حديث القدس
نحن نعاني من ازمة مالية خانقة، والحكومة ستقترض من البنوك لدفع جزء من الرواتب، ولدينا مشكلة كبيرة في الشيكات الراجعة واقساط القروض لان اصحاب هذه القضايا لا يملكون المال الكافي للقيام بذلك، بتوفير الرصيد اللازم لهذه الشيكات ولا لتسديد القروض، ومستشفى المقاصد الخيرية الاسلامية في القدس يعاني من تراكم الديون التي وصلت الى ١٠٠ مليون شيكل كما يقول سليمان تركمان رئيس وحدة التمريض في المستشفى الذي يعتبر قلعة فلسطينية، في قلب القدس التي تخضع لمخططات التهويد الاحتلالية ، وفيه اكثر من الف موظف من مختلف انحاء الوطن.
وقد زاد وباء الكورونا من هذه الازمة بعد الاغلاقات وتوقف الحركة التجارية والصناعية، والكساد الاقتصادي الكبير الذي يعصف بنا.
نعرف جميعا ان اسرائيل ما تزال تحتجز اموال المقاصة الفلسطينية وهي مبالغ كبيرة وذلك في اطار الضغط على السلطة مما يزيد الطين بلة والامور تعقيدا.
وتقف السلطة ليست عاجزة فقط ولكنها حائرة، وتبحث عن سبل للخروج من هذا المأزق، وتبدو الابواب شبه مغلقة حتى لا نقول مغلقة تماما، إلا ان لنا وللجميع، ملاحظة هامة في هذا السياق، وهي تتعلق بمليارات الدولارات العربية التي نسمع عنها ولا نراها عندنا بينما نراها في جيوب الرئيس ترامب وفي الممتلكات والجزر الكثيرة التي يشتريها البعض، وفي النفقات الكبيرة على الامور التافهة والشخصية ان ١٠٠ مليون شيكل، العجز الذي يهدد المقاصد لا تعادل نفقات بعضهم في اجازة وحجز الفنادق الضخمة لقضاء عدة ايام، والقضية بالنسبة لنا ليست قضية مؤسسة او بناية، وانما هي قضية وجود ومصير ومستقبل ، وهي للعرب والمسلمين قضية فلسطين بلد المسجد الاقصى اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وبلد الاسراء والمعراج.
يا اصحاب المليارات من العرب والمسلمين ان التاريخ لا يرحم وهذه دعوة لكم لكي تصحو من هذا السبات العميق الذي يعصف بكم.
نحن لا نحمي الاثار … وهم يسرقونها!!
قامت قوات الاحتلال بسرقة حجر اثري عمره يمتد مئات السنين، وقد تم اكتشافه في محيط بلدة تقوع الى الشرق من بيت لحم، وكما يقول تيسير ابو مفرح مدير البلدية ان الحجر يزن بين ٧-٨ اطنان وقد تم نقله قبل فترة الى حديقة منزله تمهيدا لتحويله الى احد المتاحف، وتم الحديث مع وزارة السياحة والاثار للعمل على نقله وحمايته، الا ان كل هذه المطالبات، كما يقول ابو مفرح، لم تلق التجاوب المطلوب الى ان جاءت قوات الاحتلال وسرقته.
نحن نقول في امثالنا العامية، ان المال السايب يعلم الناس على الحرام، وهكذا فإن الاستهتار بالاثار وعدم الاهتمام بحمايتها يشجع الاحتلال على سرقتها ونحن نرى ان هذه القضية يجب ان لا تمر مرور الكرام ومجرد الاستنكار والادانة او المطالبة باعادة هذا الحجز الاثري، وانما لا بد من محاسبة كل من تهاون في الحفاظ عليه وعدم توفير كل سبل الحماية له.