ستكون الفرصة سانحة أمام إنتر ميلان والمتألق أتالانتا لوضع يوفنتوس حامل اللقب والمتصدر تحت الضغط، قبل موقعته الصعبة جدا الإثنين مع ضيفه لاتسيو في المرحلة الرابعة والثلاثين من الدوري الإيطالي لكرة القدم.
وبعد أن بدا الصراع محصورا بين يوفنتوس ولاتسيو على لقب تاسع تواليا لفريق “السيدة العجوز” وأول لنادي العاصمة منذ عام 2000، تغيّرت المعطيات كثيرا منذ استئناف الموسم الذي توقف لقرابة ثلاثة أشهر بسبب فيروس كورونا المستجد، لاسيما بالنسبة لـ “بيانكوتشيليستي”.
ومن أصل سبع مباريات خاضها منذ العودة، حقق لاتسيو فوزين فقط وتوقف مسلسل مبارياته المتتالية من دون هزيمة عند 21 بعد سقوطه في مباراته الأولى بعد الاستئناف على يد أتالانتا (2-3).
وتراجع فريق المدرب سيموني إينزاغي الى المركز الرابع لصالح إنتر ميلان وأتالانتا بعد أن كان على بعد نقطة فقط من يوفنتوس قبل توقف الدوري في التاسع من آذار.
لكن الحظ أسعف نادي العاصمة لأن يوفنتوس ليس في أفضل حالاته أيضا لأن فريق المدرب ماوريتسيو ساري يعاني الأمرين في الآونة الأخيرة، إذ وبعد أن استهل العودة بأربعة انتصارات متتالية، فشل في تحقيق الفوز خلال المراحل الثلاث الماضية (هزيمة وتعادلان)، ما أعاد الأمل لإنتر بإمكانية إزاحته عن العرش والفوز باللقب للمرة الأولى منذ الثلاثية التاريخية عام 2010، ولأتالانتا بإمكانية تتويج موسمه التاريخي بلقبه الأول على الإطلاق.
ومع الدخول في المراحل الخمس الأخيرة، يتصدّر يوفنتوس الترتيب بفارق 6 نقاط عن إنتر و7 عن أتالانتا و8 عن لاتسيو الذي سيكون الإثنين أمام فرصة مثالية لإعادة إطلاق الحلم، لاسيما أنه سبق له الفوز على “السيدة العجوز” مرتين هذا الموسم في ذهاب الدوري والكأس السوبر الإيطالية بنتيجة واحدة 3-1.
واستنادا الى النتائج التي تحققت منذ استئناف الموسم في أيار خلف أبواب موصدة، كان لاتسيو الأكثر تضررا من الواقع الذي فرضه فيروس “كوفيد-19″، وهذا ما أشار اليه إينزاغي بالقول “قبل الإقفال التام (نتيجة تفشي الفيروس)، لم نخسر سوى مرتين في غضون عشرة أشهر. لولا الجائحة لكان الوضع مختلفا تماما”.
وتابع “لسوء الحظ دفع الثمن غاليا نتيجة الإصابات، لكن لنفكر الآن باستعادتنا طاقتنا ولاعبينا. نحن قريبون من العودة الى دوري الأبطال بعد 13 عاما من الغياب، وننافس على لقب الدوري بعد 20 عاما (على اللقب الأخير)”.
وفي المقلب الآخر، سيكون ساري تحت ضغط كبير في مباراة الإثنين نتيجة العروض السيئة التي يقدمها يوفنتوس، لاسيما في الخط الدفاعي، إذ تلقت شباكه تسعة أهداف في المباريات الثلاث الأخيرة، وعجز عن الاحتفاظ بتقدمه في المرحلة الماضية بهدفين نظيفين أمام ساسوولو الذي قلب تخلفه الى تقدم 3-2 قبل أن يتجنب عملاق تورينو الهزيمة الثانية في ثلاث مباريات باداركه التعادل 3-3.
