مصرع 20 شخصا في هجوم مسلح غربي السودان وتصاعد القتال في الخرطوم بعد انتهاء وقف إطلاق النار

5 يونيو 2023آخر تحديث :
مصرع 20 شخصا في هجوم مسلح غربي السودان وتصاعد القتال في الخرطوم بعد انتهاء وقف إطلاق النار

لقي 20 شخصا على الأقل مصرعهم، الأحد، في هجوم مسلح ببلدة “كتم” غربي مدينة الفاشر عاصمة إقليم شمال دارفور السوداني.
وقال والي شمال دارفور، الجنرال نمر محمد عبد الرحمن، في تصريح خاص للأناضول، إن “نحو 20 شخصا لقوا مصرعهم اليوم في بلدة كتم” غربي البلاد.
وأضاف أن “الهجوم شنه مسلحون على دراجات نارية وعربات دفع رباعي”، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وأوضح الوالي أن “البلدة شهدت عمليات نزوح وفرار لعشرات المواطنين”، مشيرا أن “المعلومات بشأن الحادثة ما زالت شحيحة بسبب انقطاع شبكة الاتصالات في المنطقة”.
ولم يستبعد الوالي أن تكون الحادثة “ضمن ما يجري في البلاد بين الجيش وقوات الدعم السريع”، حسب تعبيره.

من جهته،أعلن حاكم إقليم دارفور غربي السودان مني أركو مناوي، الأحد، الإقليم “منطقة منكوبة” جراء أعمال القتل والنهب المستمرة، داعيا إلى إرسال المساعدات الإنسانية لإنقاذ المواطنين.
وذكر مناوي عبر صفحته الرسمية بفيسبوك: “في الوقت الذي نسعى بكل إمكانيات الإقليم الشحيحة لحماية المدنيين ومحاربة الجريمة أبت الأيدي الآثمة (دون تسميتها) إلا أن تواصل في ارتكاب الجرائم ضد المواطن في الإقليم”.
وأوضح حاكم دارفور أن “الإنسان اليوم في مدينة كتم (بولاية شمال دارفور) يتعرض لانتهاكات فظيعة كما يحدث في الجنينة (مركز ولاية غرب دارفور)”.
وأضاف: “أنا أدين بأشد العبارات أعمال النهب والقتل التي طالت وما تزال تجري في المدينة المنكوبة كتم ومعسكر كساب (بولاية شمال دارفور) ومدينة نيالا (مركز ولاية جنوب دارفور) منذ الأمس حتى الآن”.
وتابع مناوي: “بهذا نعلن دارفور منطقة منكوبة ونطالب العالم إرسال مواد إنسانية عبر كل الحدود وبكل الوسائل المتاحة لإنقاذ الإنسان في الإقليم المنكوب”.

تصاعد القتال في الخرطوم بعد انتهاء وقف إطلاق النار

وفي الخرطوم، قال سكان بالعاصمة السودانية إن القتال اشتدت حدته في عدة مناطق بالخرطوم اليوم الأحد في اليوم التالي لانتهاء سريان وقف لإطلاق النار توسطت فيه السعودية والولايات المتحدة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وبدأ وقف إطلاق النار في 22 مايو أيار وانتهى أجله ليلة السبت. وأدى وقف إطلاق النار إلى هدوء حدة القتال قليلا والسماح بوصول محدود للمساعدات الإنسانية لكن شابته، شأنه شأن غيره من إعلانات وقف إطلاق النار السابقة، عدة انتهاكات. وانهارت يوم الجمعة محادثات كانت تهدف إلى تمديد وقف إطلاق النار.

واندلع الصراع الدامي على السلطة في السودان يوم 15 أبريل نيسان وتسبب في أزمة إنسانية كبيرة نزح خلالها أكثر من 1.2 مليون شخص داخل البلاد وفر 400 ألف إلى دول الجوار.

كما أنه يهدد بزعزعة استقرار المنطقة بأكملها.

وأظهرت لقطات حية اليوم الأحد تصاعد أعمدة من الدخان الأسود في سماء العاصمة. وقالت سارة حسن (34 عاما) عبر الهاتف “في جنوب الخرطوم نعيش في رعب من القصف العنيف وأصوات المدافع المضادة للطائرات وانقطاع التيار الكهربائي. نحن في جحيم حقيقي”.

ووردت أنباء عن اندلاع قتال في عدة مناطق أخرى منها وسط الخرطوم وجنوبها وبحري.

وقال شهود إن طائرة عسكرية تحطمت في أم درمان وهي واحدة من ثلاث مدن تشكل منطقة العاصمة الكبرى.

ولم يصدر تعليق حتى الآن من جانب الجيش الذي يستخدم طائرات حربية لاستهداف قوات الدعم السريع المنتشرة في أنحاء العاصمة.

بداية هطول الأمطار

قالت السلطات المعنية بالآثار في السودان إن مقاتلي قوات الدعم السريع انسحبوا من المتحف القومي في وسط الخرطوم. ونشرت القوات شبه العسكرية أمس السبت مقطعا مصورا من داخل المتحف الذي يضم مومياوات وقطعا أثرية ثمينة أخرى، نافية أن تكون قد ألحقت أي ضرر بالمقتنيات.

وأدت الأعمال القتالية إلى انتشار عمليات النهب والدمار في العاصمة وانهيار الخدمات الصحية وانقطاع الكهرباء والمياه وقلة المتاح من الإمدادات الغذائية.

وشهدت الأيام الماضية هطول الأمطار الأول لهذا العام مما يمثل بداية موسم سيستمر حتى أكتوبر تشرين الأول تقريبا ويؤدي إلى حدوث فيضانات وزيادة مخاطر الإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق المياه.

وقد يؤدي هطول الأمطار إلى تعقيد جهود الإغاثة التي تضررت بالفعل بسبب التأخيرات الناجمة عن الإجراءات البيروقراطية والتحديات اللوجيستية.

وتقول السعودية والولايات المتحدة إنهما تتواصلان يوميا مع وفدي الجيش وقوات الدعم السريع اللذين لا يزالان في جدة رغم تعليق محادثات تمديد وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي.

وقال البلدان في بيان إن المشاورات تتركز على سبل تسهيل المساعدات الإنسانية والتوصل إلى اتفاق بشأن الخطوات التي يتعين على الطرفين اتخاذها على المدى القريب قبل استئناف محادثات جدة.

وتشهد مدن بدارفور والعاصمة الخرطوم، منذ 15 أبريل/ نيسان الماضي، اشتباكات بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان و”الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، خلَفت مئات القتلى وآلاف الجرحى بين المدنيين، إضافة إلى موجة جديدة من النزوح واللجوء في أحد أفقر دول العالم.