ولكني أعرف بأنها زوجة أمنون لورد، احد أكثر كُتّاب الرأي حدة في معسكر اليمين. وقد درست اليهودية في معهد هيرتمان وهي عضو أكاديمية اللغة العبرية.
وبالفعل، يحتمل أن ليس من المحكّمين يخشى نتنياهو بل من حكمهم. فهو سياسي ينظر الى بعيد، يتوقع من سيختارون ويخاف اختيارهم. وعندها فكرت بأسماء الكتاب والشعراء الذين على قيد الحياة، المهمين، وفحصت اذا كانوا نالوا جائزة إسرائيل أو لم ينالوها بعد: أهرون مجيد؟ نالها منذ زمن بعيد. حاييم غوري؟ بالتأكيد نالها. مئير فيزلتير؟ أهم شعراء الستينيات والسبعينيات، مُنح الجائزة. نتنزاخ؟ طبعا. عماليا كهانا كرمون؟ وان كانت كاتبة لمن يصعب إرضاؤهم إلا انها نالت الجائزة أيضا.
من بقي؟ اسحق ليئور بقي، ولكن أبدا لن يحصل على الجائزة للأسباب المعروفة. الشاعرة راحيل حلفي؟ تستحق، ولكن الى أن تنال الجائزة ستخرج روحها. رونيت متلون؟ فلتنتظر روايتين – ثلاث أخرى. مئير شليف؟ اخس! هو محبوب، هو في الطريق، ولكن هو أيضا يمكنه أن ينتظر، فضلا عن ذلك فإنه لا يجن جنونه حقا على نتنياهو كما يعرف قراؤه. فمع من بقينا؟ آغي مشعور. ماذا عن آغي مشعور؟ دان ميرون يعتقد انها حقا عظيمة وكتب عنها ألف صفحة مقدمة لمجموعة قصائدها.
ولكن، ها هو جاء، اخس! كيف لم يقفز اسمه على الفور؟ غروسمان، دافيد غروسمان. غروسمان هو المرشح المضمون. سواء أحببت كتاباته أم لا، لا مفر من الاعتراف بعظمته. فليس القارئ الإسرائيلي فقط يعترف بها، بل جموع القراء في العالم كله. ومن أجل التملص من منحه الجائزة هناك حاجة لفريق من المحكّمين يكره “الزمن الأصفر”، يكره خطابه عن الحكومة العليلة وقادر على أن ينسى ابنه الذي سقط في حرب لبنان الثانية. اذا فاز بالجائزة قد يرفض مصافحة رئيس الوزراء، والويل لذاك الخجل.
إذن ها هو الحل: هولتسمان وهيرشفيلد ازيحا كي لا يتمكن غروسمان من أن يضيف الى اسمه “الحائز على جائزة إسرائيل”. والآن يجب إيجاد من يساعد في هذه المؤامرة ومن يوافق على أن يقبل الجائزة من أيديهم. هذا لن يكون سهلا.