effexor xr india. صحيح أن المستوطنين اجتاحوا خلال اليومين الماضيين الكثير من شوارع الضفة الغربية وأغلقوها، لكن القرى الفلسطينية التي تقع في خط المواجهة الأول ما زالت عصية عليهم.
خلال اليوم الماضيين حاول المستوطنون الوصول نهارا وليلا إلى عمق العديد من القرى، إلا أن سكانها أبدوا مقاومة جدية في وقف زحفهم.
في نابلس المحافظة الأكبر شمال الضفة الغربية تركزت الاشتباكات التي لم تهدأ بين سكان القرى والمستوطنين الذين يسكنون في مستوطنات تحيط بتلك القرى.
وصد المواطنون تلك الهجمات التي يعتقد أنها الأوسع والأعنف التي يشنها المستوطنون على مدار السنوات الماضية.
ففي قريتي عوريف وبورين المتجاورتين والمحاطتين بمستوطنات يسكنها ما يطلق عليهم مجموعات ‘دفع الثمن’ التي ارتكبت خلال السنوات الماضية عدة جرائم بحق المدنيين الأبرياء تمكن المواطنون من وقف زحف المستوطنين.
ما أن دقت الساعة الحادية عشرة والنصف من ظهر أمس الأحد حتى باغت المستوطنون أهالي قرية عوريف جنوب شرق نابلس بالهجوم عليهم من مستوطنة ‘يتسهار’ القريبة من البلدة. وهرع أهالي البلدة إلى المكان واشتبكوا مع المستوطنين بالأيدي وأوقفوا تقدمهم من أطراف القرية.
قال مواطنون من القرية إن هذه ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها المستوطنون المنازل.
خلال السنوات الماضية هوجمت عوريف والقرى المجاورة وأحرق المستوطنون مساحات واسعة من حقولها. قبل الهجوم على عوريف في المساء الذي سبق الأحد، تعرضت بورين القرية المجاورة إلى هجوم من عدة جهات وأحرق المستوطنون حقول وجبال في محيط القرية. ويعتبر هذا التصعيد الكبير الذي يقوم به المستوطنون ضد المواطنين الفلسطينيين هو الأعنف منذ سنوات. وعلى إثر ذلك أجرى الرئيس محمود عباس اتصالا هاتفيا مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وأطلعه عن الأحداث الأخيرة والتصعيد الخطير في الأراضي الفلسطينية، خاصة اقتحامات واستفزازات المستوطنين، بحماية الجيش الإسرائيلي، سواء للمسجد الأقصى، أو لقطع الطرقات واقتحام القرى.
وقد طالب الرئيس بسرعة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني قبل ان تخرج الأمور عن السيطرة.
وقال شبان من القرية كانوا يهرولون في المنطقة المواجهة للمستوطنين بعد أن هدأت وتيرة الاشتباكات بعد انسحاب المستوطنين من المكان, ‘أهالي القرية ينتظرون على طول الطريق المقابلة للمستوطنة. يقفون هناك لمنع تقدم المستوطنين’.
وفي مكان قريب ظهر قناص من جيش الاحتلال يصوب سلاحه نحو شبان يقتربون من سفح التلة، قبل أن يطلق النار عليهم واحدا تلو الآخر فكل من ذهب الى المكان رجع مصاباً حتى بلغ مجموع ضحاياه سبعة شبان بإصابات متفاوته بين المتوسطة والطفيفة بالرصاص الحي.
أما الشبان الآخرون فكانوا يردون باستخدام مقاليعهم بعيدة المدى, يطلقونها ليصيبوا بها الجنود عن بعد. عمليات كر وفر يقوم بها الجنود للإيقاع بالشبان، جنود يختبئون وراء خزان المياه وآخرون عادوا أدراجهم، بدأ الشبان بملاحقتهم وضربهم بالحجارة من بعيد, يطلق الجنود قنابل الغاز لاعاقة تقدم الشبان ولكن دون فائدة.
وتعد هذه الهجمة الأولى على قرية عرويف منذ بدء هجمات المستوطنين على القرى بعد عملية اطلاق النار يوم الخميس الماضي والتي أدت الى مقتل أثنين من المستوطنين قرب بلدة بيت فوريك. وقد شكل الفلسطينيون مؤخرا لجان حراسة من شأنها مراقبة تحركات المستوطنين في محيط القرى وصد هجماتهم.
وقال رئيس هيئة مقاومة الاستيطان وليد عساف لوكالة ‘وفا’ إن تشكيل لجان الحماية الشعبية في القرى المحاذية للمستوطنات أصبح أمرا واقعا في القرى التي تتعرض لهجوم من المستوطنين بعد حادثة إحراق عائلة دوابشة في قرية دوما.
وأضاف عساف، ‘أثبتت هذه اللجان فاعليتها ومدى جاهزيتها خلال الأيام القليلة الماضية من خلال إحباط عمليات الاقتحام والاعتداءات التي قام بها المستوطنون على القرى. وبلغ عدد الاعتداءات والاقتحامات التي أفشلتها اللجان حسب ما قال عساف ما يقارب 50 عملية اعتداء للمستوطنين.