عشية اليوم الرابع والأخير لمؤتمر الحزب الديمقراطي في شيكاغو، ظهر الانقسام داخل الحزب الديمقراطي بشأن حرب الإبادة الهمجية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة المحاصر والمدمر، واضحا بالكامل في المؤتمر.
وتجمع المشرعون والمندوبون والناشطون المؤيدون لفلسطين في حديقة بالقرب من مركز يونايتد لشرح سبب إصرارهم على ضرورة أن تفرض إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن حظرًا فوريًا على توريد الأسلحة التي قتلت عشرات الآلاف من الفلسطينيين لإسرائيل، وهو المطلب الذي كان محوريًا لجهودهم في التعامل مع برنامج المؤتمر الذي تبنى الدعم الكامل لإسرائيل.
وفيما كان ينعقد التجمع الديمقراطي من أجل وقف إطلاق النار على غزة، تجمع العشرات من أعضاء الكونجرس الديمقراطيين حفل غداء نظمته “الأغلبية الديمقراطية من أجل إسرائيل”، أحد واجهات الدعم غير المحدود لإسرائيل، تأسس خصيصًا لمواجهة ارتفاع درجة الانتقاد لممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحاصرة ، وقطاع غزة المحاصر، حتى قبل شن إسرائيل لحربها على القطاع منذ أكثر من عشرة أشهر.
وتردد الأربعاء أن منظمي المؤتمر الوطني الديمقراطي يخططون لمنح جون وراشيل جولدبرج بولين، والدا أحد المحتجزين الإسرائيليين من حملة الجنسية الإسرائيلية ، وقتًا للتحدث من على المسرح الرئيسي للمؤتمر، بينما لا يزال الفلسطينيون الأميركيون ينتظرون ردًا بشأن ما إذا كان سيتم منح متحدث أميركي فلسطيني فرصة مماثلة.
وقال عباس علوية ، أحد مؤسسي حركة “غير ملتزمون” في تغريدات متتابعة على منصة إكس : “إن المندوبين غير الملتزمين يحثون الحزب الديمقراطي على رفض التسلسل الهرمي للقيمة الإنسانية من خلال ضمان سماع أصوات الفلسطينيين على المسرح الرئيسي. لقد علمنا أن عائلات الرهائن الإسرائيليين ستتحدث من على المسرح الرئيسي. نحن ندعم بقوة هذا القرار ونأمل أيضًا أن نسمع أيضًا من الفلسطينيين الذين تحملوا أكبر عدد من القتلى المدنيين منذ عام 1948” .
وقال علوية “إن استبعاد المتحدث الفلسطيني يخون التزام الحزب في برنامجنا بتقدير حياة الإسرائيليين والفلسطينيين على قدم المساواة. يجب على نائبة الرئيس كاملا هاريس توحيد هذا الحزب برؤية تناضل من أجل الجميع، بما في ذلك الفلسطينيين” مؤكدا “إن الصعوبة في الموافقة على متحدث أميركي فلسطيني واحد من بين العشرات من المتحدثين على منصة المؤتمر ترسل رسالة مقلقة إلى الناخبين المناهضين للحرب، مما يشير إلى أنهم ليسوا مشمولين حقًا في هذا الحزب”.
وقال “إن الألم وفقدان الإسرائيلي أو الفلسطيني ليسا مختلفين، ولكن هناك لسعة إضافية في مجتمعاتنا عندما نعرف أن أموال ضرائبنا تمول قتل أحبائنا” مشيرا إلى “إننا قدمنا للحزب الديمقراطي قائمة بالأسماء ونحن على استعداد لتقديم المزيد إذا لزم الأمر. لا يوجد سبب لعدم القيام بذلك”.
ومن بين المتحدثين في التجمع التقدمي الذي نظمته الحركة الوطنية غير الملتزمة النائبة إلهان عمر الصومالية الأصل ، والمحجبة الوحيدة في مجلس النواب الأميركي (من ولاية مينيسوتا) والنائبة كوري بوش (من ولاية مينيسوتا) التي هُزمت مؤخرًا في الانتخابات التمهيدية في ميسوري بعد إنفاق منظمة اللوبي الإسرائيلية إيباك أكثر من 15 مليون دولار لهزيمتها .
وقالت بوش: “لقد أنفقت جماعات الضغط المؤيدة للإبادة الجماعية الملايين لشراء مقعدي في محاولة لإسكات صوتي. لم تنجح هذه الجهود، لأنني لن أتوقف أبدًا عن التحدث عن الحق. لن أتوقف أبدًا عن الدفاع عن كرامة وسلامة جميع الناس”.
وقالت: “اسألوا أنفسكم: كيف يسافر وزير خارجيتنا 11 مرة متوسلاً لإنهاء وضع الإبادة التي نمكنها حقًا عبر توفير القنابل والأسلحة التي خلقت هذا الوضع؛ أين وطنيتنا؟ أين كرامتنا؟ كيف نسمح لوزير خارجيتنا بالذهاب إلى إسرائيل ليقول إننا نقترب من تأمين وقف إطلاق النار الآن للمرة الحادية عشرة، ثم يغادر إلى مصر، فقط ليعقد بيبي نتنياهو مؤتمرا صحفيا بعده مباشرة ويقول إننا لن نقبل بصفقة تنهي هذه الحرب”، تابعت. “كيف لا نخجل من أن هذا هو الإذلال الذي يواجهه ممثلو إدارتنا؟”
يشار إلى أن البيت الأبيض أصدر بيانا قال فيه أن الرئيس الأميركي جو بايدن، أكد في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأربعاء، على الحاجة الملحة لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة مقابل إطلاق الرهائن، مشيرا إلى أن المحادثات المقبلة في القاهرة ستكون حاسمة.
وقال البيان “لقد تحدث الرئيس بايدن اليوم مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو. وناقش الرئيس ورئيس الوزراء الجهود الأميركية النشطة والمستمرة لدعم دفاع إسرائيل ضد جميع التهديدات من إيران، بما في ذلك الجماعات الإرهابية التابعة لها حماس وحزب الله والحوثيين، بما في ذلك عمليات الانتشار العسكري الدفاعية الأميركية المستمرة”.
ويصف المسؤولون سلة من القضايا الدبلوماسية والعسكرية التي لا تزال دون حل – والتحديات التي يواجهها الرئيس جو بايدن وفريقه خلال الأسبوع المقبل.
من جهته، كتب معلق صحيفة واشنطن بوست ، ديفيد إغنيشوس، المقرب من الإدارة مقالا مساء الأربعاء ، ادعى فيه أن المشكلة الكبيرة الأولى هي أن حماس التزمت الصمت بشأن “اقتراح الجسر” الذي صاغه الوسطاء الأميركيون لحل الخلافات حول وقف إطلاق النار المقترح لمدة 45 يومًا وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، وقال المسؤولون الأميركيون يوم الأربعاء إنهم ينتظرون أربعة أيام حتى تجيب حماس على أسئلة أساسية، مثل أسماء الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم.
ويقول إغنيشوس في مقاله “يعتقد المسؤولون الأميركيون أن زعيم حماس يحيى السنوار، المحاصر تحت الأرض في غزة والذي تنفد منه الذخيرة والإمدادات، يفضل الصفقة، وبالإضافة إلى وقف هجوم إسرائيل، فإن هذا يعني إطلاق سراح مئات الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، وإجلاء مقاتلي حماس الجرحى والراحة المباركة للمدنيين الفلسطينيين بعد 10 أشهر من المعاناة الرهيبة”.