فتحت مراكز الاقتراع أبوابها -اليوم الجمعة- في إيران أمام المشاركين في انتخابات مجلس الشورى ومجلس خبراء القيادة المسؤول عن تعيين المرشد الأعلى، وهو أعلى سلطة في الجمهورية الإسلامية.
ودعي أكثر من 61 مليون إيراني للإدلاء بأصواتهم في نحو 60 ألف مركز اقتراع لاختيار أعضاء مجلس الشورى ومجلس خبراء القيادة، وأشار أحدث استطلاع للرأي نشره التلفزيون الحكومي إلى أن 41% ممن شملهم الاستطلاع سيشاركون في عملية التصويت “بلا شك”.
وشهدت الانتخابات التشريعية عام 2020 أدنى نسبة مشاركة منذ إعلان الجمهورية الإسلامية عام 1979، إذ لم يدل سوى 42.57% من الناخبين بأصواتهم خلال الاقتراع الذي جرى في بداية أزمة وباء كوفيد-19، بحسب أرقام رسمية.
ويشارك عدد قياسي من المرشحين يبلغ 15 ألفا و200 مرشح، فيما تشير بعض التوقعات إلى أن الانتخابات ستعزز قبضة المحافظين، لتستمر هيمنتهم الواسعة على المجلس الذي يشغلون فيه حاليا أكثر من 230 مقعدا من أصل 290.
ومن المتوقع أيضا أن تؤكد هذه الانتخابات تراجع المعسكر الإصلاحي والمعتدل منذ انتخابات 2020. ولا يأمل هذا المعسكر سوى حصد بعض المقاعد بعدما استبعد مجلس صيانة الدستور عددا كبيرا من مرشحيه.
خاتمي يتأسف
وقالت صحيفة “إيران” اليومية الموالية للحكومة إن هؤلاء الإصلاحيين “فضلوا التخلي عن التصويت من خلال تقديم الأعذار” حتى لا يتعرضوا لانتكاسة في صناديق الاقتراع.
وأبدى زعيم التيار الاصلاحي الرئيس السابق محمد خاتمي (1997-2005) أسفه لكون إيران “بعيدة جدا عن انتخابات حرة وتنافسية”.
كما يُتوقع أن يعزز المحافظون سيطرتهم على مجلس خبراء القيادة، وهي هيئة مؤلفة من 88 عضوا من رجال الدين يُنتخبون لمدة 8 سنوات بالاقتراع العام المباشر، تقوم باختيار المرشد الأعلى الجديد وتشرف على عمله وعلى إمكان إقالته.
ويتنافس في هذه الانتخابات 144 مرشحا جميعهم من الرجال، لكن تم استبعاد شخصيات بارزة منهم رُفضت ترشيحاتهم، وفي طليعتهم الرئيس السابق حسن روحاني (2013-2021) الذي أُبطل ترشيحه لمجلس الخبراء رغم أنه عضو فيه منذ 24 عاما.
وقال روحاني -الأربعاء- إن التصويت هو عمل يجب أن يقدم عليه “أولئك الذين يحتجون على الوضع الراهن” و”يريدون المزيد من الحرية”.
“ورقة اقتراع وصاروخ”
وكان المرشد الأعلى علي خامنئي قد حض الإيرانيين الأربعاء الماضي -اليوم الأخير من الحملة الانتخابية- على الاقتراع بكثافة.
وقال خامنئي خلال استقباله في طهران جمعا من الشبان الذين سيتاح لهم الاقتراع للمرة الأولى إن “أعداء إيران يترقبون من كثب حضور الشعب الإيراني… في الساحة الانتخابية”.
وأضاف “يجب النظر الى الانتخابات من منظور المصلحة الوطنية وليس من منظور فئوي وجماعي”، مؤكدا أن “من يحب إيران وشعبها وأمنها يجب أن يعلم أنه إذا كانت الانتخابات ضعيفة فلن يستفيد أحد وسيتضرر الجميع”.
واعتبر خامنئي أن المشاركة القوية في الانتخابات هي الضامن للأمن القومي، مشيرا إلى أنه “إذا رأى العدو ضعفا في الإيرانيين في مجال القوة الوطنية من نواحٍ مختلفة، فإنه سيهدد الأمن القومي”.
من جانبه، اعتبر الحرس الثوري أن “المشاركة القوية” من شأنها أن تمنع “التدخلات الأجنبية” المحتملة في سياق الحرب في غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية المدعومة من إيران.
وشبه قائد الحرس الثوري حسين سلامي “كل ورقة اقتراع” بـ”صاروخ يُطلق في قلب أعدائنا”، بحسب ما نقلت عنه وكالة “تسنيم” الإيرانية.
وانتقدت واشنطن أمس الخميس الانتخابات الإيرانية، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر “ليس لدي أي توقع بأن تكون الانتخابات الإيرانية حرة ونزيهة، وأظن أن عددا كبيرا من الإيرانيين لا يتوقعون أن تكون الانتخابات حرة ونزيهة”.