منظمة الصحة العالمية: طفل يقتل كل 10 دقائق في غزة

11 نوفمبر 2023آخر تحديث :
منظمة الصحة العالمية: طفل يقتل كل 10 دقائق في غزة

قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن طفلاً يقتل كل عشر دقائق في غزة، وتحدث عن صعوبة وصف الوضع على الأرض، داعياً إلى وقف لإطلاق النار. وعبّر عن تفهمه لمشاعر الغضب والحزن والخوف لدى أهل غزة الذين عانوا من 16 عاماً من الحصار ويواجهون دماراً يلحق بعائلاتهم، وتجمعاتهم وبيوتهم وحياتهم.

وجاءت تصريحات المسؤول الأممي أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك الذي عقد اجتماعاً لنقاش وضع المستشفيات والمنشآت الصحية والوضع الإنساني في غزة.

وتحدث غيبريسوس عن ممرات مكتظة بالجرحى والمرضى والمحتضرين في المستشفيات، فضلاً عن اضطرار الأطباء إلى إجراء عمليات جراحية دون تخدير، ونزوح جديد لعشرات الآلاف من النازحين ولجوئهم إلى المستشفيات.

وأشار أيضاً إلى الحاجة الماسّة للغذاء والماء. وأكد مقتل أكثر من 10 آلاف وثمانمائة فلسطيني، أغلبهم من المدنيين و70% منهم من النساء والأطفال. وتحدث عن نزوح 1.5 مليون فلسطيني داخل القطاع، مشدداً على أنه لا يوجد أي مكان آمن في غزة، محذراً في الوقت نفسه من أخطار تفشي الأمراض، بما فيها الإسهال وأمراض الجهاز التنفسي والالتهابات الجلدية.

ونبه إلى أنّ “نصف مستشفيات قطاع غزة، البالغ عددها 36 مستشفى، وثلثا مراكز الرعاية الصحية الأولية لا تعمل على الإطلاق”. ووصف القطاع الصحي في غزة بـ”المنهار”، مؤكداً أنه على الرغم من ذلك، فإنّ العاملين فيه يحاولون تقديم الرعاية المنقذة للحياة. وشدد على ضرورة دعمهم وتقديم المساعدات اللازمة من الأدوات الصحية والأدوية والوقود للمستشفيات.

وأكد أنه “يمكن للمستشفيات الميدانية وفرق الطوارئ الطبية أن تدعم المستشفيات والعاملين الصحيين الموجودين في غزة، لكنها لا تستطيع أن تحل محلهم”.

وناشد المسؤول الأممي وصول المساعدات الإنسانية دون عائق إلى المدنيين. ودعا “حماس” إلى إطلاق سراح الأسرى المحتجزين، في الوقت الذي دعا فيه إسرائيل لإعادة إمداد القطاع بالكهرباء والماء والوقود.

وناشد جميع الأطراف الامتثال لالتزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي، ووقف إطلاق النار، للحيلولة دون وقوع المزيد من الضحايا والدمار للمستشفيات والمنشآت الطبية.

وشدد على ضرورة أن يأخذ مجلس الأمن، وبخاصة الدول دائمة العضوية، على عاتقها الحاجة لإصلاح مجلس الأمن. وختم بالمطالبة بوقف إطلاق النار والعمل من أجل السلام.

من جهته، قدم المدير العام لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، مروان جيلاني، إحاطته أمام المجلس عن طريق تقنية الفيديو. وطالب جيلاني المجلس والمجتمع الدولي بتطبيق وقف فعال وفوري لإطلاق النار وإدخال الوقود إلى غزة وعلى الفور بغية منع المزيد من الوفيات والمعاناة. وتحدث عن استهداف المستشفيات، بما فيها أربعة مستشفيات، خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة.

وشدد على ضرورة زيادة المساعدات الإنسانية. ولفت الانتباه إلى وجود مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين لا يزالون في شمال غزة ولا يوجد لديهم أماكن آمنة للتوجه إليها. وتحدث عن وجود عشرات الآلاف من النازحين الذين لجأوا إلى المستشفيات، فضلاً عن الفرق الإدارية والطبية والمرضى أنفسهم. وتحدث عن تهديد مباشر لحياة كل الجرحى والمرضى وعشرات الآلاف من المدنيين.

وأضاف: “يتطلعون إليكم ويرجونكم للعمل ووقف أي مجزرة أخرى. ويتعرض النازحون كذلك، بالإضافة إلى التهديد المباشر للقصف وإطلاق النار، للأمراض بسبب غياب المياه والغذاء كذلك. كذلك نشهد انتشار الأمراض وارتفاع مستوى إصابة الجروح بالديدان، وخصوصاً بين الأطفال”.

وتحدث عن مقتل وخسارة الكثير من الكوادر الطبية لأسرهم وعملهم تحت الصدمة ودوي القصف، بينما لا يعرفون إذا ما كانوا سيستيقظون في الصباح أحياءً. وقال إن “مجمل الإمدادات الطبية التي وصلت هي أقل مما كان يصل إلى غزة في غضون يومين، في الوقت الذي لم تصل فيه نقطة واحدة من الوقود”.

وحول أهمية الوقود، قال إنه ضروري “لعمل المستشفيات والحصول على المياه وضخها والمخابز وسيارات الإسعاف والشاحنات التي تنقل المساعدات الإنسانية. إذا تواصل هذا الحظر على الوقود، فلن نتمكن من مواصلة الحصول على المساعدة وتوزيعها”.

وحذر من عدم وصول المساعدات إلى شمال غزة، حيث ما زال هناك عشرات الآلاف. وشدد على ضرورة ضمان عمل المستشفيات والسماح بدخول فرق طبية لتخفيف العبء على الطواقم الموجودة التي لم تتوقف عن العمل.