ارتفعت حصيلة ضربة روسية على مبنى سكني في دنيبرو في شرق أوكرانيا في نهاية الاسبوع إلى 40 قتيلا الاثنين في حصيلة مرشحة للارتفاع وتعد من الأعلى منذ بدء الحرب.
ونفى الكرملين مسؤوليته عن ذلك، متهما الجانب الأوكراني. وتحدث الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف عن “مأساة” قد تكون نجمت عن نيران المضادات الجوية الأوكرانية.
وندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على لسان ناطقة باسمه، بالضربة الصاروخية الروسية القاتلة واصفا إياها بأنها “جريمة حرب”، وبأنها مثال جديد على “ما يشتبه أنه انتهاكات لقانون الحرب”.
من جهتها، قالت السويد التي تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي الاثنين، إن القصف الروسي الذي استهدف نهاية الأسبوع مبنى سكنيا في دنيبرو يشكل “جريمة حرب”.
بدورها، دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الاثنين إلى إنشاء محكمة خاصة لمحاكمة القادة الروس على خلفية غزو أوكرانيا.
وفي خطاب ألقته في لاهاي، دعت بيربوك إلى إنشاء “شكل جديد” من المحكمة من أجل “تقديم القادة الروس إلى العدالة” قد تكون مستندة إلى القانون الأوكراني لكن مقرّها في الخارج وتضم قضاة دوليين.
والاثنين، بعد 48 ساعة على الضربة، انتشلت 40 جثة، بحسب أجهزة الطوارئ فيما بلغ عدد الجرحى 75. لكن مصير 29 شخصا ما زال مجهولا مع استمرار عمليات الإنقاذ لمحاولة العثور على ناجين تحت الأنقاض.
وكانت رافعات تعمل الاثنين لتسهيل وصول عمال إنقاذ إلى الشقق المدمرة التي يتعذر الوصول إليها أو لرفع كتل من الإسمنت.
وفي مقابلة مع شبكة “سي إن إن”، أكدت السيدة الأوكرانية الأولى أولينا زيلينسكا أن الروس لم يتمكنوا من تحطيم روح المقاومة لدى الأوكرانيين. وقالت “لقد مرّ عام تقريبا ويمكننا الصمود لفترة أطول” مشيرة إلى أن “الأطفال في البلاد أصبح بإمكانهم الآن التمييز بين صوت صاروخ ومسيّرة ومنظومات الدفاع المضاد للطائرات”.
ووصلت نائبة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان الاثنين الى كييف للقاء الرئيس فولوديمير زيلينسكي وكبار المسؤولين.
وأعربت شيرمان عن التزام واشنطن الثابت بمساعدة أوكرانيا، حيث كتبت على تويتر إن “التعاون الوثيق سيعزز شراكتنا الاقتصادية الدائمة بينما تقوم أوكرانيا بإعادة البناء”.
وصدر أول رد فعل للكرملين بعد يومين، ونفى المتحدث باسمه أن تكون موسكو شنت الضربة.
وقال بيسكوف لصحافيين “القوات المسلحة الروسية لا تقصف أبنية سكنية ولا منشآت مدنية، تقصف أهدافا عسكرية” رغم عمليات القصف المتكررة التي طالت عدة أهداف غير عسكرية منذ بدء الغزو في 24 شباط/فبراير.
وأمام وابل الصواريخ والتهديد الروسي بشن هجوم جديد، كثف الغربيون مساعداتهم العسكرية لأوكرانيا.
ومن المقرر عقد اجتماع بشأن شحنات الأسلحة الغربية إلى كييف في 20 كانون الثاني/يناير في قاعدة رامشتاين الأميركية في ألمانيا.
وقال بيسكوف في مؤتمره اليومي مع الصحافة عبر الهاتف إن “العملية العسكرية الخاصة ستستمر. هذه الدبابات تحترق وستحترق” متهما الغرب مرة أخرى باستخدام أوكرانيا “لتحقيق أهداف معادية لروسيا”.
