ماذا سيفعل نتانياهو … والعالم كله ضد مخطط الضم ؟!

حديث القدس

أكد رئيس وزراء اسرائيل عزمه على تنفيذ مخطط الضم الذي حدده بالاتفاق لدى تشكيل حكومة الائتلاف مع حزب «أزرق أبيض»، وقال ان هناك اتفاقاً حكومياً على ذلك وان الخلاف الوحيد هو حول كيفية الضم. وكيفية الضم تعني هل يتم الضم كاملاً ولمرة واحدة أو يتم على مراحل ويبدأ بمناطق مختلفة وبالمستوطنات.

الذي يتناساه أو يتجاهله نتانياهو كلياً هو ان العالم كله يقف ضد مخطط الضم الذي هدد بإعلانه في بداية تموز القادم أي بعد نحو أسبوعين من اليوم. فقد أعلن الاتحاد الاوروبي ومنظمة التعاون الاسلامي وجامعة الدول العربية ومجالس الكنائس في كل أنحاء العالم، عن الرفض القاطع للضم لأن ذلك يؤدي الى القضاء كلياً على أية احتمالات للسلام، ويعرض المنطقة كلها للتوتر والعنف ودوامة الحروب وعدم الاستقرار.

ولا يبقى مع نتانياهو إلا الولايات المتحدة التي لم تعلن رسمياً أية معارضة وكل ما تطالب به، حسب أقوال نتانياهو، هو أن يكون أي قرار اسرائيلي بالاجماع الحكومي، أي ان حرصها على الداخل الاسرائيلي وليس على السلام والحقوق الفلسطينية.

السؤال الأساسي هو هل ينفذ نتانياهو ما هدد به فعلاً أم انه سيكون مضطراً للتأجيل أو التنفيذ على مراحل؟ ويشير عدد من المراقبين والمختصين بشؤون المنطقة الى ان نتانياهو المتغطرس سيكون مضطراً في أسوأ الحالات الى ضم بعض المناطق وربما المستوطنات وليس تنفيذ كل ما يهدد به.

في كل الأحوال فإن المطلوب فلسطينياً ومن كل الذين يعارضون مخططات الضم، أن يتخذوا خطوات فعلية وميدانية ضد اسرائيل حتى لا تظل المعارضة مجرد كلام وبيانات، وفي مقدمة الجميع فإن هذا المطلوب هو من الدول العربية والاسلامية ولا سيما اننا كسلطة وطنية قد اتخذنا مواقف وقطعنا كل الاتفاقات مع اسرائيل وكل العلاقات معها بما في ذلك التنسيق الأمني.

القادم القريب قد يكون تحركاً مفصلياً في تاريخ الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وقد يكون فعلاً الضربة القاضية لكل أحاديث التفاهم والاتفاقات أو السلام.

«وتغرب ابراهيم في أرض الفلسطينيين كثيراً»

في مقال له بصحيفة اسرائيلية، كرر جيسون غرينبلات المبعوث السابق للرئيس ترامب الى الشرق الأوسط، ما ردده يهود كثيرون قبله وهو الزعم بأن الضفة الغربية ليست أرضاً فلسطينية بل انها أرض متنازع عليها معتبراً ان أي ضم اسرائيلي لا يعتبر غير قانوني.

وهو بهذا يمعن بالتجاهل والعمى السياسي، وينسى ان الضفة تم احتلالها عام 1967 وان الوجود الفلسطيني كان فوق هذه الارض منذ أن نشأ التاريخ وان التوراة تذكر بالنص «وتغرب ابراهيم في أرض الفلسطينيين أياماً كثيرة» وابراهيم هو أبو الأنبياء جميعاً، واذا كان غرينبلات لا يذكر ذلك فإن عليه ان يرجع الى الكتب الدينية، لكي يصحو من الجهل أو التجاهل ومن هذا العمى الذي يتحدث من خلاله عن تجاهل الوجود الفلسطيني والأرض الفلسطينية، وعليه أن يرجع الى الاصحاح الحادي والعشرين من سفر التكوين.

ان تاريخنا في هذه البلاد عريق ومعروف وليس مثل تاريخ بلاده الولايات المتحدة التي تغرق في هذه الأيام بالعنصرية وبصورة خاصة ضد المواطنين الافارقة.

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

العرب وإسرائيل وبناء السلام الإيجابي

بقلم:د. ناجي صادق شراب الفرضية الرئيسية التي يقوم عليها البناء الإيجابي للسلام، هي العمل على …