الشخصيات الوازنة… هل هو فصيل جديد؟؟؟

بقلم:نبيل عمرو

في مجال الشعر يمكن الاستدلال على الشخصيات الوازنة من خلال انتاجهم وقوة الابداع والانتشار على المستوى المحلي والعالمي، وفي مجال الاختراع فهو الاسهل لمنح لقب الشخصية الوازنة من خلال اعتماد المخترع وفق المقاييس المتفق عليها، كأن يكون توصل الى لقاح ضد كورونا مثلا.

غير ان اللجوء الى هذا المصطلح في مجال تصنيف الطبقة السياسية الفلسطينية يبدو غريبا وحتى غير منطقي، فمن هي الجهة التي تحدد الوازن من غير الوازن عند شعب يعتبر مئات الألوف من ابنائه وازنين في مجال الكفاح بشتى اشكاله، وما هي المقاييس التي تضعها لجنة ما كي يعتمد من هو الذي تنطبق عليه مقاييس الوازن كي يلحق في لجان الحوار الوطني او لجان الخروج من المآزق او لجان كورنا او اللجان الجديدة التي انتجها اجتماع الأمناء العامين ومنها لجنة قيادة الحراك الشعبي السلمي او غير السلمي عند البعض.

وفق تجربتنا الطويلة في مجال تركيب اللجان والحاق ما يسمى بالشخصيات الوازنة بها، وفي وقت ما كانت تسمى المستقلة فإن استمرار هيمنة الفصائل على الحياة السياسية الفلسطينية تعني انها ستتوافق على أسماء الوازنين ليكونوا ملحقا تابعا لها وليس جسما اعتباريا فعالا يمتلك القدرة على ان يكون عامل توازن بين القوى الفصائلية المتصارعة، او حَكَما في امر المجالات والموضوعات المختلف عليها او مؤثرة في القرار. وبوسعنا مراجعة دور المستقلين الذين صاروا يسمون بالوازنين في مسألة الانقسام فهو من حيث النتائج لم يتجاوز وزن الصفر في البداية والنهاية.

قد يقول قائل ان الشعب الفلسطيني يعرف رجالاته الوازنة ولن يكون صعبا تسميتها والحاقها بالعمل، هذا صحيح حين يكون الشعب هو من يختار ووفق مقاييسه وليس وفق مقاييس الفصائل الاحتكارية وهل هنالك من وسيلة لأن يختار الشعب الوازنين في التمثيل ومؤسسات القرار غير الانتخابات الحرة النزيهة، فهي وحدها من يحدد الاوزان الحقيقية ويميز الأدوار الفعلية عن الافتراضية ويوفر تجنبا عمليا لتزوير الاوزان، فحين يختار غير المنتخبين من يسمونها بالشخصيات الوازنة فعليك توقع أسماء كأسماء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير التي مع احترامي لكفاءاتها المشهودة في مجالات أخرى الا انها على صعيد صدقية التمثيل الشعبي الحقيقي تكاد لا ترى فلا هي تعرف الناس ولا الناس يعرفونها.

هذا على صعيد اعلى مؤسسة قيادية فكيف هو الحال حين تختار الفصائل من تراه وازنا وتستبعد من لا يمر عبر ثقوبها الضيقة

لقد تكرر كثيرا استخدام مصطلح الشخصيات الوازنة تماما مثلما تكرر مصطلح التوافق بين الفصائل بديلا عن الانتخابات العامة، فلم لا ندع صندوق الاقتراع يقرر من هو الوازن حقا ومن هو الذي يدعي الوازن او يدعيه له من يحتاجه كملحق.

ان عضو مجلس قروي منتخب اتى به اهل القرية كمندوب عنهم في قيادة مجلسهم هو اكثر وزنا من أي شخص لم يدخل صندوق الاقتراع ولم يخرج منه ، وها هي الطبقة السياسية امامكم وقد اجريتم العديد من الانتخابات المحلية والنقابية والتشريعية والرئاسية ورأيتم عرضهم بين بيروت ورام الله فهؤلاء ليس فقط يواصلون تنصيب انفسهم بأنفسهم بل يمدون صلاحياتهم لاختيار الاخرين بين وازن وغير وازن.

اقترح دعوة الشخصيات الفلسطينية التي تصنفها الفصائل بالوازنة لاكتتاب عنوانه من يرغب ومن يستطيع التفرغ لقيادة الحراك الشعبي في الخرب والقرى والمدن، فيا ترى كم سيبلغ عدد المكتتبين في هذا المجال.

انني اتساءل الى أي مدى يمكن اعتبار شخصية على انها وازنة عندما ترشحه جهة غير وازنة.

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

العرب وإسرائيل وبناء السلام الإيجابي

بقلم:د. ناجي صادق شراب الفرضية الرئيسية التي يقوم عليها البناء الإيجابي للسلام، هي العمل على …