بفضل المساعدات العسكرية والمالية المتنامية، صدت القوات الأوكرانية الجيش الروسي والحقت به هزائم كبرى في الربيع والخريف.
اعلنت كييف إنها بحاجة إلى دبابات ثقيلة ومدرعات خفيفة وأنظمة صواريخ بعيدة المدى وأنظمة دفاع مضادة للطائرات لاستعادة جميع الأراضي التي تحتلها موسكو في شرق أوكرانيا وجنوبها.
وأعلنت بريطانيا السبت تسليم أوكرانيا 14 دبابة تشالنجر 2 “في الأسابيع المقبلة” لتكون أول بلد يسلم كييف دبابات ثقيلة غربية الصنع.
وكتب زيلينسكي في تغريدة الاثنين أن “دبابات ومدرّعات وسلاح المدفعية هي تحديدًا ما تحتاج إليه أوكرانيا لاستعادة وحدة أراضيها”.
والاثنين، قال رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي إنه ينتظر موافقة ألمانيا بسرعة لتزويد أوكرانيا دبّابات من نوع “ليوبارد”.
وندد الرئيس فلاديمير بوتين خلال مكالمة هاتفية مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان بشحنات الأسلحة الغربية المتزايدة لأوكرانيا.
وقال الكرملين عقب المكالمة الهاتفية بين الزعيمين الروسي والتركي “أشار فلاديمير بوتين إلى الخط المدمر الذي ينتهجه نظام كييف والذي يراهن على تكثيف الأعمال العدائية بدعم من رعاة غربيين يعززون إمدادات الأسلحة والمعدات العسكرية” لأوكرانيا.
بعد انتكاساتها الكثيرة في الخريف، تحاول روسيا استعادة زمام المبادرة بقصف منشآت الطاقة ومضاعفة جهودها في معركة الاستيلاء على مدينة باخموت في شرق البلاد، التي تشهد معارك دامية منذ الصيف.
ويتوجه وفد كبير من الأوكرانيين بقيادة أولينا زيلينسكا إلى دافوس (سويسرا) هذا الأسبوع لإقناع الغربيين المجتمعين في القمة الاقتصادية العالمية بتسليمهم المزيد من الأسلحة.
وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو الاثنين “لهذا السبب سأكون حاضرا” مشيرا إلى أنه “من الضروري إقامة علاقات شخصية” بغية تحقيق ذلك.
على الجانب الآخر من الأطلسي، وصل جنود أوكرانيون الأحد إلى قاعدة عسكرية في أوكلاهوما (جنوب وسط الولايات المتحدة) لتلقي التدريبات اللازمة على استخدام منظومة باتريوت للدفاع الجوي الذي ستسلّمه واشنطن لكييف.
وقال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي الذي بدأ زيارة الى أوكرانيا الاثنين، إن الوكالة تقوم باستحداث وجود دائم في خمسة مرافق نووية أوكرانية بينها تشيرنوبيل الذي جرى إغلاقه عام 1986 بعد الكارثة.
وأضاف غروسي “نترك الآن مجموعة من الخبراء الذين سيبقون هنا بشكل دائم”، مشيرا الى أن موظفي الوكالة “سيعملون جنبا إلى جنب مع مضيفينا الأوكرانيين، لتسهيل بعض الدعم الفني وتسليم المعدات، والتأكد من أن كل هذه المرافق (…) قادرة على الاستمرار في العمل بشكل طبيعي ودون أي مشاكل”.
ويمثل القرار توسعا كبيرا في أنشطة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أوكرانيا، اذ كان الوجود الدائم يقتصر على محطة زابوريجيا النووية الخاضعة للسيطرة الروسية بالقرب من خط المواجهة.
وكان غروسي قد شدد في تغريدة قبل مغادرته على أن الوكالة ستوسع وجودها في أوكرانيا “للمساعدة في منع وقوع حادث نووي خلال النزاع الدائر”.