بقلم: حمادة فراعنة
 لا صراخ امرأة، ولا تهديد شاب، يمكن أن يشكلا عوامل ضاغطة لتغيير معدل إجراءات الحكومة الاحترازية للحفاظ على حياة الأردنيين، فالإجراءات ليست عقوبة مفروضة، بل هي أدوات حماية مسبقة لردع انتشار الوباء الفيروسي.
لقد نجحت الحكومة في حماية الأغلبية الساحقة من الأردنيين، بفعل الإجراءات، وتجاوب شعبنا مع هذه الإجراءات وقبولها والالتزام بتعليماتها، وتتم التسهيلات بشكل تدريجي تتجاوب مع نتائج الأرقام ودلالاتها.
لندقق بالمقارنة الرقمية بين الأردن والولايات المتحدة كما لخصها د. فايز الخصاونة:
سكان الولايات المتحدة 320 مليونا والأردن 10 ملايين، الإصابات الأميركية 514 ألف حالة وفي الأردن 381 حالة، نسبة الإصابة الأميركية 1606 لكل مليون، ونسبة الإصابة في الأردن 38 لكل مليون، عدد الأموات الأميركيين 19 ألف أي 62 وفاة لكل مليون، بينما في الأردن أقل من وفاة واحدة لكل مليون، هذه المقارنة تدلل على صواب الإجراءات المسبقة التي حمت الأردنيين من أذى الفيروس ونجاحها، ويجب أن تستمر ليس بقرار سياسي أو أمني، بل بقرار المختصين لدى وزارة الصحة، ويتم تنفيذ توصياتهم من قبل مؤسسات الدولة السياسية والأمنية.
لدينا فرق تفتيش وفحص صحية على المواقع المحتملة، ويمكن بالمقابل تشكيل فرق تفتيش اجتماعية من قبل وزارة التنمية وصندوق المعونة، وتكون فرقا جدية مسؤولة مراقبة تستجيب لنداء حاجات الأسر المحتاجة المتضررة من إجراءات المنع والحجز وغياب مصادر الدخل، لتعويض الأسر التي فقدت دخلها المالي وتوقف المعيل عن العمل.
مثلما تشكلت فرق ميدانية من وزارة الصحة، يجب تشكيل فرق مماثلة تغوص بين مسامات الأردنيين، وتتوزع في مواقع سكناهم ودراسة ظروفهم وتلبية احتياجاتهم.
لقد اتصلت بي إمرأة من اربد تطلب المساعدة لتوقف عملها لدى العائلات المتمكنة، حيث تعمل كعاملة تنظيف في البيوت، وتؤكد أنها تتصل بصندوق المعونة الوطنية ولا تجد الرد ولا الاستجابة، والشيء المؤكد أن هنالك المئات من العائلات المماثلة لهذه المرأة العاملة التي فقدت عملها وتحتاج للمساعدة.
بنفس القيمة والاهتمام، والنجاح في لجم الفيروس وحماية شعبنا من أذاه، على وزارة التنمية الاجتماعية وصندوق المعونة، العمل بنفس العزيمة والقوة والحافز لمقاومة فيروس الفقر والحاجة، وتوفير متطلبات الكرامة ولقمة العيش لمن يحتاج بدون منّة أو مجاملة، فهذا حق للمواطن، حقه في الأمن، وفي الصحة، وفي التعليم، وفي لقمة العيش الكريمة، لعلنا ننتظر أرقاماً مماثلة، لأن وقت التخلص من الفيروس وأذاه يحتاج لأيام وأسابيع حتى نتخلص منه ومن آثاره المرضية والاجتماعية.