منخفض بيرون يفاقم مأساة غزة: ربع مليون متضرر وخسائر بالملايين وسط انهيار الخيام والمنازل

13 ديسمبر 2025آخر تحديث :
منخفض بيرون يفاقم مأساة غزة: ربع مليون متضرر وخسائر بالملايين وسط انهيار الخيام والمنازل

صرح إسماعيل الثوابتة، الذي يشغل منصب مدير المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، بأن التداعيات القاسية للمنخفض الجوي “بيرون” الذي ضرب المنطقة مؤخراً، قد طالت ما يقارب ربع مليون نازح فلسطيني، مما زاد من معاناتهم المستمرة في ظل الظروف الراهنة.

وأشار الثوابتة في حديثه إلى أن هذا المنخفض يمثل كارثة إنسانية مركبة تضاف إلى سجل المآسي في القطاع، كاشفاً عن تقديرات أولية للخسائر المادية التي خلفها المنخفض، والتي وصلت قيمتها إلى حوالي 4 ملايين دولار أمريكي.

وبين المسؤول الحكومي أن قطاع إيواء النازحين في الخيام كان الأكثر تضرراً وعرضة للمخاطر خلال هذه الأحوال الجوية العاصفة، حيث تعرضت ما يقارب 53 ألف خيمة لأضرار تفاوتت بين التدمير الكلي والجزئي، مما ترك آلاف الأسر بلا مأوى يقيهم تقلبات الطقس.

وفي سياق متصل، نقلت مصادر طبية من داخل مستشفيات القطاع إحصائيات مؤلمة تفيد بوفاة 14 مواطناً، من بينهم 6 أطفال، نتيجة البرد القارس، كما تم رصد انهيار ما يزيد عن 15 منزلاً في أحياء متفرقة من مدينة غزة، في وقت يحاول فيه النازحون بجهود ذاتية يائسة حماية أطفالهم داخل خيام متهالكة لا تقي برداً ولا مطراً وبإمكانيات تكاد تكون معدومة.

وعلى الصعيد الميداني، أفادت التقارير بانهيار مبنى سكني متعدد الطوابق في منطقة مشروع بيت لاهيا الواقعة شمالي القطاع، ولحسن الحظ لم تسجل إصابات في هذا الحادث، بينما تمكنت فرق الدفاع المدني والإسعاف من انتشال جثامين أربعة شهداء، بينهم طفلان، قضوا تحت أنقاض منزل انهار في منطقة بير النعجة شمالي غزة.

قطاع الخيام في غزة كان الأكثر تأثرا بالمنخفض الجوي حيث تضررت نحو 53 ألف خيمة بشكل جزئي أو كلي.

ومنذ بداية تأثير المنخفض يوم الخميس الماضي، يكابد مئات الآلاف من النازحين ظروفاً معيشية قاسية للغاية داخل خيامهم البالية في كافة أرجاء القطاع، حيث تسببت غزارة الأمطار والسيول الجارفة والرياح العاتية في غرق واقتلاع أكثر من 27 ألف خيمة، بحسب ما ورد في بيان المكتب الإعلامي الحكومي.

وتتزامن هذه الأحوال الجوية العاصفة مع واقع مأساوي يعيشه النازحون نتيجة الافتقار الشديد لمقومات الحياة الأساسية، وصعوبة الحصول على المستلزمات الضرورية، فضلاً عن تدهور الخدمات الحيوية الناجم عن الحصار الإسرائيلي المطبق.

وتشير تقديرات الدفاع المدني السابقة إلى وجود نحو 250 ألف أسرة تقيم في مخيمات النزوح المنتشرة في القطاع، حيث يواجهون مخاطر البرد والسيول بلا مأوى حقيقي سوى خيام مهترئة لا تصمد أمام تقلبات الطقس.

وتأتي هذه الكوارث الطبيعية في ظل حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023 بدعم أمريكي، والتي أسفرت خلال عامين عن ارتقاء أكثر من 70 ألف شهيد وإصابة ما يزيد عن 171 ألف مواطن، بالإضافة إلى تدمير هائل طال 90% من البنية التحتية المدنية، بخسائر مادية أولية قدرت بنحو 70 مليار دولار.