مصادرات تشمل أراضي الطور وجبل الزيتون وراس العمود وجبل المكبر وصور باهر وأم طوبا
القدس – “القدس” دوت كوم – محمد أبو خضير – كشف باحث ومختص بشؤون القدس أن الاحتلال يعمل على ربط شرقي القدس مع الداخل الفلسطيني والمستوطنات بشبكة طرق وقطارات ومواصلات، لفرض أمر واقع لحسم ملف القدس والغور وإخراجهما من أي تسوية مستقبلية بالطرق الالتفافية والمستوطنات.
وقال الباحث المقدسي فؤاد أبو حامد من صور باهر لـ(القدس): إن الشارع الأمريكي الذي يجري الآن شقه في جنوب شرق مدينة القدس المحتلة جرى تقسيمه إلى مراحل، ويبدأ من الحاجز العسكري (مزموريا)، وينتهي بحي الشيخ سعد والمقطع الأوسط من الشيخ سعد، وينتهي في عين اللوزة في سلوان بنفق في باطن الجبل، أما المرحلة التالية منه فمن بداية النفق من عين اللوزة وينتهي في الحاجز العسكري في الزعيم شرق المدينة المقدسة وأسفل مستشفى المطلع وجبل الزيتون، مؤكداً أن هذا الشارع استراتيجي لخدمة المشروع الاستيطاني بشكل عام، وتهويد القدس وضم مساحات واسعة من الضفة، بشكل خاص.
وأوضح أبو حماد أنه على طول هذا الشارع الاستراتيجي وفق الخط الإسرائيلية ستقام مداخل ومخارج للأحياء الفلسطينية، ووفق الزعم الإسرائيلي فهذا الشارع الاستيطاني يهدف لربط المستوطنات الشرقية ووسط القدس الشرقية بالمستوطنات في القدس الغربية وبالداخل الفلسطيني غرباً وبغور الأردن شرقاً، وضمن خطة الضم يوفر تحركاً لوجستياً ضمن حركة الطرق والقطارات الخفيفة والثقيلة بالقدس الكبرى 2050 وفق الروية الإسرائيلية.
ولفت أبو حامد إلى أن الشارع الأمريكي يربط مستوطنات جنوب القدس وشرقها بتلك التي في بيت لحم (كفار عتصيون) بالكتلة الاستيطانية “معاليه أدوميم” شرق القدس ومستوطنات وسط الضفة وشمالها، في طريق التفافي استيطاني يمتد من الكتلة الاستيطانية شمال الضفة الغربية (ارئيل) جنوب مدينة نابلس إلى كفار عتصيون على مشارف محافظة الخليل.
وقال أبو حامد: إن الهدف من هذا الشارع هو تسهيل تحرك المستوطنين والقوات العسكرية في محيط القدس وأرجاء الضفة الغربية، إذ إن المسافة بين التجمع الاستيطاني في الجنوب (كفار عتصيون) بالكتلة الاستيطانية “معاليه أدوميم” شرق القدس يحتاج الوصول إليه اليوم نحو ساعة وبعد شق هذا الشارع الالتفافي تصبح المسافة لا تتجاوز الـ20 دقيقة فقط ودون عوائق وفي خط مستقيم بين حاجزي (مزموريا) و(الزعيم).
وأضاف أبو حماد: إن تكلفة كل مقطع من هذا الشارع تتجاوز المليار شيكل تقريباً في المحصلة النهائية، وطول هذا الشارع 12 كم ويتضمن 3 أنفاق ضخمة، وقد صادر عشرات الدونمات من أراضي صور باهر في المنطقة الشرقية/ بجوار منطقة وادي الحمص، ودمر الكثير من الأراضي الزراعية وصادر مساحات واسعة دون أن يستفيد الأهالي من الشارع الذي حصر القرية، ولم يؤد إلى تنظيم أراضيها ولم يرفع نسبة البناء فيها نتيجة للتنظيم الجديد، كما أنه لم يضف مرافق عامة أو خدمات أو مرافق تجارية، مؤكداً أن شق الشارع جاء لخدمة الاستيطان والمستوطنين.
ولفت إلى أن التخطيط للشارع الأمريكي شق المنطقة وفصل القرية عن بعض أحيائها، وكذلك تم تشييد أكبر جسر في الجنوب على وادي “قدرون” الذي يصب في وادي النار، وقال: إن أراضي صور باهر تم تقطيعها وفصلها ومصادرة مساحات واسعة منها لصالح الشارع دون استفادة حقيقية لسكان القرية من الشارع، إذا كان من المفروض أن يتم رفع نسبة البناء، مؤكداً أن هذا يدل على أن الذين خططوا لهذا الشارع الالتفافي كان يهمهم فقط مصلحة الاحتلال والمستوطنين.
واكد أبو حامد أن الشارع الأمريكي فصل كل منطقة وادي الحمص ودير العامود شرق صور باهر وهي مناطق آهلة، عن امتدادها الطبيعي في القرية الأُم صور باهر، وأن كل المناطق التي يمر بها الشارع جنوب مدينة القدس مناطق زراعية الكثير منها مزروعة بأشجار الزيتون الروماني القديم والمعمرة وان فكرة التعويض عن هذه الأشجار أو الأرض مرفوضة فلسطينياً، لذلك فإن لهذا الشارع وانعكاسات اقتصادية وزراعية وسياسية.
