سنبقى على العهد

حديث القدس

برحيل د. صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، فقد شعبنا مناضلا صلبا وقائدا وطنيا أفنى حياته من أجل حرية شعبنا، ودحر الاحتلال، واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس على ترابنا الوطني.

وبرحيله، فقدت صحيفة «ے» أخا وصديقا وزميلا، عمل لسنوات طويلة في الصحيفة، في كتابة افتتاحياتها السياسية قبل انخراطه في المفاوضات السياسية والعمل الديبلوماسي أوائل التسعينيات.

عرفه الصديق والعدو، القريب والبعيد، كسياسي واقعي محنك، ناضل في مختلف الساحات والمحافل وفي كافة لقاءاته مع زعماء العالم ومسؤوليه، حاملا صوت فلسطين وحقوق شعبنا على كتفيه مسترشدا بالقانون الدولي واعلانات حقوق الانسان وقرارات الشرعية الدولية في الاصرار على ضرورة تلبية حقوق شعبنا المشروعة، وفي مقدمتها حق تقرير المصير، وزوال الاحتلال واقامة الدولة المستقلة، ومستندا الى مواقف الاجماع الوطني التي عبرت عنها قرارات المجلس الوطني الفلسطيني، والمجلس المركزي واللجنة التنفيذية، لم يتنازل يوما عن حق مشروع لشعبنا وكانت بوصلته ثوابتنا الوطنية.

ولم يكن غريبا، أزاء كل هذه القدرات والطاقات التي تمتع بها، وإزاء انتمائه الوطني وتمسكه بحقوق شعبنا وقدرته على ايصال الصوت الفلسطيني بحكمة الى كل من التقاهم من زعماء ومسؤولي العالم وعلى طاولة المفاوضات، لم يكن غريبا ان يشكل مصدر قلق وازعاج دائم للاحتلال وان يهاجمه قادة الاحتلال ومستوطنوه، ومبعوثو سيئ الذكر ترامب كالسفير الاميركي لدى اسرائيل دافيد فريدمان والمبعوث السابق جيسون غرينبلات الموالون للاحتلال والصهيونية، لا لشيء سوى أنه كان قادرا على تعرية الاحتلال ودحض ذرائعه ومبرراته ومقارعته بحكمة وبلغة يفهمها العالم أجمع.

وحتى عند رحيله، ها هي تتعالى أصوات اليمين المتطرف الاسرائيلي لتهاجم كل من قدم تعزية برحيله، وهو ما يثبت للقاصي والداني صواب نهجه ومدى انزعاج الاحتلال ومتطرفيه من مواقفه المبدئية التي اقتنع بها كل من عرف حقيقة الصراع في فلسطين.

وها هم قادة ومسؤولو العالم، يوجهون سيلا من التعازي للقيادة الفلسطينية ولشعبنا برحيل د. صائب عريقات الذي عرفوه كرجل سلام وحق وعدل، وليس كما يتشدق متطرفو الاحتلال الذين طالما حلموا برؤية الفلسطيني والعربي عموما إرهابيا أو انسانا عاجزا عن ايصال صوت الحق والعدل والحرية للعالم أجمع.

وها هو شعبنا بأسره في الوطن والشتات بكل قواه وفصائله يشعر بألم فقدان هذا المناضل الفذ، ابن فلسطين، الذي ناضل في مختلف المواقع تحت قيادة الرئيس الراحل ياسر عرفات، والرئيس الحالي محمود عباس، فكان مناضلا صلبا ومفاوضا صلبا ومدافعا بجدارة عن حقوق شعبنا.

اليوم ونحن نعيش حزن فقدان هذا القائد الذي ظل وفيا لفلسطين وشعبها، حتى الرمق الأخير، نؤكد ان شعبنا القابض على الجمر، والذي يعيش مرحلة حرجة في تاريخ القضية ويواجه التحدي بالصمود والصبر والتمسك بالثوابت، نؤكد أن هذا الشعب العظيم، المناضل المرابط، سيظل وفيا لنضالات أبنائه وشهدائه وجرحاه وأسراه، وسيظل وفيا للنهج الذي أرساه الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات، الذي يصادف اليوم ذكرى استشهاده، والرئيس الحالي محمود عباس، وهو نفس النهج الذي سار عليه د. صائب عريقات.

وأخيرا نقول وداعا للدكتور صائب عريقات، الأخ والصديق والمناضل، وستبقى ذكراك مواقفك المشرفة وتراثك وحكمتك خالدة في قلوبنا وضمائرنا وعقولنا.

ونقول في ذكرى استشهاد الرئيس الراحل ابو عمار ان شعبك العظيم يواصل المسيرة، وسيبقى وفيا لما غرسته في نفس كل فلسطيني من عزة وكرامة وإصرار على نيل الحقوق ومواصلة النضال حتى يبزغ فجر الحرية وينعم شعب فلسطين بالأمن والاستقرار والسلام.

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

العرب وإسرائيل وبناء السلام الإيجابي

بقلم:د. ناجي صادق شراب الفرضية الرئيسية التي يقوم عليها البناء الإيجابي للسلام، هي العمل على …