اتفقت الجزائر وتركيا (الثلاثاء) على تعزيز التعاون المشترك في شتى المجالات بالتوقيع على 12 اتفاقية تعاون، في الوقت الذي أكد فيه البلدان على ضرورة قيام الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 لإنهاء الصراع الدائر في الشرق الأوسط.
وجرى التوقيع على الاتفاقيات خلال انعقاد أعمال الدورة الثانية لمجلس التعاون رفيع المستوى الجزائري التركي بالعاصمة الجزائر برئاسة الرئيس عبد المجيد تبون ونظيره التركي رجب طيب أردوغان الذي قام بزيارة رسمية إلى الجزائر استمرت يوما واحدا.
ويتعلق الأمر بمذكرة تفاهم بين وكالة الفضاء الجزائرية ووكالة الفضاء التركية للتعاون في مجال استخدام علوم وتكنولوجيات وتطبيقات الفضاء للأغراض السلمية، واتفاقية تعاون بين وكالة الأنباء الجزائرية ووكالة الأناضول التركية، واتفاقية تجارية بين شركة النفط الوطنية (سوناطراك) ومؤسسة ((بوتاش)) التركية تخص شراء وبيع الغاز الطبيعي السائل، واتفاقية توأمة بين مستشفى الحروق الكبرى بمدينة زرالدة الجزائرية ومستشفى مدينة باتشاك شاهير باسطنبول.
واتفاقية تعاون في مجال حماية المستهلك وملاحظة وتفتيش السوق ومراقبة نوعية المنتجات والخدمات، وبروتوكول تعاون في مجال الأرشيف، وإعلان وزاري مشترك حول نية التوقيع على اتفاق تفاضلي للتجارة بين البلدين، ومذكرة تفاهم في مجال البيئة، واتفاق حول الإنتاج السينمائي المشترك.
وجرى التوقيع أيضا على مذكرة تفاهم بين المكتبة الوطنية الجزائرية والمكتبة الوطنية التركية، وبروتوكول تعاون في مجال المنح الدراسية للتعليم العالي، ومذكرة تفاهم في مجال التشريفات.
كما وقع البلدان على الإعلان المشترك للإجتماع الثاني رفيع المستوى الاستيراتيجي الجزائري التركي.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي وصف الرئيس الجزائري العلاقات مع تركيا بأنها قوية.
وقال إن زيارة الرئيس التركي إلى الجزائر تأتي بالرغم من الظروف الخاصة والإستثنائية التي تطبع الأوضاع الحالية على المستوى الإقليمي والدولي.
وأضاف “إننا نقول بكل ثقة وصدق بأن علاقاتنا قوية وذات آفاق مفتوحة على المزيد من التعاون نظرا للإرادة السياسية الصادقة في الجزائر وفي تركيا”.
وأشار الرئيس تبون إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ في العام 2022 أكثر من 5 مليارات دولار، متوقعا أن يتجاوز 6 مليارات دولار في 2023.
ونوه بأن الجزائر أصبحت ثاني شريك تجاري لتركيا في افريقيا والوجهة الأولى للاستثمار التركي في إفريقيا.
من جهة أخرى، أشار الرئيس تبون إلى المباحثات التي أجراها مع الرئيس التركي بشأن تطورات الأوضاع في قطاع غزة.
وقال إن حديثا طويلا أجراه مع أردوغان بشأن ما يحدث منذ أسابيع في قطاع غزة من مأساة إنسانية جراء الجرائم البشعة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي وانعكاسات العدوان على الساحة الاقليمية والدولية.
وشدد تبون على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس في حدود يونيو 1967 كما جددنا التأكيد على ضرورة اقتران الإدانة والاستنكار لسياسة القمع الممنهجة وجرام الإبادة والتهجير القسري الذي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي، بتحرك عاجل مع بعض يوقف التوسع الإستيطاني ويردع إرهاب المستوطنين الممارس ضد الفلسطينيين في الضفة ويقود إلى محاسبة المسؤولين عن الجرائم في قطاع غزة أمام محكمة الجنايات الدولية.
وقال تبون إننا نحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه حاليا، من خلال وقف إطلاق النار والسماح للفلسطينيين باسترجاع الأنفاس.
وشدد على أنه أصبح من “الملح جدا” قيام الدولة الفلسطينية وهو “الحل الوحيد الذي سيفصل نهائيا في هذه الصراعات الموجودة في الشرق الأوسط”.
وأضاف أن الشرق الأوسط اليوم على فوهة بركان، إما أن نحل المشكل أو ستأخذ الأمور مجرى آخر.
كما شدد الرئيس الجزائري على أن حل الأزمة الفلسطينية ينطلق من وحدة فصائل المقاومة، والجزائر حاولت لم شمل الفصائل الفلسطينية، وللأسف الأمر توقف ولسنا السبب في ذلك.
من جانبه، قال الرئيس التركي إن إضافة عبارة “الاستراتيجي” إلى مجلس التعاون رفيع المستوى بين البلدين كمخرجات الدورة الحالية، تعكس الوضع الحالي للتعاون بين البلدين ومستوى العلاقات والرؤية الاستراتيجية لهما.
وأكد أردوغان على إرادة بلاده في مواصلة الجهود واتخاذ الخطوات اللازمة لتعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات.
وقال إن الفترة المقبلة ستشهد مواصلة الجهود لاتخاذ خطوات إضافية في جميع جوانب علاقاتنا من التجارة إلى الطاقة والبيئة والثقافة، لافتا إلى أنه تم تبادل الآراء بشأن التعاون في مجال الدفاع.
وبشأن الوضع في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة عامة، قال الرئيس التركي إنه لا يجب أن نقف مكتوفي الأيدي اتجاه “الإبادة الجماعية” التي تمارسها إسرائيل ضد سكان غزة.
وشدد على أنه لا يمكن إحلال السلام والاستقرار الدائمين في المنطقة دون التوصل إلى حل سياسي عادل للقضية الفلسطينية، مؤكدا أن إنشاء دولة فلسطينية ضمن حدود 1967 وعاصمتها القدس “أصبح الآن أمرا لا مفر منه”، مؤكدا على ضرورة التوصل إلى وقف إطلاق النار في “أقرب وقت ممكن” في قطاع غزة وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى المنطقة دون عوائق.