دافع الرئيس الأميركي جو بايدن, مساء أمس الخميس, عن الطريقة التي تعامل بها مع الحرب على غزة، وأشاد بالتقدم المحرز في اقتراح وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في مؤتمر صحفي يوم الخميس هيمنت عليه أسئلة حول عمره وملاءمته للمنصب.
وفي حديثه للصحفيين في ختام قمة الناتو التي استمرت ثلاثة أيام في واشنطن، أقر بايدن بأن إسرائيل كانت “أقل تعاونا” مع الولايات المتحدة بشأن وصول المساعدات إلى قطاع غزة.
وقال ردا على سؤال أحد الصحفيين حول ما إذا كان هناك أي شيء تمنى بايدن أن يفعله بشكل مختلف على مدار الحرب: “أنا أؤيد إسرائيل، لكن حكومة الحرب هذه هي واحدة من أكثر حكومات الحرب محافظة (يمينية) في تاريخ إسرائيل”.
وقالت إدارة بايدن مرارا وتكرارا إن على إسرائيل أن تفعل المزيد لتقليل الأضرار التي لحقت بالمدنيين وتوسيع وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني. لكن بايدن يواجه ضغوطا من بعض الديمقراطيين الذين يقولون إن على الولايات المتحدة الاستفادة بشكل أكبر من المساعدة العسكرية الإسرائيلية لوقف إراقة الدماء في غزة، حيث تقول وزارة الصحية في غزة إن أكثر من 38200 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، قتلوا في الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من تسعة أشهر على قطاع غزة المحاصر.
وأضاف بايدن: “هناك أشياء كثيرة في الماضي أتمنى لو كنت قادراً على إقناع الإسرائيليين بالقيام بها، ولكن خلاصة القول هي أن لدينا فرصة الآن”.
وقال للصحفيين إنه “لا تزال هناك فجوات يجب سدها” بشأن خطة وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن المكونة من ثلاث مراحل والتي كشف (الرئيس) النقاب عنها يوم 31 أيار الماضي، وتبناها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم 10 حزيران الماضي.
وقال بايدن : “نحن نحرز تقدما ونسير في اتجاه إيجابي”. وأضاف “الآن، أنا مصمم على إنجاز هذا الاتفاق ووضع حد لهذه الحرب، التي يجب أن تنتهي الآن”.
واكتسبت محادثات وقف إطلاق النار زخما الأسبوع الماضي عندما قدمت حماس ردها على الاتفاق المدعوم من الولايات المتحدة. ثم سافر المفاوضون الأميركيون الرئيسيون – مدير وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز وبريت ماكغورك، منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط – إلى المنطقة هذا الأسبوع لسد الفجوات المتبقية.
من جهته قال رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهةبعد لقائه مع ماكغورك في إسرائيل يوم الأربعاء، في بيان إنه ملتزم بالمفاوضات “طالما تم الحفاظ على خطوط إسرائيل الحمراء”. ويواجه نتنياهو ضغوطا من وزرائه اليمينيين لعدم قبول اتفاق هدنة يفشل في ضمان الهزيمة الكاملة لحركة حماس.
ومن المقرر أن يتوجه فريق مفاوض إسرائيلي مساء الخميس إلى القاهرة لمواصلة محادثات وقف إطلاق النار مع المسؤولين القطريين والمصريين والأميركيين.
وسيبدأ الاتفاق المدعوم من الولايات المتحدة بوقف القتال لمدة ستة أسابيع، يتم خلالها إطلاق سراح كبار السن والجرحى والرهائن مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين وزيادة المساعدات الإنسانية.
ويُنظر إلى المرحلتين الثانية والثالثة من الصفقة على أنهما الأصعب في التنفيذ، حيث أنهما تدعوان حماس إلى إطلاق سراح الرهائن المتبقين لديها، كما تدعو إسرائيل إلى سحب قواتها بالكامل قبل تحقيق أهدافها الحربية المتمثلة بهزيمة حركة حماس، وهو أمر يقر كل الخبراء أنه أمرا مستحيلا.
وتحدث بايدن يوم الخميس بينما توغل جيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينة غزة، وهي منطقة زعم (جيش الاحتلال) أنه طهرها من مقاتلي حركة حماس في وقت مبكر من الحرب. وحذرت الحركة من أن الغارات الإسرائيلية المتجددة وأوامر الإخلاء لعشرات ألآلاف من الفلسطينيين الذين يعيشون في أكبر مدينة في غزة يمكن أن تعيد المفاوضات “إلى المربع الأول”.
وشنت إسرائيل حربها المدمرة على قطاع غزة بعد هجوم مقاتلي حماس على منطقة غلاف غزة يوم 7 تشرين الأول 2023، والذي تقول إسرائيل أنه أودى بحياة حوالي 1200 شخص، منهم 311 جنديا، واحتجزوا 250 آخرين كرهائن. وقالت السلطات الإسرائيلية إن نحو 120 من المحتجزين ما زالوا في غزة، ويعتقد أن ثلثهم تقريبا مات.
وتلقى بايدن أسئلة من الصحفيين يوم الخميس بعد أسبوعين بالضبط من أدائه الكارثي في مناظرة مع الرئيس السابق دونالد ترامب، والتي فشل خلالها الرئيس البالغ من العمر 81 عامًا استكمال أفكاره.
خلال المناظرة، أشار ترامب إلى بايدن باعتباره “فلسطينيًا سيئًا” وادعى أن هجوم حماس في 7 تشرين الأول لم يكن ليحدث في عهده.
وقدم الرئيس بايدن في مؤتمره الذي نظمه للرد على تشكيك الديمقراطيين في قدرته على القيادة في السنوات الأربع المقبلة، بسلسلة من الإجابات المهتزة أحيانًا على أسئلة الصحفيين خلال مؤتمر صحفي استمر لمدة ساعة تقريبًا يوم الخميس، لكنه أظهر أيضًا سيطرته على قضايا السياسة الخارجية وتجنب تكرار أسوأ لحظات المناظرة الرئاسية قبل أسبوعين والتي أثارت اضطرابات داخل حزبه .