حديث القدس
قال نير برايس الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية ردا على سؤال لمراسل «ے» وفي مؤتمر صحفي، ان ادارة الرئيس بايدن تقر بالاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية وتتمسك بحل الدولتين. وهذا كلام يبدو ايجابيا للغاية في ظاهره، ولكنه بالواقع لا يغير شيئا مما يجري في الضفة، وفي مدينة القدس بصورة خاصة.
ولم يدخل برايس بالتفاصيل وأكد ان الادارة الاميركية لن تغير من وضع السفارة بالقدس، ولا يجب مقارنتها بالادارة السابقة، وهي تعمل على اقامة دولة يهودية ديمقراطية ودولة فلسطينية تحقق تطلعات الفلسطينيين بالكرامة وتقرير المصير. وأشار الى ان اسرائيل احتلت الضفة والقدس وغزة في عام 1967، وهذا اعتراف ولو غير مباشر وغير صريح بما فيه الكفاية بأن القدس محتلة.
واذا كان هذا هو الموقف الاميركي، فلماذا تدعم الاستيطان ودولة الاحتلال والممارسات التي تقوم بها في الضفة والقدس؟ وكيف يمكن تفسير الدعوة الى اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة والاحتلال يدمر كل مكوناتها وأسس قيامها؟
ولقد صدق رئيس الوزراء د. محمد اشتية حين دعا الادارة الاميركية هذه الى ترجمة اقوالها الى أفعال والعمل الجدي على وقف الاستيطان وتوسعه، وبدون ذلك تظل هذه المواقف مجرد كلام في الهواء ولا قيمة حقيقية له.
ان حديث الادارة الاميركية «الايجابي» هذا عن ضرورة حل الدولتين بحاجة الى ترجمة فعلية ضد هذا الاستيطان الجنوني وضد السياسة الاسرائيلية المتغطرسة وقصيرة النظر والتي تقود المنطقة كلها الى بؤرة للتوتر واسالة الدماء وعدم الاستقرار.
لقد أعلن شعبنا وما يزال، دعوته للسلام والاستقرار وقدم التنازلات التاريخية في سبيل ذلك، وحتى اليوم، لم يجد ردود فعل اسرائيلية ايجابية على اختلاف الحكومات ومرور الأزمان وانما العكس تماما، لا نجد الا التوسع ومصادرة الارض ومساعي التهويد والتنكر لكل حقوقنا ومستقبلنا.
نضيف صوتنا الى صوت د. اشتية، ونطالب الادارة الاميركية بترجمة اقوالها الى أفعال، وهي قادرة على ذلك وقادرة على تحقيق السلام والاستقرار بالمنطقة وتجنيبها ويلات الحروب والتوتر، ولم يعد الكلام يجدي نفعا ولم يعد احد يستمع اليه او يعيره اي اهتمام، إذا لم ترافقه الافعال اللازمة والسعي الحقيقي لتحقيق العدالة والسلام، فهل تستمع الادارة الاميركية الجديدة ام انها ستواصل الركض وراء الكلام والأوهام؟!