الاعلان الاميركي الاسرائيلي لطمة قوية للقادة العرب

23 أكتوبر 2020آخر تحديث :
الاعلان الاميركي الاسرائيلي لطمة قوية للقادة العرب
الاعلان الاميركي الاسرائيلي لطمة قوية للقادة العرب

حديث القدس

في العاصمة الاميركية واشنطن وأمام الكاميرات وقع وزير الدفاع الاميركي، مارك اسبر، ووزير الامن الاسرائيلي، بني غانتس على اعلان مشترك ينص على تأكيد الولايات المتحدة التزامها بضمان التفوق العسكري لاسرائيل في الشرق الاوسط على مدى العقود المقبلة، وجاء ذلك اثر محادثات بين الجانبين قالت وسائل اعلام اسرائيلية انها تناولت طلب اسرائيل قائمة طويلة من الاسلحة المتطورة من الولايات المتحدة يتم دفع ثمنها من المساعدات الاميركية الطائلة لإسرائيل سنوياً، وهو ما يطرح العديد من التساؤلات لدى المواطن العربي والكثير من الأسئلة على قادة الدول العربية.

أول هذه التساؤلات يتعلق لمن ستوجه اليه الاسلحة الفتاكة الاميركية؟ علماً ان تاريخ المنطقة على الاقل في العقود القليلة الماضية أثبت ان اسرائيل تستخدم هذه الاسلحة ضد الشعب الفلسطيني والشعوب العربية وخلال الفترة الاخيرة استخدمتها ضد ما وصفته بالتموضع الايراني في سوريا والعراق.

السؤال الأهم الذي يطرح بهذا الشأن هو : لماذا تصر الادارة الاميركية على اخضاع الشعوب العربية للتفوق العسكري الاسرائيلي؟ وما هو موقف القيادات العربية التي تشتري المزيد من الاسلحة الاميركية التي لم توجه يوماً في سياق الصراع العربي الاسرائيلي وهي تعلم جيداً ان التفوق العسكري لإسرائيل تلتزم به واشنطن منذ عقود؟

كانت القضية الفلسطينية على مدى عقود قضية العرب الاولى، واليوم تؤكد الادارة الاميركية للأمتين العربية والاسلامية انحيازها المطلق لإسرائيل بل مشاركتها في دعم هيمنتها على المنطقة بأسرها وذلك في ظل حكومة اسرائيلية لا تتنكر فقط للحقوق الفلسطينية المشروعة، بل انها تمعن في التنكيل بالشعب الفلسطيني وتسعى جاهدة لتصفية القضية الفلسطينية وابتلاع اكبر قدر من الاراضي المحتلة وتهويد القدس وإبقاء الفلسطينيين في معازل متفرقة تتحكم في كل مجالات حياتها، فهل هذا هو السلام والاستقرار الذي تتطلع اليه المنطقة؟ وهل غاب كل هذا عن أعين بعض الدول العربية التي هرولت أو تهرول نحو التطبيع مع دولة الاحتلال الاسرائيلي؟.

أمس الأول أعلن السفير الاميركي لدى اسرائيل، ديفيد فريدمان، ان مخطط الضم لم يلغ وانه لن يُقتلع أي مستوطن من الاراضي المحتلة وسيبقى الاستيطان الى الابد، فهل هذا هو السلام والاستقرار الذي تعدنا به إدارة ترامب وحكومة نتنياهو والمطبعون العرب؟!

ان ما يجب ان يقال هنا ان الاعلان الاميركي الاسرائيلي بشأن ضمان التفوق العسكري الاسرائيلي لعقود قادمة وتصريحات فريدمان ومواقف ادارة ترامب من القضية الفلسطينية يشكل لطمة قوية لكل من اعتقد ان السلام والاستقرار والأمن يمكن ان يتحقق على هذا النحو من الذل والهوان للأمة العربية والاسلامية العريقة. كما تشكل لطمة قوية لكل القادة العرب الذين اعتقدوا ان الادارة الاميركية بقيادة ترامب يمكن ان تلعب دوراً نزيهاً في حل القضية الفلسطينية أو فيما يتعلق بباقي قضايا الامة العربية.

كما ان ما يجب ان يقال ان شعبنا الفلسطيني وعلى الرغم من اختلال الموازين وحجم المؤامرة على حقوقه المشروعة وقضيته العادلة ورغم معاناته من أبشع أنواع الاحتلالات في التاريخ لن يرفع الراية البيضاء وسيبقى مدافعاً عن وجوده وحقوقه الى ان ينتزع حريته واستقلاله وعودة لاجئيه، ولن يرعبه التفوق العسكري الاسرائيلي ولا هذا الدعم الاميركي المطلق للاحتلال ولن يهزه التطبيع، فنحن أصحاب حق وقضية عادلة تقف الى جانبها شعوب العالم أجمع وأنصار الحق والحرية في العالم.