حديث القدس
يتفق الجميع أن وباء الكورونا ليس سهلاً وانما هو كارثة دولية بكل المقاييس والضحايا مئات الآلاف والمصابون بالملايين في كل أنحاء العالم. وهذا الوباء سهل الانتشار واصابة شخص واحد قد تؤدي الى إصابة المئات وبعد المئات ينتشر أكثر وأكثر بالآلاف.
ومواجهة هذا الوباء تتطلب اجراءات رسمية من جهة ومن جهة أخرى وقد تكون أكثر أهمية وضرورة ومسؤولية جميع المواطنين بالتجاوب مع هذه التعليمات واخذ الاحتياطات الكثيرة اللازمة، لأن أي استهتار قد يشكل كارثة حقيقية واوضاعاً لا حل لها ولا قدرة على احتوائها.
ولهذا فإن جميع المواطنين مطالبون بالتعاون وأخذ الأمور بالجدية اللازمة، وقد لاحظنا، للأسف الشديد، ان الاشخاص يستخفون بالتعليمات ويخالفونها، وهذا يستدعي اتخاذ الاجراءات الحازمة ضد هؤلاء لكي يكونوا عبرة لغيرهم ولكي يدفعوا ثمن استهتارهم.
توجد قضية أخرى هامة لا بد من البحث عن حلول لها كلما كان ذلك ممكناً، سواء أكانت كلية أو جزئية، ونقصد بذلك الاغلاق الشامل سواء لمدن أو مناطق، وقد أدى هذا الى كوارث اقتصادية كبيرة ونتائج خطيرة لذلك على الوضع العام، ومن أهم النتائج وجود نحو 450 ألف عامل غالبيتهم بلا أعمال، حسب المصادر الاقتصادية الفلسطينية، وهذا يقود في غالبية الحالات الى اوضاع معيشية في منتهى الصعوبة، كما ان كثيراً من المؤسسات الصناعية أو التجارية الكبيرة قد تعطل العمل فيها مما يعني ان اقتصادنا بصورة عامة تلحق به اخفاقات كبرى.
ولقد ادركت الحكومة هذا الوضع ولهذا فقد سمحت بالعمل في بعض هذه المؤسسات متى توفرت فيها ظروف السلامة العامة والتزمت بالتعليمات. وكانت هذه خطوة ايجابية وضرورية ولكن المطلوب ما هو اكثر من ذلك خاصة وان وباء الكورونا لا يوجد حل قريباً له وقد تطول أيامه وتداعياته كثيراً.
ان الحكومة مدعوة لتقييم الاوضاع في كل المؤسسات الصناعية والتجارية ودراسة الامكانات لإعادة العمل فيها وفق الشروط المطلوبة، ومطالبة هذه المؤسسات بتوفير ما يجب لكي تستأنف أعمالها وهذا يساعد في حل أزمة البطالة المتفشية وتحسين الاوضاع الاقتصادية وانقاذ كثير من هذه المؤسسات من احتمالات الاغلاق.
لقد بدأت الحكومة باتخاذ مثل هذه الخطوات، ونأمل ان تستكمل دراساتها وتقييماتها للأوضاع، وبهذا نكون قد اخذنا احسن الوسائل لمواجهة وباء الكورونا اللعين ….