وأضاف: إن المتوقع عند فتح الشارع الأمريكي أن تنتقل 50٪ من حركة المواصلات على شارع القدس الخليل الحالي ومنطقة جنوب القدس الى هذا الشارع، أي أن آلاف السيارات ستتنقل عبر هذا الشارع الالتفافي مما سيؤثر على البيئة بشكل ملحوظ خلال المرحلة المقبلة. مشيراً إلى أن سلطات الاحتلال تعمدت عدم تنظيم كل المناطق التي يمر بها هذا الشارع الالتفافي، وذلك لخدمة المشاريع الاستيطانية.
وأوضح أن الشارع مخطط له منذ العام 1994 تقريبًا وهو من الشوارع الاستراتيجية التي تم وضع مخططاتها بعناية ضمن المشاريع الاستيطانية الكبرى لخدمة المشروع الاستيطاني وخطة ضم الكتل الاستيطانية مع انطلاق اتفاق أوسلو مع السلطة لنسف أي اتفاق أو انفصال عن الأراضي المحتلة، وما مشروع الضم الذي تم إقراره بدعم وإسناد من الإدارة الأمريكية لمساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية إلا تكملة لذلك المشروع الاستيطاني المستمر الذي لم يتوقف يوماً.
وقال أبو حامد: إن هذا الشارع مرتبط بشارع الطوق الشرقي عبر حي الشيخ سعد بنفق مباشرة الى الكتلة الاستيطانية (معاليه أدميم)، وهو مقرر من وزارة المواصلات الإسرائيلية ضمن المنظومة وحركة “المتروبوليت” في القدس (حركة الحافلات والقطارات الخفيفة والقطارات العامة)، وإن ما ينفذ الآن هو الشارع الأمريكي– أما الخادم أو الطوق الشرقي فيتم تنفيذ مقاطع منه وقد تتأخر مقاطع أخرى بسبب الميزانيات وبسبب التخطيط الموازي في وزارات مختلفة بالتعاون بين البلدية والحكومة الإسرائيلية.
وأضاف أبو حامد: من حي الشيخ سعد هناك نفق وجسر يصل الى الشارع رقم واحد على مدخل الكتلة الاستيطانية (معاليه أدميم) ويستمر الشارع إلى منطقة البحر الميت ومدينة أريحا وهذا المقطع من الشارع هو الجزء الأخير الذي لم يبدأ تنفيذه بعد. وان الشارع الأمريكي بديل مرحلياً عن الخادم الشرقي– الطوق الشرقي نظراً لحساسية الوضع السياسي والتكلفة المادية الكبيرة.
واكد أبو حامد أن الشارع الأمريكي ضمن المنظومة الاستيطانية وشبكة الطرق التي تخدمها والذي يوفر حركة سريعة للمستوطنين من والى داخل القدس ومحيطها في الضفة الغربية والغور بحركة دائرة توفر الدعم اللوجستي الحركي للاستيطان والامن معاً ضمن خطة الضم والتهويد ودعم المشروع الاستيطاني.
وأوضح أان الشارع الأمريكي الذي هو جزء من شارع الطوق الشرقي والشارع رقم واحد 1 يوازي شارع (بيغين) في غرب القدس الذي يوفر الحركة بالتوازي وبالتقاطع مع شارع 443 تل ابيب – القدس لربط مستوطنات شرق القدس والغور بالقدس الغربية والداخل الفلسطيني.
وقال: إنه يأتي للتعامل مع منظومة مواصلات متكاملة كمدينة واحدة مترابطة بالطرق والمواصلات وشبكة القطارات الخفيفة والكبيرة – أي ان الضم حاصل وينفذ على ارض الواقع – فيما يتعلق بالمواصلات لربط القدس وقلبها (البلدة القديمة) بالداخل الفلسطيني والمستوطنات المحيطة والغور، وما إقرار خط القطار الخفيف – خط اللون (البني) الذي تم تخصيص ميزانية تتجاوز 30 مليون شيكل لمدة سيمتد في المقطع الجنوبي – حتى نهاية الشارع الأمريكي إلا تكملة للصور الكبيرة التي يتوقع ان تبرز في مطلع العام 2023.
ولفت أبو حامد الى ان مسؤولا كبيرا في بلدية الاحتلال كشف يوم الاحد الماضي، إنه يجري بالفعل شق الأجزاء الوسطى والجنوبية من الطريق، وسوف يتم طرح مناقصات للجزء الواقع في أقصى الشمال، بتكلفة متوقعة تبلغ 187 مليون دولار، قرب نهاية العام؛ وإجمالاً، من المتوقع أن يكلف المشروع، الذي سيمتد بمحاذاة أو قرب الأطراف الخارجية للقدس الشرقية، أكثر من ربع مليار دولار.
وقال أبو حامد: إن أرييه كينغ نائب رئيس بلدية القدس، المعروف بقيادة التهويد والقيادي في حركة الاستيطان في القدس قال أول أمس أن الطريق السريع سيكون “ممرا هاما” من كتلة “غوش عتصيون” الاستيطانية في جنوب الضفة الغربية والمستوطنات مثل جبل أبو غنيم “هار حوما” جنوبي وسط المدينة، إلى المستوطنات في شمال وشرق القدس، بما في ذلك “معاليه أدوميم”.
وتابع: إن الخرائط التي أوردتها بلدية الاحتلال في القدس على موقعها الإلكتروني تظهر أن الشارع يربط الكتل الاستيطانية “غوش عتصيون” بين بيت لحم والخليل، و”ماطي بنيامين” من القدس حتى مستوطنة “أرئيل”، بالمستوطنات الواقعة في محيط مدينة القدس.