وفي تحليله للمباراة الأخيرة ضد ساسوولو، عجز ساري عن إيجاد مبرر للأداء المتفاوت الذي قدمه فريقه، قائلا “”هناك حالات صعود وهبوط، اختبرنا لحظات جيدة للغاية وأخرى سلبية جدا لا يمكن تفسيرها”.
ورأى “نحن بحاجة الى تسع نقاط أخرى (للفوز باللقب) من دون الدخول في حسابات أخرى”.
ومن المرجح ألا يشفع الفوز بلقب الدوري للمرة التاسعة تواليا لساري في حال فشل يوفنتوس في تعويض خسارة ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا أمام ليون الفرنسي (صفر-1)، حين يستضيف الأخير على “اليانز ستاديوم” في السابع من آب.
وخلافا للأداء المتأرجح الذي يقدمه يوفنتوس ولاتسيو بعد العودة من التوقف، فرض أتالانتا نفسه كأحد أفضل الفرق في القارة العجوز من حيث النتائج والأداء، وراكم الأرقام القياسية الشخصية إن كان من حيث عدد الانتصارات (بلغت تسعة تواليا قبل أن تتوقف السلسلة في المرحلة قبل الماضية بالتعادل مع يوفنتوس 2-2)، أو الأهداف المسجلة (93 في 33 مباراة، وهو ثالث فريق في تاريخ الدوري يصل الى 93 هدفا في 33 مباراة بعد تورينو الذي سجل 105 أهداف موسم 1947-1948، وميلان الذي سجل 103 أهداف موسم 1949-1950 و101 هدف موسم 1950-1951).
وبعد مهرجانه التهديفي الثلاثاء ضد بريشيا (6-2)، يسعى فريق المدرب جان بييرو غاسبيريني الى مواصلة عروضه الهجومية وإزاحة إنتر ميلان عن الوصافة ولو موقتا، وذلك حين يحل السبت ضيفا على هيلاس فيرونا التاسع، باحثا عن تحقيق فوزه الرابع تواليا على الأخير.
ويلعب السبت أيضا كالياري وساسوولو الذي كان أحد أفضل الفرق بعد العودة باجباره انتر (3-3) ويوفنتوس (2-2) على التعادل، والفوز على لاتسيو في معقله (2-1 في المرحلة قبل الماضية)، ما سمح له بأن يصعد الى المركز الثامن.
وعلى غرار أتالانتا وساسوولو، يتواجه ميلان السبت مع ضيفه بولونيا وهو يبحث عن مواصلة عروضه القوية بعد العودة والتي جسدها بأفضل طريقة من خلال فوزه على روما (2-صفر)، لاتسيو (3-صفر) ويوفنتوس (4-2) وتعادله مع نابولي (2-2)، جامعا 17 نقطة من أصل 21 ممكنة في مبارياته السبع بعد الاستئناف من دون تلقي أي هزيمة.
ويحتل فريق المدرب ستيفانو بيولي المركز السابع بـ 53 نقطة، وهو نفس رصيد نابولي السادس الذي يلعب الأحد مع ضيفه أودينيزي.
وفي الملعب الأولمبي في العاصمة، يحل إنتر الأحد ضيفا على روما الخامس باحثا عن التمسك بالوصافة وأمل المنافسة على لقبه الأول منذ الثلاثية التي أحرزها عام 2010 بقيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو.
وبعدما أهدر أربع نقاط في مرحلتين على التوالي، حقق إنتر الخميس فوزه الثاني تواليا برباعية نظيفة في مرمى سبال، مقلصا الفارق الذي يفصله عن يوفنتوس الى ست نقاط قبل الانتقال الى العاصمة لمواجهة روما الذي ينافس على المشاركة في “يوروبا ليغ” بعدما فقد الأمل منطقيا في خوض دوري الأبطال بسبب تخلفه عن جاره لاتسيو الرابع بفارق 12 نقطة قبل خمس مراحل على ختام الموسم.