قمة أردنية مصرية إماراتية في القاهرة

25 أبريل 2022آخر تحديث :
 قمة أردنية مصرية إماراتية في القاهرة

عقد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، وولي عهد الإمارات، محمد بن زايد، محادثات ثلاثية في العاصمة المصرية، القاهرة، اليوم الأحد، في قمة لم يتم الإعلان عنها مسبقا.

وبحسب الديوان الملكي الأردني، فإن اللقاء الثلاثي الأردني المصري الإماراتي “تناول العلاقات الأخوية المتميزة التي تجمع البلدان الثلاثة، وآخر المستجدات العالمية والإقليمية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية”.

وفي بيان، ذكر الديوان الملكي الأردني أن “القادة اعتبروا أن التحديات والأزمات الحالية، بطبيعتها المعقدة وتداعياتها العابرة للحدود، تتطلب تنسيق الجهود وتعزيز العمل العربي المشترك، وتفعيل التعاون الإقليمي خصوصًا في أزمات الأمن الغذائي والطاقة.

وتابع البيان، أن العاهل الأردني والسيسي وبن زايد “أكدوا أهمية مواصلة التنسيق والتشاور إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، وبما يحقق مصالح البلدان الثلاثة ويخدم القضايا العربية”.

القضية الفلسطينية… في مركز المباحثات

وأضاف “تناول اللقاء آخر المستجدات العالمية والإقليمية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، إذ شدد القادة على أن بلدانهم لن تدخر جهدًا في العمل من أجل استعادة التهدئة في القدس، ووقف التصعيد بأشكاله كافة من أجل تمكين المصلين من أداء شعائرهم الدينية بدون معيقات أو مضايقات”.

وقال إن القادة الثلاثة أكدوا “أهمية احترام دور الوصاية الهاشمية التاريخية في حماية الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، وأهمية دعم صمود الأشقاء الفلسطينيين وتمكين السلطة الوطنية الفلسطينية من القيام بدورها لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني وتخفيف معاناته”.

ووفقا للديوان الملكي الأردني “أكد القادة ضرورة وقف إسرائيل كل الإجراءات التي تقوض فرص تحقيق السلام، وأهمية إيجاد أفق سياسي للعودة إلى مفاوضات جادة وفاعلة لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين ووفق القانون الدولي”.

وشدد البيان على أن ملك الأردن “دان الانتهاكات الإسرائيلية بما فيها اقتحامات المتطرفين للمسجد الأقصى المبارك والاعتداءات على المصلين، وتقييد وصول المسيحيين إلى كنيسة القيامة في القدس وتقليص أعداد المحتفلين في سبت النور”.

وأكد، بحسب البيان، “ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في الحرم القدسي الشريف”، معبرًا عن “رفضه لأي محاولات للتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك”، وأوضح “أهمية استمرار الجهد الدبلوماسي لمعالجة جذور التوتر والصراع الذي سيبقى يهدد المنطقة، ما لم يتم استئناف عملية السلام والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.

وبيّن الملك عبد الله أن “الأزمات العالمية على خطورتها، ينبغي ألا تصرف الاهتمام عن القضية الفلسطينية”، مؤكدًا “الحاجة إلى تحرك المجتمع الدولي لوقف الإجراءات الإسرائيلية غير القانونية وضمان عدم تكرارها، حماية للقانون الدولي ولمنع تفاقم موجة العنف أو تجددها مستقبلاً”.

وعقب اللقاء الثلاثي، أفاد البيان أن الملك عبد الله أجرى “لقاءين منفصلين مع الرئيس المصري وولي عهد أبو ظبي، تناولا العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها”.

الإعلان عن القمة في اللحظة الأخيرة

وفي وقت سابق، أعلن الديوان الملكي الأردني، اليوم، أن ملك الأردن، عبد الله الثاني، توجه إلى القاهرة لعقد لقاء ثلاثي أردني – مصري – إماراتي، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل في هذا الشأن.

وقالت وكالة الأنباء الإماراتية (وام) إن بن زايد وصل إلى القاهرة “في زيارة أخوية” وأشارت إلى أن السيسي كان “في مقدمة مستقبليه إلى جانب عدد من الوزراء وكبار المسؤولين المصريين”.

وقال الديوان الملكي الأردني، في تغريدة على “تويتر”، إن الملك عبد الله الثاني، غادر البلاد برفقة ولي عهده، الأمير الحسين بن عبد الله، متوجها إلى القاهرة، لـ”عقد لقاء ثلاثي أردني مصري إماراتي”.

كما جاء في وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) أن العاهل الأردني يعقد خلال الزيارة، لقاء مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وولي عهد أبو ظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الإمارات، محمد بن زايد.

ولم تورد الوكالة أي تفاصيل حول المواضيع التي سيتباحث بها القادة الثلاثة، في حين أشارت تقارير صحافية إلى أن الاجتماع الثلاثي يتعلق بالتطورات الأخيرة في القدس، حيث تسود التوترات منذ أيام، من جراء اقتحامات إسرائيلية متواصلة لباحات الأقصى.

في المقابل، أشارت الرئاسة المصرية إلى أن السيسي استقبل بمطار القاهرة “كلاً من الملك عبد الله الثاني بن الحسين، ومحمد بن زايد آل نهيان”، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل في هذا الشأن.

وفي نهاية آذار/ مارس الماضي، شهدت مدينة العقبة اجتماعًا رباعيًا بين ملك الأردن وولي عهد أبو ظبي والسيسي، ورئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي، لبحث “سبل تعزيز علاقات التعاون المشترك بين الدول الأربع، إلى جانب تبادل وجهات النظر والرؤى حول مجمل الأوضاع السياسية والاقتصادية على المستوى الإقليمي والدولي، لا سيما ما يتعلق بمواجهة تداعيات وآثار الظروف العالمية الحالية على قطاعات الأمن الغذائي والطاقة والتجارة”.

كما التقى في الشهر نفسه السيسي وبن زايد ورئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، في مدينة شرم الشيخ المصرية، بدعوى التباحث حول أزمات الطاقة، واستقرار الأسواق، والأمن الغذائي، وتبادل الرؤى المشتركة حول العلاقات بين الدول الثلاث، وسبل تقويتها على جميع المستويات.

وكانت صحيفة “العربي الجديد” قد نقلت عن مصدر مصري، في وقت سابق، أن مخرجات اللقاء الذي جمع السيسي وبينيت وبن زايد تلخصت في التوصل إلى تفاهمات أمنية وأخرى اقتصادية بشأن شبه جزيرة سيناء، والتي تمثل المشروعات فيها “جزءًا من تصور لتهدئة طويلة المدى مع الفلسطينيين في قطاع غزة، عبر ربط أي اتفاق بينهم وبين الإسرائيليين بمكاسب اقتصادية، من شأنها ضمان استمرارية الاتفاق، وعدم انهياره في أي وقت”.

وأضاف المصدر أن “آلية التحكم في هذه المشروعات ستكون عبر مصر وإسرائيل، وبطبيعة الحال الممول الخليجي المتمثل في الإمارات، وليست في يد الفلسطينيين أنفسهم”، وأشار إلى “تفاهمات مبدئية بشأن خطة مشروعات اقتصادية في محافظة شمال سيناء، بالقرب من الحدود مع قطاع غزة، تشمل إقامة مدينة صناعية، تتولى أبو ظبي الجانب الأكبر من تمويل مشاريعها”.