حديث القدس
تبرز في هذه الايام قضية الانتخابات الفلسطينية في مدينة القدس، وفي حين أبلغت خارجية الاحتلال دولاً أوروبية عدة بعدم تدخلها في هذه القضية تؤكد مصادر فلسطينية رسمية ان الموقف الاسرائيلي سلبي، أي ان الاحتلال يرفض تنفيذ عملية الانتخاب والترشح من داخل المدينة المقدسة، وأكد وزير اسرائيلي ان اسرائيل لن تسمح للسلطة بإقامة أية نشاطات فيها.
واذا كان موضوع الانتخابات بالقدس ما يزال قضية هامة لنا، وسيتم بحثها في اجتماع رسمي موسع اليوم الخميس برئاسة الرئيس ابو مازن، فإن الرد الحقيقي على ممارسات الاحتلال لا يكون بالنقد والادانة أو بتأجيل الانتخابات كلها، وانما بالعمل القوي والحقيقي على استعادة الوحدة الوطنية.
ان ممارسات الاحتلال بالاستيطان والتهويد ومساعي التهجير لا تتوقف ابداً، وهي تتواصل على كل المستويات وقد احرق مستوطنون سيارات وقرر الاحتلال طرد عائلات من مساكنها في الاغوار ويهدد بهدم منشآت في العيسوية بالقدس.
لقد كان شعبنا يأمل ان تكون الانتخابات بداية الطريق نحو استعادة الوحدة الوطنية ولكن هذه الانتخابات لا تسير كما يبدو، على الطريق السليم، بسبب ممارسات الاحتلال، وفي هذه الحالة كيف يجب ان يكون ردنا على موقف كهذا؟ والجواب واضح وهو ان على القيادة من فتح وحماس وكل القوى والمنظمات الاخرى ان تبادر الى عقد اجتماع موسع ويكون موضوع البحث نقطة واحدة فقط لا غير، وهي استعادة الوحدة، والقفز فوق كل العقبات والعراقيل الاسرائيلية أو الفئوية والوصول الى موقف واحد موحد، وبذلك يكون الرد قوياً على هذه الممارسات الاسرائيلية، ولا يوجد امامنا طريق آخر، وأي توان أو تقاعس أو تغليب للفئوية على الوطنية، ستكون نتائجه مدمرة ولن يخدم الا اهداف الاحتلال الذي يمارس كل الضغوط والاجراءات الخاصة لتحقيق مصالحه.
ايتها القيادات في كل أنحاء الوطن ومن غزة الى الضفة، ان القدس تناديكم … وشعبكم يدعوكم الى العمل على مستوى المسؤولية الوطنية المطلوبة لهذه المرحلة الحرجة التي يمر بها شعبنا … فهل تسمعون … ؟!!