عقد مؤتمر دولي للسلام .. البديل الضروري للمفاوضات الثنائية

1 ديسمبر 2020آخر تحديث :
عقد مؤتمر دولي للسلام .. البديل الضروري للمفاوضات الثنائية
عقد مؤتمر دولي للسلام .. البديل الضروري للمفاوضات الثنائية

حديث القدس

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال اجتماع القمة الذي عقد بينه وبين الرئيس محمود عباس على ان المرحلة الحالية تتطلب التكاتف وتكثيف كافة الجهود من أجل استئناف مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.

صحيح ان استئناف مفاوضات السلام أصبح ضروريا، خاصة في أعقاب التغيرات التي ستطرأ على العالم، وفي ضوء إعادة السلطة الفلسطينية لعلاقاتها مع دولة الاحتلال، بناء على تلقيها رسالة او مذكرة تؤكد التزام جانب الاحتلال بكافة الاتفاقات الموقعة مع الجانب الفلسطيني.

لكن استئناف المفاوضات السلمية، يجب أن لا يعيدنا الى المربع الاول وبالتالي فشل هذه المفاوضات بسبب التعنت الاحتلالي، خاصة وان ما نشاهده اليوم من انتهاكات تقوم بها دولة الاحتلال، من مواصلة البناء الاستيطاني السرطاني والضم الصامت للاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وتهويد القدس وغيرها الكثير الكثير.

كما ان دولة الاحتلال تستغل الأسابيع المتبقية للرئيس ترامب في البيت الأبيض وتعمل على شرعنة المستوطنات الصغيرة، والبؤر الاستيطانية من خلال قيام وزير خارجية ترامب قبل أيام بزيارة المستوطنة قرب رام الله وهضبة الجولان السورية المحتلة على اعتبارهما اسرائيليتان.

إن أي استئناف للمفاوضات السلمية يجب ان لا يتم بالصورة التي كانت سابقا، لأن هناك خللا كبيرا في ميزان القوى بين دولة الاحتلال والجانب الفلسطيني، الأمر الذي سيستغله الاحتلال لفرض أجندته او العمل على الانتقاص من حقوق شعبنا الوطنية الثابتة، والمنقوصة أصلا والتي لا تمثل حتى الحد الأدنى من هذه الحقوق، ولكن رغبة شعبنا في السلام هي التي تحتم عليه ان يظهر للعالم ان جانب الاحتلال هو المسؤول عن توتير الأوضاع وتعريض الأمن والسلم العالميين للخطر.

فأي مفاوضات سلمية يجب أن تقوم على أساس الرؤية التي طرحها الرئيس ابو مازن بعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الاوسط تحت رعاية الأمم المتحدة، وبحضور ممثلين عن الدول الكبرى وغيرهم من الدول، بالاستناد الى قرارات الشرعية الدولية المنصوص عليها في قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.

إن مرجعية مفاوضات السلام هي مهمة وضرورية استنادا على القرارات الدولية وبحضور عدة أطراف، لأن الولايات المتحدة التي رعت عملية السلام على مدى أكثر من ربع قرن كانت منحازة لدولة الاحتلال وتضرب بعرض الحائط القرارات والأعراف والمواثيق الدولية.