بعد أن تحطمت الطائرة المصرية المنكوبة، وعلى متنها 66 شخصا في البحر قبالة سواحل جزيرة كارباثوس اليونانية، يبرز السؤال عن مكان الصندوق الأسود، وضرورة إيجاده حتى يتم فك اللغز وراء الحادثة، قبل أن تنتهي بطاريته.
وتضاربت مساء الخميس، تصريحات مسؤولين بشأن العثور على حطام الطائرة المنكوبة، فبينما أكدت وزارة الطيران المدني المصرية أن السلطات اليونانية عثرت على مواد طافية وسترات نجاة “يرجح” أنها من حطام طائرة، نفت الهيئة اليونانية للسلامة الجوية بعد ساعات العثور على الحطام.
إلا أن نائب رئيس شركة مصر للطيران، أحمد عادل، مساء الخميس، إن الحطام الذي عثر عليه في البحر المتوسط لا يخص الطائرة المنكوبة، وذلك بعد أن سادت حالة من التضارب في الأنباء بشأن حطام الطائرة بين القاهرة وأثينا.
وعثر رجال إنقاذ يونانيون على سترات نجاة وقطع بلاستيكية في البحر المتوسط بعد اختفاء طائرة مصر للطيران، التي كانت تقل 66 شخصا من الركاب وأفراد الطاقم.
صندوقان “أسودان”
وتلزم القوانين الدولية جميع الرحلات الجوية التجارية، بحمل جهازي تسجيل معلومات يرصدان ظروف الرحلة أثناء الطيران. ويوجد في كل طائرة صندوقان (وليس صندوقا واحدا) يقعان في مؤخرة الطائرة، يسجلان كافة البيانات لما يحدث للطائرة طول فترة سفرها.
ورغم تسميته اصطلاحا بالصندوق الأسود، يتخذ “مسجل معلومات الطائرة”، وهو الاسم التقني له، لونا برتقاليا في أغلب الأحيان، حتى يتم التعرف بصريا على الصندوق وسط حطام الطائرة.
وتوصل دافيد وارن العالم في مختبرات أبحاث الطيران في مدينة ملبورن الأسترالية، إلى فكرة جهاز مقاوم للتحطم والحريق لتسجيل أصوات طاقم الطائرة وبيانات الأجهزة بعدما ساعد في التحقيق في التحطم الغامض لأول طائرة ركاب مدنية في العالم في 1953.
وقام وارن بتصميم وصنع أول جهاز في العالم لتسجيل بيانات الرحلات الجوية في 1956، لكن الأمر استغرق خمس سنوات لإدراك قيمة هذا الاختراع واستخدامه العملي.
كما استغرق الأمر خمس سنوات أخرى حتى قضت السلطات بضرورة تجهيز قمرة القيادة في الطائرات الأسترالية بأجهزة تسجيل بيانات الرحلة.
كيفية العمل
وظيفة الصندوق الأول هي حفظ البيانات الرقمية الخاصة بالوقت، السرعة، الاتجاه، والارتفاع، بينما يختص الصندوق الثاني بتسجيل الأصوات داخل قمرة القيادة .
والصندوقان مجهزان بجهاز بث يعمل عندما يغوص الصندوقان في الماء، إذ يطلق موجات فوق صوتية للمساعدة على تحديد مكانيهما.
ويمكن لأجهزة البحث المتطورة التقاط إشارات على عمق 3000 متر خلال شهر من سقوط الطائرة بالماء، وهي المدة التي تعمل فيها بطاريات الصندوقين قبل أن تتوقف عن العمل بفعل انقطاع الطاقة، ويبلغ عمر البطارية التي تغذي الصندوق الأسود في الطائرة ثلاثين يوما فقط.
وللصندوقين القدرة على تسجيل ما يتراوح بين 30 إلى 120 ساعة، لكن بعد وقوع الحادث الجوي فإنهما يحتفظان فقط بآخر ساعتين من عمر الرحلة المنكوبة.
وتحفظ أجهزة التسجيل في قوالب متينة مصنوعة من التيتانيوم محاطة بمواد عازلة تتحمل الضغط حتى 6000 متر تحت الماء والصدمات والحرارة بما يفوق ألف درجة مئوية، كما أنها لا تتأثر بملوحة مباه البحر التي تسبب التآكل لكثير من المعادن.
مصر للطيران: الحطام لا يخص الطائرة المنكوبة
قال نائب رئيس شركة مصر للطيران، أحمد عادل، مساء الخميس، إن الحطام الذي عثر عليه في البحر المتوسط لا يخص الطائرة المنكوبة، وذلك بعد أن سادت حالة من التضارب في الأنباء بشأن حطام الطائرة بين القاهرة وأثينا.
وعثر رجال إنقاذ يونانيون على سترات نجاة وقطع بلاستيكية في البحر المتوسط بعد اختفاء طائرة مصر للطيران، التي كانت تقل 66 شخصا من الركاب وأفراد الطاقم.
وقال عادل: “نقر بالخطأ بشأن العثور على الحطام لأن ما حددناه ليس جزءا من طائرتنا. لذا فإن عملية البحث والإنقاذ ما زالت مستمرة”، وفقا لوكالة “رويترز”.
وتضاربت مساء الخميس، تصريحات مسؤولين بشأن العثور على حطام الطائرة المنكوبة، فبينما أكدت وزارة الطيران المدني المصرية أن السلطات اليونانية عثرت على مواد طافية وسترات نجاة “يرجح” أنها من حطام طائرة، نفت الهيئة اليونانية للسلامة الجوية بعد ساعات العثور على الحطام.
وفي وقت سابق، قال مصدر مسؤول بمصر للطيران، في بيان، إن وزارة الطيران المدني تلقت خطابا رسميا من الخارجية المصرية يفيد بالعثور على مواد طافية “يرجح أنها لحطام الطائرة، وكذلك علي بعض سترات النجاة ومواد بلاستيكية، عثرت عليها السلطات اليونانية بالقرب من جزيرة كارباثوس اليونانية”.
وتشارك كل من اليونان وفرنسا وإنجلترا وقبرص وإيطاليا في أعمال البحث المكثفة بمنطقة اختفاء الطائرة بالتعاون مع عناصر القوات المسلحة المصرية.
وقال المتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية، العميد محمد سمير، إن عمليات البحث تستمر في تعاون وثيق بين العناصر المشاركة في عمليات البحث والإنقاذ للعثور على الطائرة المفقودة.
وكانت رحلة مصر للطيران “إم- إس804” تقوم برحلة بين مطاري باريس- شارل ديغول والقاهرة عندما اختفت عن شاشات الرادار الساعة 2:45 بتوقيت القاهرة (00:45 توقيت غرينيتش) أثناء تواجدها في المجال الجوي المصري.
وذكرت السلطات اليونانية أن الطائرة اختفت عن شاشات الرادار اليونانية عند قرابة الساعة 00:29 (توقيت غرينيتش) أثناء خروجها من المجال الجوي اليوناني ودخولها المجال الجوي المصري.
ووفقا لمدير الطيران المدني اليوناني، قسطنطين لتزيراكوس، كان آخر اتصال مع قائد الطائرة “بعيد الساعة 00:05 توقيت غرينيتش” ثم لم يجب على اتصالات المراقبين الجويين اليونانيين، التي استمرت حتى اختفت الطائرة عن شاشات الرادار”. zovirax over the counter.