الخليل – NTV – وزعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، إخطارات تقضي بإخلاء مئات الدونمات الزراعية من أراضي بلدة خاراس غرب الخليل، بذريعة انها اراضي دولة، في خطوة تمهد لمصادرتها.
وقال مركز ابحاث الاراضي التابع لجمعية الدراسات العربية، في تقرير تسلمت جريدة القدس ، نسخة عنه، ان رعاة أغنام في المناطق الغربية للبلدة، عثروا على عدة إخطارات مرفقة بخرائط جوية توضح مساحات وصوراً للأراضي المستهدفة بأوامر الإخلاء، وقاموا بتسليمها لبلدية خاراس.
وصدرت الإخطارات في العاشر من الشهر الجاري، موقعة باسم قائد ما يسمى بقوات الجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية، وما يسمى “الادارة المدنية” التابعة له -المسؤول عن الأملاك الحكومية- وحدة التفتيش المركزية، وجاءت تحت عنوان ” إخطار بوجوب الإخلاء”.
وطالب البند الثاني من الإخطارات بـ ” رفع اليد عن الأراضي، وإعادتها إلى ما كانت عليه سابقاً، خلال مدة 45 يوماً، من تاريخ تسلم الإخطار”، كما هدد (الإخطار) في حال عدم قيام المالك بأعمال الإخلاء بأن “تقوم السلطات المختصة بتنفيذ عملية الإخلاء ويحق لها تكبيده تكاليف الإخلاء “.
وقد استهدفت الإخطارات أراضي المواطنين غرب بلدة خاراس في مواقع (الرسم، الطف، شعب عدوان، خلة البيضا)، كما يطلق عليها اهالي المنطقة.
وبحسب الإخطارات التي عثر عليها في اراضي خاراس، ووصلت بلدية خاراس وحدد فيها عدد الدونمات المطلوب اخلاءها، فقد بلغت مساحات الأراضي المستهدفة 304 دونما.
وبالنظر إلى الأراضي المستهدفة فهي منطقة جبلية، عمل مالكوها على استصلاحها وزراعتها بأشجار الزيتون واللوزيات، وإقاموا بعض آبار لجمع مياه الامطار لأغراض الزراعية، كما تقيم بعض الأسر البدوية من عرب الكعابنة والجهالين في هذه الأراضي، وتعتاش من تربية المواشي وزراعة بعض المساحات.
ووصل بلدية خاراس 7 إخطارات، في حين توقع رئيس البلدية العثور على إخطارات أخرى، كما أظهرت الخرائط المرفقة بالإخطارات تداخل الأراضي المستهدفة مع بعضها البعض، الأمر الذي دفع البلدية لدعوة اصحاب الاراضي لاجتماع سيعقد في دار البلدية، للتعرف على من تستهدفهم الإخطارات.
وبعد الاطلاع على الخرائط الجوية المرفقة بالإخطارات، استطاع المواطن محمود عبد الرحمن حلاحلة (60 عاماً) وهو احد وجهاء بلدة خاراس من معرفة بعض مالكي الأراضي المستهدفة، وقال بانها تعود لافراد من عائلات حلاحلة والدابوقي ونمر وابو غرفة وحروب وحميدان.
وأوضح رئيس بلدية خاراس، عبد الفتاح حميدان، في تصريح لمركز ابحاث الاراضي، أن هذه الأراضي تبعد نحو 500م هوائي، إلى الشرق من جدار الضم والتوسع العنصري، وعزا ما يجري الى مساعي الاحتلال للسيطرة على المزيد من اراضي المواطني تحت ذريعة أنها ” أراضي دولة “.
وأشار حميدان إلى أن جدار الضم والتوسع العنصري قد ابتلع نحو 3000 دونم من أراضي بلدة خاراس الغربية، كما اقتطع مساحات شاسعة من أراضي البلدة، وتركها خلف الجدار، مشيرا إلى أن هذه الأراضي مزروعة بأشجار الزيتون، ولا يستطيع أصحابها الوصل إليها إلا في موسم قطف الزيتون، وعبر بوابات خاصة، وبتصاريح يقوم المواطنون باستصدارها من سلطات الاحتلال في حال سمح لهم بذلك.
وقال المواطن محمود احمد عبد الرحمن حلاحلة ( 60 عاماً) وهو احد أصحاب الأراضي المهددة بالمصادرة، انه علم بأن الاخطارات الاخيرة تشمل أرضه موضحا انه يملك قطعة ارض مساحتها 51 دونماً في منطقة “شعب عدوان “غرب البلدة، وان البلاغ الذي عثر عليه احد الرعاة يشمل مصادرة 10 دونمات منها قام باستصلاحها وزراعتها بأشجار اللوز في العام 1992، وعلى حسابه الخاص، كما انشأ فيها بئري مياه للأغراض الزراعية، سعة احدهما 220 كوب والآخر 180 كوب.
وأشار حلاحلة إلى أنه يعتمد على هذه الارض كمصدر رزق حيث يجني منها نحو 20 الف شيكل سنويا.
ما بين لوز اخضر ويابس ويقوم ببيعها، والتي تعد مصر دخل لـ ( 25 فرداً) ينتفعون من مدخولات هذه القطعة.
واوضح مركز ابحاث الاراضي ان المقصود بعملية الإخلاء، استنادا لقرارات مماثلة نفذتها سلطات الاحتلال، ان الاحتلال كان يقوم بعد الاخلاء بتجريف السلاسل الحجرية وقطع الاشجار المزروعة ورشها بمواد تقضي على جذورها وفرص اعادة نموها وهدم الابار او اي منشآت اقيمت فيها، الامر الذي ينذر بكارثة زراعية قد تحل بالمزارعين في خاراس اذا ما نفذ الاحتلال قراراته لا سيما وان الاراضي المهددة مستغلة ومزروعة بالاشجار منذ عشرات السنين.