محتجون في إسرائيل يتمسكون بخيار مواصلة التظاهر حتى رحيل نتنياهو

31 يوليو 2020آخر تحديث :
محتجون في إسرائيل يتمسكون بخيار مواصلة التظاهر حتى رحيل نتنياهو

يتعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لضغوط متزايدة بسبب تزايد الاحتجاجات المناهضة له وسط تداعيات أزمة كورونا ومحاكمته في اتهامات بالفساد.

ويقيم محتجون خياما على الرصيف عند مدخل مقر إقامته في شارع بلفور منذ 45 يوما. كما أقاموا ما يشبه البرجولات لتوفير الظل للمحتجين.

ويحدث بصورة متكررة أن يفتح شخص في سيارة مارة النافذة ويصرخ “بيبي وفقط!”، وهو اللقب الذي يُعرف به نتنياهو، بينما يضغط آخرون على أبواق سياراتهم تضامنا مع المحتجين.

وفي الأسابيع الماضية، ومع غروب شمس كل يوم سبت، كان مخيم شارع بلفور يحظى بتعزيزات من آلاف المتظاهرين، كما يشارك الآلاف في احتجاجات في أماكن أخرى في إسرائيل.

واجتذب أكبر احتجاج في القدس حتى الآن عشرة آلاف متظاهر السبت الماضي. وقد رخّصت الشرطة للتظاهرة، ولكن بحلول منتصف الليل، وبعد حوالي خمس ساعات من المظاهرات، دعت الشرطة المتظاهرين عبر مكبرات الصوت للمغادرة. ورفض العشرات طلب الشرطة وافترشوا الأرض رافضين المغادرة. واستخدمت الشرطة خراطيم المياه ضد بعضهم بينما حملت آخرين بعيدا.

ويبدو أن بعض المحتجين يتمسكون بخيار مواصلة التظاهر حتى رحيل نتنياهو، فبعد الانتهاء من الدراسة وأداء الخدمة العسكرية، لا يرى الكثير من الشباب المشاركين في الاحتجاجات أمامهم فرصة تذكر لإيجاد فرص عمل في ظل حالة الشلل التي يعانيها الاقتصاد بسبب القيود التي تفرضها الحكومة لمنع تفشي كورونا بصورة أكبر.

وتجاوزت البطالة عتبة الـ20%، ما شجع المتظاهرين المحتجين على الأوضاع الاقتصادية على الانضمام إلى المحتجين على الأوضاع السياسية، وبينما يحتج الفريق الأول على ما يسمونه “سوء إدارة” الموجة الثانية من جائحة كورونا، فإن الفريق الآخر غاضب من استمرار نتنياهو لفترة رابعة على التوالي في المنصب رغم اتهامات الرشوة والاحتيال وخيانة الثقة التي يواجهها.

وينفي نتنياهو، البالغ من العمر 70 عاما، تقديم خدمات لأباطرة الإعلام مقابل تغطيات إعلامية داعمة له، كما ينفي قبوله لهدايا باهظة الثمن مقابل تقديم خدمات لرجال أعمال أثرياء.

وأثار تسجيل لوزير الأمن الداخلي أمير أوحانا، وهو يتحدث إلى قائد شرطة القدس، وتم تسريبه إلى القناة 11 الإسرائيلية وبُث في وقت متأخر من يوم الأحد الماضي، غضب متظاهري بلفور.

وقال أوحانا في التسجيل :”أود الطعن على قرار المحكمة العليا”، في إشارة إلى حكم أيد الحق الديمقرطي للمتظاهرين في إقامة مخيم أمام مقر إقامة نتنياهو طالما أنهم يلتزمون بقيود وزارة الصحة بشأن مكافحة كورونا.

وأضاف أوحانا، وهو من الموالين بشدة لنتنياهو، في التسجيل :”لا يمكننا الاستمرار في هذه الفوضى”.

ويعلق جيل باردا 35/ سنة/، من مخيم آخر أقامه محتجون آخرون في حديقة قريبة، على حديث الوزير بالقول إن “الفوضوي رقم واحد هو بيبي نتنياهو”.

على الجانب الآخر، يقول ناداف طيبي 36/ سنة/ من مخيم جديد تم نصبه لداعمي نتنياهو بجوار المخيم الاحتجاجي في بلفور :”التظاهر مسموح به، ولكن ليس مسموحا بالتحريض ضد رئيس الوزراء”. ويتواجد في المخيم طيبي وشخص واحد آخر فقط.

وقال :”نحن هنا لدعم رئيس الوزراء في وجه كل الاضطهاد والتحريض الذي يتعرض له”.

وفي إشارة إلى الاحتجاجات، يقول ناداف: “الفرق بيننا: أنهم آلاف في الشوارع. ونحن كنا آلافا في مراكز الاقتراع”، في إشارة إلى الانتخابات التي جرت في آذار/مارس وفاز فيها حزب “ليكود” بزعامة نتنياهو بنحو 30% من الأصوات.

لكن الكثير تغير منذ ذلك الحين، بما في ذلك انطلاق محاكمة نتنياهو. كما فشل رئيس الوزراء حتى الآن في تنفيذ تعهده الانتخابي بفرض السيادة الإسرائيلية على مستوطنات الضفة الغربية، إلى جانب أزمة فيروس كورونا. وقد تسببت عمليات الإغلاق والقيود المفروضة على الأعمال في أضرار اقتصادية هائلة، وتصف أعداد متزايدة من الإسرائيليين الغاضبين الإجراءات بأنها “متناقضة” و “تعسفية” و “غير مبررة”.