مقررة أممية: العار يلاحق الصحفيين الصامتين على قتل زملائهم في غزة

26 أغسطس 2025آخر تحديث :
مقررة أممية: العار يلاحق الصحفيين الصامتين على قتل زملائهم في غزة

وجهت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في فلسطين، فرانشيسكا ألبانيز، انتقادًا لاذعًا للصحفيين حول العالم، متهمة إياهم بالصمت المخزي إزاء استهداف الاحتلال الإسرائيلي لزملائهم الفلسطينيين في قطاع غزة. جاء هذا التصريح عقب المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال في مستشفى ناصر جنوب القطاع، والتي أسفرت عن استشهاد 20 شخصًا بينهم خمسة صحفيين.

في منشور عبر منصة ‘إكس’، أكدت ألبانيز أن صورة الكاميرا الملطخة بالدماء التي تعود لأحد الصحفيين الشهداء يجب أن تُعرض في النصب التذكاري للإبادة الجماعية التي ستُقام يومًا ما، تخليدًا لذكرى الضحايا الذين لا يُحصى عددهم من أبناء الشعب الفلسطيني. هذه الكلمات تعكس مدى الألم الذي يشعر به الصحفيون وعائلاتهم بسبب الاستهداف المتواصل.

أضافت المقررة الأممية: ‘العار لكل الصحفيين الذين لم يُبدوا أي رد فعل على مقتل زملائهم الشجعان أثناء توثيقهم للإبادة’. هذه التصريحات تأتي في وقت حساس حيث يتزايد استهداف الصحفيين في مناطق النزاع، مما يثير تساؤلات حول دور الإعلام في توثيق الحقائق.

بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ارتفع عدد الصحفيين الشهداء منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 246، بعد استشهاد ستة صحفيين يوم الاثنين، بينهم خمسة في قصف مستشفى ناصر وسادس في منطقة المواصي بخان يونس. هذا العدد يعكس حجم التحديات التي يواجهها الصحفيون في أداء واجبهم.

يُعتبر هذا الاستهداف الثاني للصحفيين خلال أقل من شهر، إذ سبق لجيش الاحتلال أن قصف مجموعة صحفية في 10 آب/أغسطس الجاري، مما أدى إلى استشهاد ستة بينهم خمسة من شبكة الجزيرة. هذه الحوادث تشير إلى سياسة ممنهجة تهدف إلى إسكات الأصوات التي توثق جرائم الحرب والإبادة الجماعية.

في ظل هذه الظروف، تصاعدت المطالب الحقوقية الدولية بضرورة تحييد الإعلاميين والطواقم الطبية والإنسانية عن دائرة القتل. هذه المطالب تعكس القلق المتزايد بشأن سلامة الصحفيين في مناطق النزاع، حيث يُعتبرون جزءًا أساسيًا من توثيق الأحداث.

وفق الإحصاءات الرسمية، تجاوز عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع 62 ألف شهيد و158 ألف جريح، معظمهم من النساء والأطفال. هذه الأرقام تُظهر حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان غزة في ظل العدوان المستمر.

يواصل الاحتلال ارتكاب مجازر يومية وسط صمت دولي يثير الكثير من التساؤلات حول مستقبل العمل الصحفي وحرية الإعلام في مناطق النزاع. هذا الصمت يُعتبر بمثابة ضوء أخضر للاحتلال لمواصلة انتهاكاته دون رادع.