اتّهمت موسكو كييف بشنّ “هجوم إرهابي” نفّذته مجموعة “نازيين جدد” و”مخرّبين” أوكرانيين تسلّلوا إلى منطقة بريانسك الحدودية مع أوكرانيا التي سارعت إلى نفي الرواية الروسية واصفة إياها بـ”الاستفزاز المتعمد”.
وأكدت السلطات الروسية مقتل مدني وإصابة طفل يبلغ 11 عاماً بجروح بعدما أطلق “مخربون” النار على سيارة في بلدة ليوبتشاني في منطقة بريانسك، الحدودية مع أوكرانيا.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن شهود ومسؤولين لم تكشف أسماءهم أن المهاجمين ربّما احتجزوا رهائن.
ولم تتمكن وكالة فرانس برس من التحقق من صحة هذه المزاعم على الفور.
من جهتها نفت الرئاسة الأوكرانية الاتهامات الروسية، متحدثة عن “استفزاز متعمد” يهدف إلى تبرير الهجوم العسكري الذي تشنّه موسكو على أوكرانيا منذ أكثر من عام.
وتعرّضت مناطق روسية عدة لقصف منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، لكن ليس مألوفا أن تتحدث السلطات الروسية عن “مخربين”.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمة متلفزة إن الجيش الروسي “يحمي روسيا وشعبنا من النازيين الجدد والإرهابيين… أولئك الذين نفذوا هجوما إرهابيا جديدا اليوم وتسللوا إلى أراضينا الحدودية وفتحوا النار على مدنيين”، مضيفاً “سنسحقهم”.
وأعلن الكرملين أن بوتين ألغى رحلة مقررة إلى القوقاز ويتلقى “بشكل متواصل تقارير” حول الوضع.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف “إننا نتحدث عن هجوم إرهابي، واتّخذت تدابير للقضاء على الإرهابيين”.
وأعلنت أجهزة الأمن الروسية مساء الخميس أن الوضع “تحت السيطرة”. وأكدت اكتشاف “عدد كبير من المتفجرات” مشيرة إلى أنه يجري نزعها.
من جهته، ذكر الحاكم المحلي ألكسندر بوغوماز على تلغرام أن “مجموعة استطلاع وتخريب (تسللت) إلى قرية ليوبتشاني” من أوكرانيا.
وقال “المخربين أطلقوا النار على سيارة أثناء سيرها”، ما أدّى إلى مقتل مواطن وإصابة طفل يبلغ 10 سنوات نقل إلى المستشفى.
من جهتها، ندّدت الرئاسة الأوكرانية الخميس بما وصفته بأنه “استفزاز متعمد” تمارسه موسكو. وقال ميخالو بودولياك مستشار الرئاسة على تويتر “القصة عن جماعة التخريب الأوكرانية في روسيا هي استفزاز كلاسيكي متعمد. روسيا تريد تخويف سكانها لتبرير” غزوها أوكرانيا.
وفي مقطعي فيديو انتشرا على وسائل التواصل الاجتماعي، قال أربعة رجال إنهم أعضاء مجموعة “متطوعين روس” في الجيش الأوكراني وإنهم تسللوا إلى منطقة بريانسك.
ونفى الرجال احتجاز رهائن أو قتل مدنيين. ولم تتمكن وكالة فرانس برس من التحقق من صحة مقطعي الفيديو بشكل مستقل.
من جهة ثانية، أبلغ بوغوماز عن هجوم بمسيّرة أوكرانية على قرية سوشاني في المنطقة نفسها، ما تسبب في احتراق منزل. كما أدى إطلاق قذائف هاون إلى تدمير منزلين في بلدة لوماكوفكا في منطقة بريانسك.
بدوره، أبلغ رومان ستاروفويت، حاكم منطقة كورسك الحدودية مع أوكرانيا، عن قصف أوكراني على بلدة تيتكينو أسفر عن مقتل شخص.
أشارت روسيا هذا الأسبوع إلى تصاعد خرق المسيرات الأوكرانية لأجوائها وأجواء شبه جزيرة القرم التي ضمتها، في حين تحطمت مسيرة للمرة الأولى في منطقة موسكو.
في زابوريجيا جنوبي أوكرانيا، قالت السلطات المحلية الخميس إن ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب ستة آخرون في قصف ليل الأربعاء الخميس على مبنى سكني.
وندّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالهجوم قائلا إنه من صنع “دولة إرهابية تريد جعل كل يوم من أيامنا يوم إرهاب”.
وأضاف على تلغرام “الشر لن يسود أرضنا. سنطرد جميع المحتلين وسيتحملون مسؤولية كل ما فعلوه”.
ولم تشهد الجهود الدبلوماسية أي تقدم. وسيطرت انقسامات عميقة الخميس على قمة وزراء خارجية دول مجموعة العشرين في نيو دلهي. ولم يتمكن المشاركون من التوصل إلى إعلان نهائي مشترك بعدما اعترضت موسكو وبكين على النصّ المقترح.
وفي حين جمع لقاء مقتضب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بنظيره الروسي سيرغي لافروف اعتبر الأخير أن “بعض الوفود الغربية حوّلت أجندة مجموعة العشرين إلى مهزلة”.
من جهته، قال المستشار الألماني أولاف شولتس في خطاب أمام البرلمان الخميس إن ألمانيا ودولا حليفة تجري محادثات مع كييف بشأن ضمانات أمنية مستقبلية.
وسط هذه التطورات أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض الخميس أن الولايات المتحدة ليست لديها “مؤشرات على أن (الصين) اتخذت قرار” توفير أسلحة لروسيا لكن هذا الاحتمال “يبقى مطروحا”.
وقال جون كيربي خلال مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض “نعتقد أن هذا القرار لن يكون في مصلحة الصين وسمعتها الدولية” مضيفا “عبرنا عن قلقنا للصينيين”.
وتعلن الولايات المتحدة الجمعة عن مساعدة جديدة لأوكرانيا تضم خصوصا ذخيرة، حسبما ذكر البيت الأبيض الخميس دون الخوض في مزيد من التفاصيل.
وصرح كيربي “غدا تعلن الولايات المتحدة أحاديا عن مساعدات جديدة لأوكرانيا تشمل بشكل أساسي ذخيرة لأنظمة يمتلكها الأوكرانيون”، متحدثا خصوصا عن أنظمة هيمارس الصاروخية.
ويتزامن هذا الإعلان مع زيارة للبيت الأبيض يجريها المستشار الألماني أولاف شولتس الجمعة.
وأعلن البيت الأبيض الخميس أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن سيستقبل في العاشر من آذار/مارس الجاري رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين للبحث في الدعم لأوكرانيا وأيضا مواضيع أخرى تتعلق بالمناخ والصين.