بالرغم من كل الجهود التي بذلها الموفد الأممي الأخضر الابرهيمي لإحداث تقارب بين موقفي النظام السوري والمعارضة في جولة المفاوضات الحالية في جنيف، الا ان هذه الجهود لم تحرز اي تقدم على هذا المسار حتى الان.
الناطق الاعلامي باسم وفد المعارضة، لؤي الصافي، ارجع سبب الفشل بالتقدم الى اصرار وفد المعارضة على مناقشة موضوع الارهاب بعد تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات تحل محل الرئيس بشار الأسد، في حين رأى فيصل المقداد، نائب وزير خارجية سوريا، أن الارهاب يجب أن يتقدم كل المسائل الأخرى كونه يمثل محور المباحثات بين الائتلاف والنظام.
في ضوء هذه الاخفاقات، قال الوزير الاميركي جون كيري إن مؤتمر جنيف لن ينجح في ردم الهوة بين الفريقين المتحاربين. وعليه، فهو يعتقد بأن الرئيس السوري بشار الأسد ليس مستعداً للقبول بفترة انتقالية يتخلى خلالها عن الحكم. وهو في هذا السياق يؤمن بأن المعارضة ستخسر على الصعيد الداخلي بسبب الخلافات القائمة بين فصائلها.
وترى الادارة الاميركية، إستناداً الى مصادر تركية، أن “الجيش الحر” تراجع خلال الشهر الماضي عن تحقيق أي نصر يمكن المساومة عليه. وقد حلت في الصدارة القوى الاسلامية المتطرفة مثل “داعش” (الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام)… أو مثل “الجبهة الاسلامية” التي تواصل تقدمها في حلب وحمص.
والثابت عسكرياً أن البراميل المتفجرة حسب بعض المراقبين هي التي لعبت الدور المؤثر في سير المعارك، خصوصاً بعدما زودتها روسيا بكميات ضخمة تزيد عن حاجة النظام. وجاء في تقرير أعده المكتب الاعلامي للماعرضة السورية أن هذه البراميل “حصدت خلال سنوات الثورة الكثير من الشهداء، وخلفت دماراً هائلاً في كل مكان أصابته”.
وتُعتَبَر هذه القنابل جزءاً من الترسانة الروسية التي ساهمت في ربح معركة الشيشان. وتضم كل قنبلة (برميل) كمية كبيرة من مادة (تي ان تي) بحيث تنفجر بمجرد اصطدامها بالأرض. والبراميل الأكثر استخداماً في سوريا هي من نوع “فاب” 250 كيلوغراماً و”فاب” 500 كيلوغراماً. وهي تسبب عند انفجارها موجة ضغط شديدة مترافقة بلهب وحرارة مرتفعة مع إطلاق كميات من الشظايا القاتلة. وهي مناسبة لضرب التجمعات الكبيرة والأرتال العسكرية وغير مفيدة في استهداف أبنية صغيرة أو أهداف متحركة.
ويرى الخبراء العسكريون الروس أن هذا السلاح يعوِّض عن خسارة السلاح الكيميائي، وأن تأثيره المعنوي أبعد وقعاً.
وفي أول خطاب له بعد تسلمه مهمات وزارة الأمن الداخلي الاميركي، أعلن جيه جونسون أن سوريا أصبحت قضية أمنية بالغة الخطورة لنا ولحلفائنا الاوروبيين. وقال الوزير في “مركز ويلسون”، المتخصص بمعالجة الشؤون السياسية، أن النزاع المستمر منذ ثلاث سنوات في سوريا، والذي أودى بحياة 136 ألف شخص… هذا النزاع يتحول تدريجاً الى مسألة أمن داخلي لنا وللاوروبيين.
ونصح في كلمته الدول الحليفة بأن تمنع المتطوعين من السفر الى سوريا للاشتراك في النزاع، لأن بلدانهم الأصلية تعاني من سلوكهم المتطرف بعد العودة. وخلص في كلمته الى القول بأن التدخل العسكري في سوريا لن يكون خيار البيت الأبيض. وذكَّر بأن الحرب الأهلية في سوريا مستمرة منذ 35 شهراً… وأن الرئيس اوباما سينهي ولايته الرئاسية الثانية بعد 35 شهراً.
وبسبب الخلاف العميق بين الرئيس الامريكي باراك اوباما مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فان المراقبين لا يتوقعون إنفراجاً دولياً في القريب العاجل، الا اذا حدثت تطورات غير محسوبة في المستقبل القريب.